أنت لم تتبرع لمستشفى 57357، ومع ذلك مستمر فى الهجوم عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وعدد من المواقع الإلكترونية، وتختلق أرقاما لحجم التبرعات، وأموال الإعلانات ومرتبات العاملين وطاقم التمريض.. إلخ، فى تجربة تدعو للاشمئزاز ، و لم تحدث فى أى مكان بالعالم، بأن تهاجم مؤسسة غير هادفة للربح، تسعى فى المقام الأول لتوفير العلاج الآمن والفعال للأطفال مرضى السرطان، من خلال صرح طبى كبير يعمل بنظام ودقة ومستوى جودة يضاهى المستشفيات الموجودة فى أوروبا وأمريكا، دون حتى أن تعطى لنفسك الفرصة لزيارته والتعرف عليه أو قراءة حكايته.
57357 وتخفيف العبء عن مستشفيات الحكومة
عليك أن تتذكر وأنت جالس على " كنبة الأنتريه"، بعد إفطار ثقيل أرهق معدتك وعطل مخك الصغير ، الذى استسلم لكل ما تسمع من شائعات عن مستشفى 57357 وغيرها من المؤسسات غير الهادفة للربح التى تقدم خدمة مجانية للمواطن، ولم تتذكر أن هذه المستشفى تقدم خدمة مجانية للأطفال مرضى السرطان، وتخفف العبء عن مستشفيات الحكومة، التى نعرف جميعا مستوى الخدمية الطبية التى تقدم بها، وحجم الرعاية التى يتلقاها المريض من خلالها، ويأتى إليها الجميع من كل حدب وصوب طلبا لشفاء أبنائهم وذويهم، ويتأثرون بما تكتب وتنشر، وقد تشارك فى تهديد شفائهم أو تأخيرهم بكلمات لا تلق لها بالا.
قوائم الانتظار عادلة وضع نفسك محل الآخرين
الهجوم على مستشفى 57357 له تاريخ طويل، ارتبط بالأساس بفكرة الأطفال الذين تضعهم المستشفى على قوائم الانتظار لحين تجهيز أماكن لهم، أو خروج حالات أتمت الشفاء، دون أن نحاور أنفسنا أو نفكر بالمنطق قليلا، فقوائم الانتظار معمول بها فى كل دول العالم وهى الطريقة الأنسب والأفضل للحصول على الخدمة، فهى تقضى على فكرة الوساطة والمحسوبية التى يتحدث عنها البعض، وتعتبر كل المرضى سواسية ولهم حق فى العلاج، ولكن من خلال دور منظم ومعروف مرصود على قوائم الانتظار فى المستشفى، وفق كشوف دقيقة لا يتم فيها تصعيد أحد على الآخر، فلماذا نسعى دائما إلى تجاوز هذا الدور، والسعى نحو فكرة " أنا الأحق وأنا الأولى ".
تجربة عملية مع 57357
لو افترضنا أنك غير مقتنع بالسطور السابقة، دعنى أروى لك هذه التجربة العملية، مع مستشفى 57357، فقد اتصل أحد أصدقائى بالدكتور شريف أبو النجا مدير مستشفى 57357، يطلب قبول طفل مريض بالسرطان فى المستشفى، لأن موقعه فى القائمة متأخر وقد يصل إلى عدة أشهر حتى يتمكن من الحصول على سرير وتلاقى العلاج اللازم، فكانت الإجابة السريعة والمباشرة من الدكتور شريف أبو النجا، ما شعورك لو أنك صاحب حالة مصابة بالسرطان وتم تقديم أحد فى القائمة على الدور الخاص بك، لتنتظر شهر أو شهرين او أكثر أو أقل، وكيف أسامح نفسى على تغيير قوائم انتظار لأطفال جميعهم مرضى وجميعهم فى حالات مماثلة وتحتاج إلى العلاج، فما كان من الصديق إلا أن أجاب:" عندك حق .. انا آسف ".
الشاهد من هذه القصة القصيرة أننا أمام مستشفى لا تقبل الوساطة فى العلاج وترى أنه حق للجميع، فى إطار منظومة تعتمد على الدقة والجودة منذ دخول المريض حتى تماثله للشفاء، تحتاج إلى الدعم بالتبرعات والمساندة أو حتى بالكلمة الطيبة ودرء الشائعات، حتى لا تتوقف عن تقديم هذه الخدمة النادرة لفلذات أكبادنا، فلا تدع نوازع الشر تنتصر عليك، ولا تستسلم لمن يروجون هنا وهناك، وتذكر من هو فى كرب المرض، ويعانون حتى يجدون بارقة أمل فى الشفاء.
أنت تهاجم المريض قبل الهجوم على المستشفى
لا أكتب هذه الكلمات حتى أقول لكم تبرعوا أو لا تتبرعوا، لكن أكتبها أملا فى أن يتجاوز كل مريض محنته دون أن نثقل عليه بعبارات سخيفة أو كلمات مسرطنة، فيكفى هؤلاء محنة المرض، التى هى قطعا أعظم من أى محنة، أكتبها لنعرف أن مستشفى 57357 تقدم خدمة حقيقية للمرضى وموجودة على أرض الواقع، وتختلف عن أى مؤسسة أخرى بأن لها سابقة خبرة وتعامل ونماذج ناحجة ونسب شفاء تدعو للفخر بأن مثل هذا الصرح الوطنى موجود فى مصر.
أخيرا تبرع لمن شئت، وتحدث كما شئت، ولكن قبل أن يقصف قلمك حصون المرضى، احرص على أن يقصف حصون السرطان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة