إيمانا بدورها التاريخى والحيوى الداعم للأشقاء فى الأراضى المحتلة وتأكيدا على تمسكها بكسر الحصار الإسرائيلى عن قطاع غزة، عملت مصر خلال الأشهر الماضية على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع لتخفيف العبء عن كاهل المواطن الفلسطينى الذى يعيش فى ظروف معيشية هى الأصعب منذ عام 2007.
وتأكيدا لدورها الرائد فى الملفات الإقليمية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية التى قدمت مصر من أجلها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، عكفت مصر خلال الأشهر الماضية على إعادة تأهيل معبر رفح البرى بين مصر وقطاع غزة، وتطوير المعبر بما يليق بسمعة الدولة المصرية التى تمكنت خلال فترة قصيرة وعلى الرغم من التحديات الأمنية فى سيناء من إنجاز تطوير معبر رفح البرى.
وحصل "اليوم السابع" على صورة حصرية لمعبر رفح البرى عقب عملية إعادة تأهيله بالكامل بما يليق بسمعة الدولة المصرية، وتظهر الصورة مدى الفارق الذى كانت عليه حالة معبر رفح البرى خلال السنوات الماضية والتطوير والتأهيل الذى تم خلال أشهر قليلة فى ظروف وتحديات أمنية كبيرة.
ومن المقرر أن تفتتح السلطات المصرية معبر رفح البرى بين غزة ومصر، عقب الانتهاء من عمليات التأهيل بشكل كامل، ما يؤكد حرص الدولة المصرية على تخفيف معاناة الشعب الفلسطينى وتوفير شتى السبل من أجل راحة المسافرين سواء من غزة إلى مصر أو العكس.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أكد أن فتح معبر رفح بصفة مستمرة يأتى كمساهمة فى تخفيف الأعباء عن قطاع غزة، مضيفا "القضية الفلسطينية خط ثابت لمصر فى سياستها تجاه القضايا العربية، ولن نتغير عن هذا الخط".
وأكد الرئيس السيسي أن مصر تتابع عن كثب تطورات الأوضاع فى الأراضى المحتلة ولاسيما فى قطاع غزة، مشيرا إلى أن مصر تتحرك فعليا على الأرض للتخفيف عن كاهل الشعب الفلسطينى.
ويؤكد تطوير معبر رفح البرى، أن الدولة المصرية حريصة على تخفيف العبء عن كاهل الشعب الفلسطينى، إضافة لاهتمامها بتطوير معبر رفح البرى وإعادة تأهيلها لخدمة الأشقاء.
وخففت مصر من القيود التى فرضتها حكومة الاحتلال الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، وسمحت السلطات المصرية بإدخال عشرات الآلاف من المساعدات الإنسانية عبر الحدود التى تخضع لرقابة مشددة مع غزة، فى علامة على تحسن العلاقات مع الحركة الفلسطينية التى تحكم القطاع الساحلى.
ووجهت القيادة السياسية خلال الأيام القليلة الماضية باستمرار فتح معبر رفح البرى لمرور كل الأفراد، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة إلى قطاع غزة، واستقبال المستشفيات المصرية لبعض الجرحى الفلسطينيين للعلاج فى المستشفيات المصرية.
وأدخلت السلطات المصرية إلى أهالى قطاع غزة خلال الأشهر القليلة الماضية مساعدات إنسانية لسد احتياجات المواطن الفلسطينى البسيط المحاصر فى قطاع غزة.
وأكد عدد من المواطنين الفلسطينيين فى قطاع غزة تقديرهم للدور الكبير والرائد الذى تقوده مصر فى القضية الفلسطينية، مشددين على أهمية نجاح المصالحة الفلسطينية وتجاوب الفصائل مع الدور الذى تلعبه مصر حفاظا على القضية الفلسطينية من الضياع.
وأوضح المواطنون فى أحاديث منفصلة لـ"اليوم السابع"، أن مصر هى الأمل الوحيد للشعب الفلسطينى بعد تكالب قوى إقليمية ودولية على القضية الفلسطينية، وأضافوا بالقول "مصر هى الأمل الوحيد الداعم لشعبنا الفلسطينى وسط المحاولات الإقليمية والدولية للعبث بالقضية الفلسطينية وإقحامها فى صراعات لا تخدم القضية".
وتواصل السلطات المصرية جهودها الكبيرة للتخفيف عن أبناء الشعب الفلسطينى بالعمل على تقريب وجهات النظر بين فصائل العمل الوطنى الفلسطينى خدمة للقضية، والدفع نحو عملية تفاوضية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وعقدت فصائل العمل الوطنى الفلسطينى ومنها فتح وحماس والجبهة الشعبية سلسلة لقاءات مكثفة مع المسئولين المصريين خلال الأشهر القليلة الماضية، وذلك لبحث سبل تنفيذ وتفعيل الاتفاقات الموقعة فى القاهرة بين فتح وحماس لإقرار المصالحة الوطنية الفلسطينية وطى صفحة الانقسام الذى كان له تداعيات سلبية على القضية الفلسطينية.
واحتضنت القاهرة عدد من اللقاءات بين حركتى فتح وحماس للدفع نحو تفعيل ما تم الاتفاق عليه، وإزالة كافة العوائق التى تحول دون إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام، والالتزام بالاتفاقات الموقعة فى القاهرة برعاية مصرية.
وأكد عدد من المراقبين للشأن الفلسطينى أن الدولة المصرية لن تتخلى يوما عن الشعب الفلسطينى، موضحين أن القاهرة تدرك الأخطار المحدقة التى تحيط بالقضية الفلسطينية وسعى بعض الأطراف الإقليمية للعبث بمقدرات الشعب الفلسطينى لخدمة أجندة الاحتلال الإسرائيلى، مشددين على أهمية الدور المحورى والتاريخى الذى تلعبه مصر لرص الصف الفلسطينى وتوحيد صفوف الفصائل الفلسطينية لمواجهة المخططات الخبيثة التى يعدها جيش الاحتلال الإسرائيلى.
وحذر المراقبون من محاولات بعض الدول الإقليمية وفى مقدمتها تركيا وقطر من المتاجرة بالقضية الفلسطينية لصالح أجندات شخصية، موضحين أن المتضرر الأكبر من التحركات الأخيرة التى تقودها الدوحة وأنقرة المواطن البسيط الذى يعانى من الحصار والدمار وحالة فقدان الأمل فى قطاع غزة.
وأجرت حركة حماس سلسلة لقاءات مكثفة مع القيادة المصرية خلال الأشهر القليلة الماضية تركزت فى عدة ملفات مهمة أبرزها أزمات قطاع غزة والحصار الإسرائيلى.
وتتفهم القيادة المصرية بشكل كبير طبيعة الأوضاع الإنسانية وخطورتها فى قطاع غزة وصعوبة استمرار هذه الأوضاع على حالها.
وتبذل القيادة المصرية جهودا كبيرة مع أطراف دولية وأوروبية لتخفيف العبء عن كاهل الشعب الفلسطينى، ويعد موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت ولم يتغير، فالدولة المصرية تدعم فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة