علياء باز تكتب: لم يكن وداعك يا بهية بالأمر الهين

الأحد، 27 مايو 2018 04:00 م
علياء باز تكتب: لم يكن وداعك يا بهية بالأمر الهين علياء باز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عشت أحلم بالهجرة دائما وأبدا ..كثيرا ما حدثتنى نفسى بأن الحل الأوحد والأمثل لجميع مشكلاتى هو السفر خارج مصر .. الخوف، الوحدة ، الاحتياج ، المرض ، الخذلان، وغيرها كثير .. كان العلاج الوحيد حينئذ هو الهروب  .
كانت تذكرة الطيران هى النهاية والبداية ، ودعت أهلى ، اعتصر فؤادى لذلك الوداع ولكنى تناولت مسكن هجرتى فزادنى إصرارا على إكمال الطريق ، تركت غرفتى وسريرى وخزانة ملابسى وحملت معى كل ذكرياتى ، أصدقكم القول لم أهاجر للهجرة ذاتها ولكنى يأست من محاولاتى فعزمت حقائبى وقررت الهروب .
من قلب الغربة أكتب هذا الكلام الآن ، الآن لم أستطع أن أرى زينة رمضان ، ليس بالأمر الهين أن تقضى الشهر الفضيل خارج مصر ، يشعر بى كل مغترب يقرأ سطور رسالتى ، رمضان بنكهة الغربة ، أستطيع أن أرى أمى الآن تعد لإخوتى طعام الإفطار ، أسمع صلوات أبى وترتيله كأنى لم أغادر غرفتى أبدا ، أشتم رائحة القطائف والكنافة فى شوارع الحبيبة مصر ، أشتاق لضم فانوس أبى الجديد ليمحو مرار تلك السنين ، يعتصر قلبى لتلك الذكريات ، ولكن هذا كل شىء ، الذكرى و الحنين ، تلك المشاعر العجيبة التى تحملها فى قلبك حيثما ذهبت ، يداهمهما الأمل ، يوما ما سنعود ، ربما بعد أسبوع ، بعد شهر ، أو بعد سنين ، لا أدرى ولكنى حتما أدرك أنى سأعود . 
صرخ قطز فى قلب المعركة " واسلاماه " ، من قلب غربتى أصرخ "واغربتاه " ، لو كان من يشترى الغربة يدرى بأى ثمن سيدفعه ؟! ولكنها الحياة ، فالحمد لله ، الحمد لله على نعمة الأمل ، الحمد لله على نعمة الاحساس ، الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه  .
مهلا.. ماهذا الهراء ؟ لماذا تتزاحم أفكار الحنين فى رأسى ؟ أريد أن أحسم الجدل الآن ، أستطيع العودة ، بإمكانى الآن الهروب من غربتى ، أستطيع أن أحمل حقائبى وأسدل الستار على هذه الصفحة ، لماذا يداهمنى الخوف على هذا النحو ؟ حتما هروبى الآن هو الحل الأمثل ، حتى لو لم يحدث ذلك على الإطلاق حتما رمضان بهية سيصلح ما أفسده الجميع .
 









مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالمالك

للغربة اوجاع

للغربة اوجاع تبداء بترك الوطن والاهل وتنتهي بوحده احسنت مقال جميل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة