لأول مرة منذ بدء التعاون العسكرى بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين، تسحب أمريكا دعوتها للصين للمشاركة فى مناورات "حافة الهادى" العسكرية فى المحيط الهادى، قائلا أن ذلك بسبب "استمرار عسكرتها" لبحر الصين الجنوبى.
ويأتى قرار سحب الدعوة للقوات الصينية وسط توترات جديدة بين واشنطن وبكين، إذ قال الرئيس الأميركى دونالد ترامب، فى تصريحات سابقة، إنه غير راض عن المحادثات التى تهدف إلى تجنب حرب تجارية مع الصين.
وأشار ترامب إلى أن الرئيس الصينى شى جين بينج قد يكون اضطلع بدور فى تهديدات زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون الأخيرة، للانسحاب من القمة المزمعة مع الولايات المتحدة.
وقالت وكالة فرانس برس، إنه يوجد مؤشر جديد على توتر العلاقات بين البلدين، حيث أن الولايات المتحدة تعتقد الآن أن تصرفات بكين فى بحر الصين الجنوبى "تتعارض مع روح التدريبات"، وتجرى البحرية الأمريكية مناورات "حافة الهادئ" (ريمباك) مرة كل عامين، وتشارك فيها قوات من أكثر من 20 بلدا للتدريب المشترك على الأعمال البحرية فى المنطقة المترامية.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أن استمرار الصين فى عسكرة مناطق متنازع عليها فى بحر الصين الجنوبى يؤدى فقط إلى تصعيد التوتر وزعزعة استقرار المنطقة، مضيفا أنه تقرر سحب الدعوة من قوات البحرية الصينية للمشاركة فى تدريبات حافة الهادئ، لأن تصرفات الصين تتعارض مع مبادئ وأهداف هذه التدريبات.
وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، إلى أنه يوجد أدلة واضحة على أن الصين نشرت صواريخ مضادة للسفن وصواريخ أرض-جو، إضافة إلى أجهزة تشويش إلكترونية على جزر "سبراتليز" المتنازع عليها فى بحر الصين.
وأضاف أن الصين "تقول إن هذه المنشآت على تلك الجزر تهدف لضمان الأمن البحرى ومساعدة الملاحة وعمليات البحث والإنقاذ فى البحر، إضافة إلى حماية الصيادين"، لكنه شدد على أن "نشر هذه الأسلحة لا يمكن أن يكون سوى لاستخدام عسكرى".
وجرت مناورات "ريمباك" للمرة الأولى فى 1971 وكانت سنوية حتى 1974 حين اتخذ قرار بأن تجرى مرة كل عامين بسبب نطاقها الواسع، وأول من بادر إليها الولايات المتحدة وأستراليا وكندا.
وتحمل الدعوة إلى التدريبات، التى تجرى حول جزر هاواى وجنوب كاليفورنيا، أهمية سياسية لأنها تعتبر بمثابة اعتراف بشرعية القوات العسكرية المشاركة.
وشهدت الآونة الأخيرة توترًا فى العلاقات ما بين الصين وفيتنام والفلبين وإندونيسيا وماليزيا وبروناى بسبب النزاع على تلك الجزر، حيث تدّعى كل دولة منهم أحقيتها التاريخية فى عدد من الجزر التى يصل عددها لنحو ثمانين جزيرة صغيرة لا يتجاوزه حجم أكبرها 4 كيلومترات ويغمر البحر هذه الجزر فى كثير من الأوقات.
وبدأ النزاع على تلك الجزر يأخذ منحى حادًا وجادًا مع إصدار الأمم المتحدة عام 1972 دراسة نظرية ترجّح وجود كميات كبيرة من النفط والغاز والمعادن فى تلك المنطقة من بحر الصين الشرقى.
ويربط بحر الصين الجنوبى الشرق الأوسط بمنطقة القارة الهندية بشمال شرق آسيا وتمر به ثلث الشحنات البحرية العالمية بقيمة 7 تريليون دولار، أى 15 ضعف قناة بنما وثلاثة أضعاف قناة السويس، ويحتوى على 7 مليارات برميل نفط كاحتياطى محتمل، و900 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة