مريم محمد سعيد تكتب: آفاق الغموض

السبت، 26 مايو 2018 11:00 ص
مريم محمد سعيد تكتب: آفاق الغموض فتاة تفكر – أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
باتت الأسرار تخفى حقائق كثيرة وغموضنا يخيف ما حولنا ولا أحد يعلم ما يدور فى نفوسنا والناس تعتقد أن غموضنا يخفى حقائق نخشى ذكرها حتى لا نفصح عن حقيقة امرنا فيدور فى انفسهم احتمالات وشكوك عديدة أكثرها خاطئة يعتقدون اننا نخفى أسراراً فاحشة ونخفى حقائق متدنية حيث غموضنا صور لهم صورة سلبية عن حقيقتنا. والحقيقة اننا نخفى أسراراً مؤلمة تتعبنا عند ذكرها وتسبب لنا مزيداً من الاحراج عند الفصح عنها فلا تلح على أحد لمعرفة أسراره فمن الممكن أن تكون سبباً فى جرحه واحترم غموض أى شخص ؛ فليس شرطاً أن يكون الانسان الغامض انساناً ليس سوياً بل بالعكس؛ أن الشخص الذى يبوح بكل شىء يعرض نفسه للأذى حيث يجعل ما حوله يعلمون تفاصيل حياته فهو كتاب مفتوح من الممكن أن تتحكم فيه فأنت تعرف نقاط ضعفه مما يجعل نفسه عرضه للتشويه من أصحاب النفوس المريضة. كن غامضاً ولكن يتعين عليك ألا يكون غموضك سبباً فى اتعاس غيرك ؛ بل غموضك يكون سبباً فى اخفاء ما يضر نفسك وما يضر غيرك فالغموض فن ذو سلاحين ؛ إذا اخفيت به حقيقتك لكى تظهر بمظهر تحسن به صورتك التى ليست صحيحة اصبح الغموض قناع تخفى وراءه نواياك السيئة أما اذا كان الغموض سبباً فى اخفاء اعراض وأسرار الناس اصبح الغموض علامة تدل على نبلك وحسن نيتك فللغموض أهداف، وأنت وحدك عليك الاختيار فليكن غموضك هو مرآة لرقى أخلاقك وليس لحرمان الناس من عطائك فالعطاء نعمة لا يعرفها إلا من طابت نفسه بالمحبة وبات يستر ما لا يحبه لغيره فالغموض عطاء من صاحب لصاحبه حفظ سره وصدق وعده.
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة