انتخب مجلس النواب اللبنانى الأربعاء نبيه برى (80 عاماً) رئيساً له للمرة السادسة على التوالى، فى أول جلسة يعقدها المجلس الجديد الذى يحظى فيه حزب الله مع حلفائه بأكثرية المقاعد.
ويأتى انتخاب برى، صاحب اطول ولاية فى رئاسة مجلس النواب فى العالم العربى، بعد اجراء لبنان فى السادس من الشهر الحالى انتخابات تشريعية هى الأولى منذ العام 2009، بعد انقطاع طويل بسبب أزمات سياسية وأمنية متلاحقة وانقسام حاد بين مختلف القوى.
وكان برى الحليف الابرز لحزب الله، المرشح الوحيد لرئاسة البرلمان التى تعود فى لبنان الى الطائفة الشيعية. وفاز الأربعاء بأصوات 98 نائباً من إجمالى 128 يشكلون أعضاء البرلمان مقابل 29 ورقة بيضاء وورقة ملغاة.
نبيه برى أثناء الجلسة
وبذلك، أعيد انتخاب برى لأربع سنوات مقبلة، سيكون قد أمضى فى نهايتها ثلاثة عقود على رأس البرلمان اللبنانى، علماً انه عميد رؤساء البرلمانات العرب.
وإثر انتخابه، توجه برى للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون ، وأعلن من القصر الرئاسى اثر انتهاء الاجتماع أن الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس للحكومة ستبدأ الخميس، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.
ويلزم الدستور اللبنانى رئيس الجمهورية اجراء الاستشارات الملزمة عبر لقاء الكتل النيابية على أن يسمى على اساسها رئيس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئيس البرلمان.
ويشغل برى الذى يتمتع بشعبية كبيرة فى المناطق الشيعية، منصب رئيس مجلس النواب منذ العام 1992. ومنذ ذاك الحين، فاز كافة المرشحين على لوائحه بمقاعد فى البرلمان.
جلسة انتخاب نبيه برى رئيسا لمجلس النواب اللبنانى للمرة السادسة
وفاز تحالف حركة أمل التى يرئسها برى مع حزب الله فى الانتخابات الأخيرة بـ26 مقعداً من أصل 27 مقعداً تعود للطائفة الشيعية فى البرلمان اللبناني.
ووصل برى الذى كان يصنف خلال الحرب الأهلية (1975-1990) بين "أمراء الحرب"، الى سدة الرئاسة الثانية خلال فترة النفوذ السوري.
ونجح خلال كافة المراحل السياسية من فرض نفسه كوسيط بين القوى السياسية المختلفة، لكنه فى الواقع الحليف الأول والثابت لحزب الله، صاحب الزعامة الأولى بين الشيعة فى لبنان، واللاعب النافذ فى المشهد السياسى ككل.
وفى كلمة ألقاها أمام النواب بعد انتخابه، شدد برى على أنه بانتظار البرلمان مشاريع تشريعية كبرى، من أهمها "انجاز كل ما يتصل بقطاع النفط وفى هذا اقتراح قانون متعلق بإنشاء الصندوق السيادى واقتراح قانون إنشاء شركة البترول الوطنية اللبنانية".
وقّع لبنان فى التاسع من فبراير عقداً مع ائتلاف شركات دولية هى "توتال" الفرنسية و"ايني" الايطالية و"نوفاتيك" الروسية للتنقيب عن النفط والغاز فى الرقعتين 4 و9 فى مياهه الإقليمية. وسيجرى التنقيب فى الرقعة 9 بمحاذاة جزء صغير متنازع عليه بين لبنان واسرائيل، ولن تشمله أعمال التنقيب. ويُشكل هذا الجزء ثمانية فى المئة من الرقعة 9، وفق شركة "توتال".
وصول سعد الحريرى
وأكد برى أن "مجلس النواب سيشكل حصناً على حدودنا السيادية البرية والبحرية وأيضاً الجوية فى الدفاع والرد الوطنى دولة وجيشاً وشعباً ومقاومة على عدوانية اسرائيل وانتهاكاتها".
وانتخب البرلمان كذلك النائب ايلى الفرزلى نائباً لرئيس مجلس النواب، المنصب الذى يعود للطائفة الارثوذكسية، بعد فوزه على منافسه النائب أنيس نصار.
وسبق للفرزلى (68 عاماً) الذى يعرف عنه قربه من دمشق، أن شغل المنصب ذاته منذ انتخابه نائباً فى العام 1992 حتى العام 2004. وخاض الانتخابات النيابية فى دورتى 2005 و2009 بعد انسحاب الجيش السورى من لبنان ولم يحالفه الحظ.
البرلمان اللبنانى
تشديدات أمنية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة