أقام الأزهر الشريف احتفالاً حاشداً، اليوم الأربعاء، حضره عدد من كبار العلماء والمسئولين وقيادات الأزهر، وذلك بمناسبة مرور 1078 عام هجرى على تأسيس الجامع الأزهر الشريف، والتى توافق السابع من شهر رمضان المبارك من كل عام.
7 رمضان عيد سنوى للجامع الأزهر
كما وافق المجلس الأعلى للأزهر برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، فى جلسته الأخيرة، على اعتبار مناسبة افتتاح الجامع الأزهر فى السابع من رمضان عام 361 هـ مناسبة احتفالية كل عام.
الدكتور عباس شومان، وكيل الازهر الشريف، قال فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، ان هذا هو الاحتفال الأول بمناسبة انشاء الجامع الازهر الشريف، مضيفا ان الازهر قرر الاحتفال بهذا اليوم وسيكون تقليدا سنويا وسيستدعى بعض الرموز التى تخرجت من الازهر من كل انحاء العالم، لافتا إلى الجامع الازهر الشريف يستحق الاحتفال به وبتأسيسه.
فعاليات الاحتفال
وأقيمت عدداً من الفعاليات تتضمنت: حلقات تعريفية بيوم افتتاح الجامع الأزهر وإقامة أول صلاة جمعة فيه، إضافة إلى جولة سياحية داخل الجامع الأزهر، وكذلك إقامة ركن خاص بعام القدس 2018، وآخر للمواهب الأزهرية الشابة، وثالث للأطفال، إضافة إلى حفل إفطار جماعى.
وأقيمت مأدبة إفطار تكفى لـ1500 صائم داخل صحن الجامع الأزهر الشريف، واحتشد العشرات على الركن الخاص بالخط العربى لكتابة أسمائهم، كما استقبل ركن مجلة نور، الأطفال حيث تم توزيع المجلة على أكثر من 50 طفلاً، كما حرص العديد من الأطفال على التقاط الصور مع غلاف المجلة رقم 29، الذى يحمل صورة لاعب المنتخب المصرى و فريق ليفربول الإنجليزى محمد صلاح.
حضر الاحتفال الدكتور عباس شومان، وكيل الازهر الشريف،والدكتور محمد حسين المحرصاوى، رئيس جامعة الازهر،والدكتور محيى الدين عفيفى الامين العام لمجمع البحوث الاسلامية، ومؤمن متولى الامين العام للمجلس الاعلى للازهر،ونواب رئيس جامعة الازهر.
تاريخ الجامع الأزهر
يذكر أن الجامع الأزهر يعد من أقدَمِ المساجد التى تمَّ إنشاؤها فى مدينة القاهرة (361هـ، 972م)، ليكون جامعًا وجامعة تدرس فيه مختلف العلوم والمعارف، وقد بلغ عدد العلماء الذين تولَّوا إمامته منذُ تأسيسه حتى الآن 48 شيخًا.
كان شهر مارس الماضى قد شهد افتتاح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولى عهد المملكة العربية السعودية، أكبر وأوسع عمليات الترميم والتطوير التى شهدها الجامع الأزهر على مر تاريخه الذى تجاوز الألف عام.
الجامع الأزهر (359~361 هجرية)/ (970~975 م)، هو أهم المساجد فى مصر وأشهرها فى العالم الإسلامى. وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف عام، بالرغم من أنه أنشئ لغرض نشر المذهب الشيعى عندما تم فتح مصر على يد جوهر الصقلى قائد المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر، إلا أنه حاليا يدرس الإسلام حسب المذهب السني، وبعدما أسس مدينة القاهرة شرع فى إنشاء الجامع الأزهر وأتمه وأقيمت فيه أول صلاة جمعة فى 7 رمضان 361 هـ - 972م، فهو بذلك أول جامع أنشى فى مدينة القاهرة وهو أقدم أثر فاطمى قائم بمصر، وقد اختلف المؤرخون فى أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمنا بفاطمة الزهراء بنت الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وإشادة بذكراها.
ويعد العصر المملوكى من أزهى وأفضل العصور التى عاشها الأزهر الشريف حيث تسابق حكام المماليك فى الاهتمام بالأزهر طلابًا وشيوخًا وعمارةً وتوسعوا فى الإنفاق عليه والاهتمام بل والإضافة إلى بنيته المعمارية.
وأما فى العصر العثمانى فقد أبدى سلاطين آل عثمان احتراما كبيرا للمسجد وأهله بالرغم من مقاومته لهم ووقوفه مع المماليك خلال حربهم مع العثمانيين، إلا أن هذا الاحترام لم يترجم عمليا فى صورة الرعاية والاهتمام بعمارته أو الإنفاق على شيوخه وطلابه.
إلا أن الجامع خلال تلك الفترة قد أصبح المكان الأفضل لدى عموم المصريين والأولى بتلقى العلوم والتفقه فى الدين من خلاله وأصبح مركزا لأكبر تجمع لعلماء مصر كما بدأ فى تدريس بعض علوم الفلسفة والمنطق لأول مرة.
وخلال الحملة الفرنسية على مصر كان الأزهر مركزا للمقاومة وفى رحابه خطط علماؤه لثورة القاهرة الأولى وتنادوا اليها، وتحملوا ويلاتها وامتهنت حرمته، وفى أعقاب ثورة القاهرة الثانية تعرض كبار علماء الأزهر لأقسى أنواع التعذيب والألم، وفرضت عليهم الغرامات الفادحة، وبيعت ممتلكاتهم وحلى زوجاتهم الذهبية استيفاء لها، وعقب مقتل كليبر فجع الأزهر فى بعض طلبته وفى مقدمتهم سليمان الحلبي، وبينما كان الاحتلال الفرنسى يلفظ أنفاسه الأخيرة حتى صدرت الأوامر باعتقال شيخ الأزهر الشيخ عبد الله الشرقاوي، وهكذا ظلت تخيم أزمة عدم الثقة بين الأزهر وسلطات الاحتلال الفرنسى حتى آخر أيامه ورحيله عن البلاد.
وبعد انسحاب الفرنسيين من البلاد عيّن محمد على باشا نفسه والياً على مصر استجابة للشعب، ويعدّ مؤسس الأسرة العلوية التى حكمت مصر من 1805 إلى عام 1952، وسعى إلى توطيد حكمه من خلال التقرّب إلى علماء الأزهر، وسار على نهجه أبناؤه وأحفاده، والذى كان آخرهم الملك فاروق الذى تنازل عن العرش الملكى بسبب ثورة 1952، وفى أعقاب ذلك وفى عام 1961 ووفقاً للقانون الصادر فى نفس العام تمّ إعلان قيام جامعة الأزهر رسمياً وإنشاء العديد من الكليات.
ومن أشهر العلماء الذين ارتبطت أسماؤهم بالأزهر: ابن خلدون، وابن حجر العسقلاني، والسخاوي، وابن تغرى بردي، والقلقشندي، وغيرهم من العلماء.
ولازال الجامع إلى اليوم قائما شامخا تتحدى مآذنه الزمان وتطاول هامات علمائه السحاب، لا يلين لمعتد، ولا ينحنى لمتجبر، صادعا بالحق داعيا إليه ما بقيت جدرانه ومآذنه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة