أعادت حادثة اطلاق النار الدامية فى مدرسة فى تكساس الجمعة إطلاق النقاش حول قضية تشديد قوانين الأسلحة فى الولايات المتحدة وسهولة شرائها.
وقتل الشاب ديمتريوس باجورتزيس عشرة اشخاص واصاب عشرة آخرين عندما فتح النار فى مستهل اليوم الدراسى فى ثانوية فى مدينة سانتا فى بولاية تكساس، من بندقية ومسدس اشتراهما والده بشكل قانونى.
وشدد حاكم تكساس الجمهورى جريج آبوت على ضرورة التصدى بشكل أفضل للأمراض النفسية وتسليح موظفين فى المدارس، بدلا من الدعوة لتشديد القيود على انتشار الأسلحة القانونية.
وهذه الولاية الجنوبية الشاسعة والمحافظة، لديها بعض أكثر القوانين المتساهلة لحيازة الأسلحة فى الولايات المتحدة، حيث ثلث الأطفال يعيشون فى منزل داخله سلاح واحد على الأقل.
وأى شخص بعمر 18 عاما وفوق يمكنه شراء سلاح فى تكساس بدون رخصة خاصة ومنها الأسلحة شبه الأوتوماتيكية والأسلحة السريعة الطلقات بمخازن كبيرة السعة.
بالمقابل تحدد السلطات السن ب21 عاما لشراء مسدس. ويتعين حيازة رخصة لحمل هذا النوع من السلاح، وأكثر من مليون مواطن فى تكساس يحملون رخص مسدسات.
ويعتمد بائعو السلاح المرخصون من السلطات الفيدرالية، على بحث سريع فى سجلات الشارى المحتمل الجنائية أو المتعلقة بصحته النفسية. ويمكن تجنب هذه الاجراءات بشراء سلاح على الانترنت أو خلال معارض.
ويمكن ايضا حمل بندقية بشكل ظاهر، باستثناء الامكنة التى تمنع ذلك صراحة، واستضافت تكساس فى وقت سابق هذا الشهر المؤتمر السنوى للرابطة الوطنية للبنادق، وأعلن الرئيس دونالد ترامب فى الفعالية تأييده لمجموعة الضغط القوية التى قدمت دعما رئيسيا لحملته الانتخابية عام 2106.
وخلال الانتخابات التمهيدية فى مارس، لم تشكل قوانين الاسلحة موضوعا كبيرا لا فى معسكر الديموقراطيين ولا الجمهوريين.
وجعل بعض المرشحين الجمهوريين من دعمهم لحقوق حيازة السلاح، بندا رئيسيا فى حملتهم. وفى تسجيل فيديو عام 2015 ظهر السناتور تيد كروز وهو يطهو شريحة لحم لفها حول ماسورة بندقيته الهجومية بعد اطلاق النار منها.
لكن تقاليد حيازة الاسلحة فى الولاية كانت لها كلفتها. فمنذ يناير 2009 سجلت تكساس 20 حادثة إطلاق نار على الاقل مع مقتل أربعة اشخاص أو أكثر باستثناء مطلق النار بحسب مجموعة "إيفرى تاون فور غان سيفتى" (كل بلدة تريد وقف عنف السلاح).
وقبل ستة اشهر فتح رجل النار فى كنيسة قرب سان أنطونيو فقتل 25 شخصا بينهم حامل.
وقالت شانون واتس مؤسسة مجموعة "مومز ديماند أكشن فور جان سنس ان أمريكا" (أمهات يطالبن بالتحرك للتوعية على مخاطر السلاح فى أمريكا) "أصبح أطفالنا اضرارا جانبية فى أمة تسمح بأن تكتب مجموعات مدافعة عن الأسلحة القوانين المتعلقة بالأسلحة".
وتشير الدراسات إلى أن ثلثى الأطفال يعرفون تماما المكان الذى خبأ فيه الوالدان الأسلحة، حتى وإن كان البالغون غير مقتنعين بذلك.
وفى أكثر من 40% من المنازل التى داخلها سلاح وأطفال، فإن سلاحا واحدا على الاقل لم تفعّل فيه آلية الأمان، أو موجود فى مكان غير مقفل، بحسب دراسة عام 2000 ل "أمريكان جورنال اوف بابليك هيلث" (المجلة الأمريكية للصحة العامة).
ويعيش نحو 1,69 مليون طفل دون سن 18 فى منزل داخله سلاح واحد محشو على الأقل يمكن الوصول إليه بسهولة، بحسب دراسة للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال عام 2005.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة