قصة جديدة على أرض محافظة المنوفية على غرار قنديل أم هاشم، روايات يتناقلها الأبناء على الأباء والأجداد على مدار السنوات السابقة، قصة اليوم عن بئر بمدينة منوف، يوجد بها مياه يعتقد المواطنون أنها مباركة وتشفى المرضى ويتوافد عليها المئات من كل مكان.
باتعة نجلة العاملة على البئر
وتجولت "اليوم السابع" داخل مدينة منوف بمحافظة المنوفية، وعلى بعد ما يقرب من كيلومتر من محطة قطار المدينة، وبطريق موازى لشريط القطار بالمدينة، رصدنا لافتة لمسجد أطلق عليه "مسجد سيدى حكيم" وهو الاسم الذى تداوله العديد من المواطنين حول احتوائه على بئر "سيدى حكيم" والذى لا تنتهى المياه به ويتبارك بمياهه الجميع.
وبعد انتظار أكثر من نصف ساعة، وصل إلينا سعيد شرويد الرجل الستينى ذو اللحية الخفيفة، والذى يعمل بالمسجد والبئر، حاملا المفتاح، ويسير بخطى بسيطة، ليفتح الباب، وندخل إلى المكان لنرصد غطاء حديدى على قطر دائرى يقترب من المتر ونصف المتر، وعليه طربوش حديدى للتجميل، ويجاوره عدد من الحمامات التى تم إعداداها فى السنوات الأخيرة كما أكد العامل بالمكان .
البئر مغطى
حاولنا التعرف عن قرب عن قصة هذا البئر ليروى لنا سعيد شرويد العامل بالمكان ما لديه من معلومات حول هذا البئر قائلا: "سمى بهذا الاسم نسبة إلى سيدى حكيم الذى كان يحارب من أجل نشر الإسلام، منذ سنوات طويلة، وعندما جاء إلى مدينة منوف، دعا أن يكون المكان الذى يستشهد فيه يكون فيه بئر به ماء فيه شفاء للناس، فاستجاب الله له وأعطاه هذا البئر" – بحسب قوله .
وأوضح شرويد، أن البئر يتواجد به ثلاث عيون للمياه تكون فى الشتاء مياة دافئة، وفى الصيف تكون مياه مثلجة دون أن يكون هناك أى تدخل من أى أحد، لافتًا إلى أن تواجد هذا البئر من سنوات طويلة.
البئر من الداخل
وأضاف "شرويد"، أن منسوب المياه بهذا البئر لا تنخفض مهما كان السحب من المياه، مشيرًا إلى أن الأمر كان فى البداية يتم سحب المياه من خلال استخدام "الجردل" والأساليب البدائية، ليتم التطوير للأمر من خلال مد مواسير مياه لسحبها مزودة بموتور، يقوم بالسحب والضخ عبر العديد من الحنفيات التى تساعد على الحصول على المياه بسهولة ويسر .
وأضاف "شرويد"، أن العديد من المواطنين يتوافدون على المكان من أماكن متفرقة من العديد من القرى والمراكز بالمحافظة، للتبارك بالمياه والشرب منها والحصول على كميات منها للاستحمام بها، أو القيام بالاستحمام داخل المكان من خلال العديد من الحمامات التى تم تزويدها فى الفترة الأخير وتقوم بسحب المياه من البئر .
عامل المسجد
وأوضح العامل بالمسجد، أنه تم عمل التحاليل الكاملة لتلك المياه من خلال إدارة الصحة بمنوف ومديرية الصحة بشبين الكوم، للتأكد من صلاحية المياه وعدم تواجد أى أخطار على المواطنين، والتعرف على الخصائص التى تتواجد بها على عكس أى مياه متواجدة، لافتا إلى أنهم قاموا بعمل التحاليل الكاملة للمياه وأكدوا أنها ليس بها أى أضرار أو راوسب، وأن هذه المياه نظيفة وبها كل المكونات دون أن يكون بها أى فلاتر أو وسائل لتنقيتها.
ومن جانبه، أضاف عمرو القلاوى، أحد سكان المنطقة، أن البئر به مياه تشفى الأمراض بشكل كبير، متابعًا قائلا: "أنا من المنطقة أقوم بالاستحمام من خلال هذه المياه والتى تساعد على الشفاء من العديد من الأمراض"، لافتًا إلى أنه يعتبر سبب من الأسباب التى تساعد على القضاء على الأمراض، وأنه يتبارك بهذه المياه بشكل كبير .
مواطن يشرب من ماء البئر
من جانبها قالت باتعة عبدالعظيم عمران، 40 سنة، إن والدتها كانت تقوم بالخدمة على البئر لسنوات طويلة من خلال القيام على خدمة السيدات، وذلك بعدما ورثت العمل عن والدتها لسنوات طويلة جدا، مشيرة إلى أنها كانت تعمل أيضا مع والدتها لسنوات طويلة، إلى أن جاء التطوير للمكان ولم يعد لها مكان به، وأنه أصبح مغلقا لعدد من الأيام ولم يعد كما كان فى الماضى مفتوحا طوال أيام الأسبوع.
وناشدت باتعة، أن يكون لها مكان للعمل من جديد بهذا العمل فى خدمة المواطنين على البئر كما كانت تعمل والدتها وجدتها من قبل، وحتى تتمكن من استكمال رسالة والدتها والتى أوصت بها بأن تكون تستمر ابنتها فى خدمة المواطنين بشكل كبير .
جوانب البئر
وأكدت نادية طاهر 75 سنة، أحد المقيمات بجوار البئر، على أن المياه بالبئر لا تنتهى، مشيرة إلى أن هذا المكان كان مفتوحا على مدار الساعة، وأصبح خلال الفترة الأخيرة لا يقوم فتحه إلا بشكل متقطع الأمر الذى قلل من عدد المتوافدين على المكان على عكس ما كان منذ سنوات .
باتعة نجلة العاملة على البئر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة