أنهى المندوبون الدائمون لدى الجامعة العربية أعمال اجتماعهم الطارئ، اليوم الأربعاء، برئاسة السعودية، وذلك بناء على طلب من دولة فلسطين وبتأييد عدد من الدول العربية، لمواجهة القرار غير القانونى وغير الشرعى الذى اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية بنقل سفارتها إلى مدينة القدس الشريف، خاصة بعد إعلانها السابق الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلى والذى يعتبر تحركا أمريكيا مخالفا للقانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية .
وأعلن السفير حسام زكى، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، أن هناك تكليفا من مجلس الجامعة العربية للأمانة العامة للجامعة بإعداد خطة تحرك عربية للتعامل مع القرار الأمريكى بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها .
جاء ذلك فى مؤتمر صحفى مشترك عقده اليوم الأربعاء، مع السفير أسامة نقلى، سفير خادم الحرمين الشريفين فى مصر ومندوب المملكة الدائم بالجامعة العربية، وسفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية دياب اللوح فى ختام أعمال مجلس جامعة الدول العربية فى دورته غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة السعودية.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية، إن الاجتماع ناقش مشروع قرار سيعرض على وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم الطارئ غدا الخميس يتضمن الموقف العربى من القرار الأمريكى بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى.
وأضاف "زكى"، أن هذا القرار سيمثل أقصى المواقف السياسية التى يمكن أن يتخذها مجلس الجامعة العربية فى دعمه للصمود الفلسطينى ورفضه للقرار الأمريكى .
وأوضح الأمين العام المساعد للجامعة العربية، أن القرار سيعكس موقفا عربيا قويا عبرت عن القمة العربية الأخيرة فى الظهران بالمملكة العربية السعودية ويأخذ مرحلة متطورة فى دعم الفلسطينيين ونضالهم وصمودهم.
من جانبه، قال السفير أسامة نقلى، سفير خادم الحرمين الشريفين فى مصر ومندوب المملكة الدائم بالجامعة العربية، أن الاجتماع ناقش موضوعين هما قرار الولايات المتحدة الأمريكية بنقل سفارتها للقدس والثانى هو التصعيد الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى فى غزة، وقد تم مناقشة الأمر من كافة جوانبه.
وأضاف "نقلى" أن السفير الفلسطينى دياب اللوح ألقى فى بداية الاجتماع الضوء على المستجدات على الساحة الفلسطينية.
وقال سفير خادم الحرمين الشريفين فى مصر ومندوب المملكة الدائم بالجامعة العربية، إنه كان هناك إجماع على مشروع القرار الذى سيرفع إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب غدا وأنا اعتقد أن الإجماع الذى تم على مشروع القرار يعكس الإجماع العربى على القضية الفلسطينية وحول القدس".
وحول ملامح مشروع القرار، قال"نقلى" : "لقد أكد المشروع على كافة القرارات التى صدرت من المجالس الوزارية فى هذا الشأن ومن المتوقع أن يكون هناك إضافات من وزراء الخارجية العرب عليه".
وردا سؤال حول وضع المبادرة العربية للسلام، قال السفير أسامة نقلى، إن الجامعة العربية تقول فى كل اجتماع أن المبادرة مطروحة من الجانب العربى باعتبار أن السلام خيار استراتيجى للعرب، وهذا ما أكدت عليه جميع القمم العربية والاجتماعات الوزارية".
من ناحيته، وجه دياب اللوح، السفير الفلسطينى لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية، الشكر للدول العربية، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع تحول لاجتماع تشاورى بعد دعوة السعودية لاجتماع وزارى غدا.
وقال"اللوح": "إننا نواجه تحديات كبيرة عقب تنفيذ الولايات المتحدة الأمريكية لقرارها المشين بنقل سفارتها من تل أبيب للقدس وعقب المجزرة الدموية البشعة التى ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلى فى غزة".
وأضاف السفير الفلسطينى لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية، أن الاجتماع مثمر وتم التوافق فيه ومن خلاله على مشروع قرار سوف يوضع غدا أمام وزراء الخارجية العرب وهو يمثل الموقف العربى الأصيل الذى أكدته الاجتماعات السابقة وأكدته القمة العربية الأخيرة فى الظهران بالمملكة العربية السعودية.
وتابع "اللوح":"مجموع هذه المحددات التى وردت فى مشروع القرار تعبر عن الموقف العربى الذى تعودنا عليه، وسوف يكون هناك طلب فى المستقبل من الأمانة العامة للجامعة العربية بوضع خطة تشتمل على مجمل التحرك المستقبلى لتنفيذ هذا القرار ومجمل القرارات العربية".
وحول الموقف من الدول التى شاركت فى حفل افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس، قال السفير الفلسطينى لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية، إن هذه المشاركة مدانة ومرفوضة بالنسبة للشعب الفلسطينى والعرب، وسوف نتابعها بالاتصال الدبلوماسى المباشر مع هذه الدول، ونأمل من خلال الاتصال الدبلوماسى المباشر أن نحدث تغييرا فى مواقفها".
واستطرد "اللوح": "نحن فى فلسطين راضون تماما عّن الموقف العربى الأصيل الذى التف حول القدس والقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية وهناك تمسك وإصرار من قبل الدول العربية بدعم الموقف الفلسطينى ورفض القرار الأمريكى".
وحول احتمال تقديم مساعدات عربية جماعية للشعب الفلسطينى، قال السفير حسام زكى الأمين العام المساعد للجامعة العربية، إن المساعدات موجودة وقائمة والمملكة العربية السعودية التى استضافت القمة الأخيرة مثلا أعلنت مؤخرا عن زيادة المساعدات".
وأضاف"زكى"، أن المساعدات موجودة ولم تنقطع ولن تنقطع، وهو موضوع مقدر من الجانب الفلسطينى ولكن كيف يمكن للجميع أن يزيد من هذا الدعم هذا موضوع محل بحث".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة