جمال عبد الناصر يكتب: لبلبة المبدعة فى "ماما إلهام"

من أهم عوامل نجاح مسلسل " الشارع اللي ورانا " وجود الفنانة لبلبة وتجسيدها شخصية " ماما الهام " تلك السيدة غريبة الأطوار التي تتكشف تفاصيل شخصيتها حلقة بعد أخرى.

لا شك ان هذه الشخصية بكل أبعادها النفسية والحالة الغريبة التي ظهرت فيها وكم الغموض الذي يحوطها كان يحتاج لممثلة عظيمة وعبقرية ولم يجد مجدي الهواري أفضل من لبلبة فهي ممثلة لها مدرسة خاصة في الأداء.

لبلبة أبدعت في تقديم شخصية ماما الهام

لبلبة في تجسدها لشخصية " ماما إلهام " كانت الأكثر نجاحا في مباراة التمثيل داخل المسلسل، فهي الأكثر اهتماما بالتفاصيل والأكثر انضباطا في الانفعالات فلا تخرج منها مجاني ولكنها متحكمة في كل ما تقدمه ولكنك لا تشعر بحرفيتها لأنها طبيعية جدا في أدائها،  بالإضافة لتقمصها للشخصية ورسم ملامحها كاملة بدء من مشيتها مرورا بنظرات عينيها انتهاءا بعلاقاتها بما حولها ومن حولها .

لبلبة لها مدرسة في الاداء تتفرد بها ولن تجد لها مثيلا او شبيها في الوسط الفني  فهي من خلال عينيها تؤدي ومن خلال نظراتها تعبر ومن خلال حركتها المدروسة بعناية توصل للمشاهد احساسها هي الممثلة الوحيدة التي لا ترهق المخرج الذي يتعامل معها، فهي تذاكر دورها جيدا وتحفظ مشاهدها وركوراتها فهي بشهادة المخرج مجدي الهواري مخرجة مشاهدها .

لبلبة في شخصية " ماما " الهام تضيف لأدوارها، التي ابدعت فيها من قبل دورا تبدع فيه وتمثل باداء عالمي تستحق عنه جائزة أوسكار فلا يقل ادائها عن اداء نيكول كيدمان في فيلم "others "  أو أداء ميريل ستريب في فيلم " Into the Woods " .

لا تقل في أدائها عن نجوم هوليود فهي ميريل ستريب العرب

لبلبة في هذا المسلسل تعلمت ولمدة شهر كامل طريقة عمل الكورشيه من أجل تفاصيل شخصيتها، وظل تمارس تلك الحرفة حتي تأثر يديها وأجرت عملية من أجل اتقان الدور فأين هؤلاء الممثلات المبدعات حاليا في هذا الجيل ؟

لبلبة المبدعة

لبلبة في أحد مشاهد المسلسل تحمل درة علي ظهرها وترفض ان يقوم بهذا المشهد دوبلير لها فهي من الفنانات اللاتي تتماهى في التمثيل وتفضل فعل كل تفاصيله بنفسها، فتتعلم حرفة لو الدور يتطلب ذلك وتغير من شكلها وملامحها إذا كان التغيير سيضيف للدور الذي تقدمه حقا نحن نفتقد هذا النوع من الممثلات ويقينا لو كانت لبلبة في هوليود لحصلت علي جائزة الاوسكار اكثر من مرة فهي كما ذكرت لا تقل موهبة او نجومية من نجمات هوليود الكبار .