تحتفل الطرق الصوفية فى شهر مايو من كل عام، بمولد الحاج حسن بن عبد الله بن إبراهيم الملقب بحسن الأسوانى، والذى يعد من أشهر أقطاب الصوفية بصعيد مصر.
ويحكى الشيخ حسين الشاذلى، رئيس مجلس إدارة مسجد الحاج حسن، تاريخه ورحلته إلى مصر، قائلاً: "يعود تاريخ هذا المسجد إلى عام 313 هجرية، عندما وصل الشيخ حسن بن عبد الله بن إبراهيم، أحد تلامذة سيدى أبى الحسن الشاذلى، المدفون فى حميثرة بجبال البحر الأحمر شرقاً، إلى مدينة أسوان قادما من بلده الزيتونة بالمغرب العربى، ومجاهدا فى سبيل نشر الدعوة، وعندما وصل إلى أسوان اختار موقع المسجد العمرى الذى كان يجتمع فيه الصحابة أبناء الفتح الإسلامى، وهو الموقع القديم لمسجد الحاج حسن، والذى أوصى بدفنه فى هذا المكان ليكون بعدها، مقصداً لأبناء الطرق الصوفية من محبيه ومريديه".
وأضاف الشيخ الشاذلى لـ"اليوم السابع"، أن الحاج حسن الأسوانى أقام فى إحدى الغرف البسيطة، لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم دروس العلم للناس من أهالى أسوان، حيث كانوا يستشيرونه فى كثير من الأمور الدينية، باعتباره مفتيا دينيا، وعقب وفاة القطب الأسوانى تم دفنه فى مكان إقامته وبعدها أقام الأهالى مقاما له، والذى سرعان ما تحول إلى مسجد عام 313 هجريا، حيث يعد حاليا مزارا سياحيا ودينيا لأهالى أسوان وزوار مصر من المصريين والأجانب.
وأوضح رئيس مجلس إدارة مسجد الحاج حسن، أن مسجد الحاج حسن كان إلى وقت قريب يتميز بعمارته الإسلامية القديمة، مزودا بالمزاول والمشربيات والمئذنة الشهيرة، حتى طرأت عليه أعمال التجديد قبل 188 عاماً تقريباً فأضاعت تراثه المعمارى القديم، مشيراً إلى أن المسجد يضم خلفه مقام الحاج حسن، حيث يرقد جثمانه، ويحرص المئات من أتباعه ومحبيه من شتى محافظات جمهورية مصر العربية، لزيارته، والطواف به، والتبرك من علمه وجهاده فى نشر الدعوة الإسلامية.
محمود خلف من مريدى الحاج حسن، تابع الحديث قائلاً: محافظة أسوان اعتبرت المسجد مؤخرا المسجد الرسمى لإقامة احتفالاتها الدينية وخاصة الاحتفال بلية الإسراء والمعراج والنصف من شعبان واحتفالات شهر رمضان الرسمية، مضيفاً أن أهالى أسوان يحتفلون كل عام بمولد الحاج حسن الأسوانى من خلال إقامة موائد للطعام للفقراء إلى جانب حلقات الذكر والإنشاد الدينى والتى يشارك فيها كبار العلماء والمنشدين الدينيين والمداحين، وبمشاركة العشرات من أهالى أسوان فى هذه المناسبة، التى تبدأ بمسيرة تنظمها الطرق الصوفية، وتطوف عددا من الشوارع الجانبية وسط المدينة والقريبة من المسجد وسط تجاوب وحفاوة من الأهالى والمارة بالشوارع وإطلاق زغاريد النساء، وتنتهى المسيرة بموقع ضريح الحاج حسن داخل المسجد، وسط حرص العديد من الأهالى على زيارة ضريح أو مقام الحاج حسن للتبرك به، والتقرب إلى الله من خلاله والدعاء له وتقديم الهدايا والأعطيات المالية لقبره، باعتباره أقطاب التصوف والأمة الإسلامية وحجة زمانه، فيما يعتبرون هذه الاحتفالات فرصة طيبة للتقرب إلى الله عن طريق تقديم الطعام إلى الفقراء والمحتاجين.
محمود جاد، أحد مريدى احتفالية مولد الحاج حسن، أشار إلى أن مراسم الاحتفالية تتزامن كل عام مع قدوم شهر رمضان وتحديداً فى الأيام الأخيرة من شهر شعبان، وتشمل الاحتفالية 3 ليال متواصلة أهمها الليلة الكبيرة الختامية، وفيها يشارك كبار المنشدين بالصعيد مثل الشيخ ياسين التهامى وأمين الدشناوى وغيرهما، وترفع الزينة وتعلق الفوانيس الملونة والمضيئة لتضفى جواً من البهجة والسعادة على المكان المحيط بالمسجد، ويحرص عدد من تجار المنطقة الذين يحيطون بالمسجد أن يتوسعوا فى تجارتهم بالعطور والبخور والمسابح والجلابيب وغيرها من أنواع التجارة التى تتزامن مع الاحتفالية.
مريدو الحاج حسن بأسوان
مدائح وقصائد فى الليلة الختامية
النساء خلال الاحتفالية
لافتة أمام المسجد
تقديم الولائم
الضريح
الطرق الصوفية أمام الضريح
احتفال الطرق الصوفية بمولد الحاج حسن
الشوارع المحيطة بالمسجد
احتفال الطرق الصوفية بمولد الحاج حسن
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة