ريمون ميشيل يكتب : عندها لاتلوم إلا نفسك

السبت، 12 مايو 2018 02:00 م
  ريمون ميشيل يكتب : عندها لاتلوم إلا نفسك طفل عصبي أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ذكر أحد خبراء التربية إنه من السهل عليك أن تجعل طفلك ينمو سوياً مستقيماً إذا أنشأته علي ذلك منذ طفولته ، ولكن أن نُقَوِمه بعد أن سمحنا للأمور أن تسير في الإتجاه الخاطئ فإنه ليس بالأمر السهل . ومن هنا وجب علينا الإلتزام بمتطلبات التربية السليمة منذ مراحل الطفولة المبكرة .

البعض لديه إعتقاد بأن التربية السليمة هى أن تجعل الطفل يستجيب لطلباتك بغض النظر عن الوسيلة المستخدمة فى ذلك سواء كانت بالإهانة أو الصوت المرتفع وربما قد تصل إلي الضرب ، ولكن إحذر فالطفل يترجم العنف والضرب إلي فكرة أنه طفل مكروه وغير مرغوب فيه ، كما ويجب أن تُدرك أن الطفل يستجيب لطلباتك ولكنه لن يتعلم حينها الخطأ من الصواب لأن المشاعر الغاضبة تعمي العقل من التعلم ، وبذلك تلازم الطفل سلبية وعِند يصاحبهما عدوان.

يجب ان تدرك ان الطفل لا يستجيب لطلباتك بكثرة الأوامر ولكن تتشكل شخصيتة بالقدوة الحسنة. فقد رأيت فى إحدي الأيام طفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها السبعة أعوام ، وكانت تشبه سيدة ناضجة متعلمة جيدة لفنون الإتيكيت فنظرنا جميعاً مندهشين لذَوقِـها ورُقيـَها فنظرنا إلي الأم بإعتبارها المثل الأعلي والقدوة لتلك الطفلة وحينها قد أدركنا أن الطفل ما هو إلا مِرآة للأبوين يعكس الصورة الحقيقية إما للمجهود المبذول فى التربية ، وإما لعدم وجودها على الإطلاق. درب طفلك على الفضائل ، إجعله يري فيك كل ما تتمنى أن يصبح هو عليه ، فعندما تقوم بتطبيق العادات الجيدة أنت أولاً سيتعلم الطفل تلك العادات عن طريق مراقبته لسلوكك ثم تطبيق ما يراك عليه .

كذلك من الأخطاء التربوية الشائعة لدى الأباء هى إما أن نري نتائج فورية سريعة أو أن نحكم على تربيتنا بالفشل  ، فسرعة إيقاع الحياة قد أنستنا القاعدة الهامة فى التربية السليمة وهى الصبر والإحتمال وطول الأناه على الطفل ، فيجب أن تراعى أن طفل عمره أربعة أو خمسة أعوام لم يصل إلي مستوى تفكيرك بالكامل ولكنه يحفظ ويخزن ما يستقبله ، ثم يبدأ بتفسير وإدراك ما قد غرسته بداخله من قيم  بداية من مرحلة المدرسة .

هناك لغة هامة من لغات الحب والتى أوضحها لنا الدكتور جاري تشابمان فى كتاب لغات الحب الخمسة والتى قالوا عنها إنها صانعة العجائب للطفل وهي لغة التلامس الجسدي ، فحضن الأم له العديد من الفوائد النفسية والبدنية التى تؤثر على تكوين شخصيه سوية للطفل وزيادة مناعته وثقته بنفسه وتكوين شخص قادر على العطاء والحب والكثير من الفوائد الصحية الأخري ، فإعتيادك على حضن طفلك بحب بإستمرار قد يغير من سلوك طفلك ببساطة فيما قد فشلت فيه الكثير من المحاولات الاُخري بإستخدام العنف والضرب والإهانة .

لم أري على الإطلاق بيت يخلو من الشجار والخلافات ، ولكننى رأيت من لا يُشعِرون الأخرين بوجودهم وهناك أسرار بيوت أخرين كالبوابة المفتوحة على مِصراعيها لأي شخص يريد الدخول ، وبشكل عام كان هذا السبب كان عامل رئيسي لدمار وإنهيار الكثير من الاُسَر السعيده ، وبشكل تربوي فإن أثر الشجار العائلي أمام الابناء يخلق منهم أبناء أكثر عدوانيه يميلون إلي السلبيه فينمو طفل متردد ضعيف الشخصيه.

حاول تغيير سلوكك الشخصي أولاً قبل أن تحاول تغيير طفلك ، فهو أشبه بلوحة بيضاء أنت من يشكلها وهو نتاج ثمرة تربيه قد إستمرت لعدة سنوات فهو لم يولد كذلك. وإن لم تدرك تلك الحقيقه فلا تلوم إلا نفسك.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة