بعد جهود كبيرة أحرزها جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى فى إدارة باراك أوباما، على صعيد عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائليين قبل عامين، جاءت إدارة دونالد ترامب فى يناير 2017 لتتنبأ بسنوات عجاف للقضية التى يعود عمرها إلى أكثر من خمس عقود.
لم يضع ترامب منذ البداية عملية السلام ضمن أولوياته فى المنطقة، لكن الضربة التى يمكنها وصفها بالقاضية عندما قرر الرئيس الأمريكى، فى ديسمبر الماضى، الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى هناك، ومنذ ذلك الحين، تقول السلطة الفلسطينية إن البيت الأبيض لا يمكن أن يكون وسيط أمين فى عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويرفض الجلوس على مائدة المفاوضات.
وفى مواصلة للسياسة التى تتجاهل قضية السلام والقضية الفلسطينية، لم يلتق وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، خلال جولته الأولى للمنطقة وإسرائيل، أى من القادة الفلسطينيين، ذلك فى الوقت الذى تتصاعد فيه الاحتجاجات على طول الحدود بين إسرائيل وغزة، والتى أسفرت خلال الأيام الماضية عن إصابة المئات ومقتل 47 شخصا.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن عدم لقاء بومبيو ممثل واحد عن الفلسطينيين، وسط أسوأ أزمة فى العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ سنوات، يتناقض مع دور الدبلوماسيين الأمريكيين الذين ظلوا لعقود ينظرون لأنفسهم كوسطاء بين الطرفين، وعادة ما ألتقى وزراء الخارجية الأمريكية مع ممثلين فلسطينيين فى مثل هذه الجولات الإقليمية.
ووفق مسئولين فلسطينيين، فإنه لا أحد من الخارجية الأمريكية طلب من القيادة الفلسطينية لقاء بومبيو، وتقول الصحيفة إن هذا ربما يعود إلى أن الأمريكيين يعرفون الرد الفلسطينى وهو الرفض إذ قطعت السلطة الفلسطينية الاتصالات السياسية مع إدارة الرئيس ترامب منذ قراره الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك.
وعلى الرغم من أن بومبيو أكد فى تصريحاته، خلال لقاءه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى تل أبيب أمس الأحد، إن حدود القدس لا تزال خاضعة للمفاوضات بين الجانبين والتزام واشنطن بتحقيق سلام شامل، غير أنه ذهب لمساندة إسرائيل فى عنفها ضد المحتجين فى غزة، وقال فى مؤتمر صحفى مع أيمن الصفدى، وزير خارجية الأردن، "نعتقد أن الإسرائيليين لهم الحق فى الدفاع عن أنفسهم، ونحن ندعم ذلك تماما".
الإهمال الأمريكى لعملية السلام جاء إنعكاسا لتركيزها على قضية تتصدر جدول أعمال الإدارة الأمريكية فى المنطقة، حيث ركز بومبيو بشكل رئيسى خلال جولته على الحشد ضد إيران حيث سعى للتأكيد على أنها تشكل خطرا على الشرق الأوسط وما هو أبعد، ذلك فى الوقت الذى تقترب فيه المهملة أمام الولايات المتحدة لتقرر ما إذا كانت ستبقى على الإتفاق النووى، من نهايتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة