بجرائم عابرة للحدود، وآلة قمع لا تقتصر على اضطهاد المواطنين فى الداخل لدواع سياسية، امتدت جرائم الدكتاتور التركى رجب طيب أردوغان لتشمل اعتقالات وتنكيل خارج حدود الدولة التركية، بحسب ما كشفته العديد من التقارير الإعلامية الغربية.
وفيما يواصل أردوغان التنكيل بالمواطنين الأتراك بالتزامن مع غلق وسائل الإعلام وملاحقة الصحفيين المعارضين، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، فى تقرير لها أجهزة الأمن التركية اعتقلت ما يقرب من 80 مواطنا تركيا خارج الحدود فى 18 دولة على الأقل، موضحة أن الاعتقالات تأتى تحت ذريعة الانضمام لحركة المعارض البارز فتح الله جولن، المعروفة باسم حركة الخدمة.
وكشفت الحكومة التركية، أمس الأول الخميس، عن أن جهاز الاستخبارات تمكن من إعادة 80 شخصا يشتبه أنهم أتباء حركة الداعية فتح الله جولن إلى البلاد بعد عملية طرد سرية من كوسوفو الشهر الماضى، لتؤكد بذلك الحكومة الكثير من الشكوك بشأن ارتكاب نظام حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركية جرائم عابرة للقارات.
وحملت الحكومة التركية، حركة جولن مسئولية التحركات العسكرية التى جرت فى منتصف 2016، للإطاحة بنظام رجب طيب أردوغان. وقال المتحدث باسم الحكومة التركية نائب رئيس الوزراء بكر بوزداج، إن منظمة الاستخبارات القومية تمكنت حتى الآن من إعادة ثمانين من أعضاء حركة جولن من 18 بلداً إلى تركيا، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأناضول للأنباء.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الاعتقالات تشبه ما قامت به وكالة الاستخبارات المركزية "سى أى إيه" من احتجاز للمشتبه بهم فى أعقاب هجمات سبتمبر الإرهابية عام 2001 التى أدت إلى مقتل أكثر من 3000 شخص.
ويزعم المسئولون الأتراك أن كل من تم اعتقالهم لم صلة بفتح جولن، المعارض التركى الذى يعيش فى بنسلفانيا. حيث تتهم حكومة تركيا جولن، الذى كان حليفا فى السابق لأردوغان لكنه أصبح من أشد معارضيه الآن، بالتخطيط لمحاولة انقلاب فى 15 يوليو 2016. وضغط أردوغان مرارا على الحكومة الأمريكية لتسليم جولن الذى تصفه بالإرهابى.
وقال بوزداج، إن عملاء المخابرات التركية قد أعادوا 80 من أعضاء منظمة جول فى 18 دولة. وردت المنظمة الى تحمل اسم "التحالف من أجل القيم المشتركة" والموجودة فى الولايات المتحدة، إن تصريحات بوزداج اعتراف صريح باختراق القانون وعدم احترام السيادة القانونية.
وقال المدير التنفيذى للمنظمة ألب أسلاندوجان، فى تصريح نيويورك تايمز، إنه بدلا من الشعور بالعار لمثل هذه العمليات، فإنهم يتفاخرون بها.
قمع المحتجين فى تركيا مشهد يومى
وأضاف: "فى حين أننا لا نشعر بالدهشة لمثل هذا الإعلان من قبل نظام أردوغان، فإن ما يم حقا هو ما ذا كانت الدول ذات سيادة ستسمح بهذه العمليات على أراضيها وتذعن لطلب لحاكم التركى المستبد".
وكان بوزداج قد تحدث قبل أقل من أسبوع بعد اعتقال وترحيل ستة أتراك من كوسوفو وهو الإجراء الذى قالت تركيا، إنه تم تنفيذه من قبل السلطات فى كوسوفو بناء على طلب منها. ومن بين هؤلاء الستة معلمون فى مدارس تمولها منظمة أردوغان.
واستشهد المتحدث باسم أردوغان بهذه الاعتقالات كنموذج للتعاون الدولى مع لحملة التى تشنها تركيا ضد من لم صلة بجولن. إلا أن هذه الاعتقالات سببت عاصفة سياسية فى كوسوفو وانتقادات من قبل منظمات حقوق الإنسان.
رئيس وزراء كوسوفو راموش هاراديناى
ووصف رئيس وزراء كوسوفو راموش هاراديناى الاعتقالات بالخطأ وأمر بالتحقيق فى الأمر، وأقال وزير داخليته ورئيس جهاز الخدمة السرية لعدم إبلاغه بالاعتقالات قبلا، وهو ما دفع أردوغان إلى انتقاده، قائلاً فى تصريحات سابقة : "أنت يا رئيس وزراء كوسوفو، من قال لك أن تفعل ذلك ؟ منذ متى بدأت تحمى هؤلاء الذين حاولوا القيام بتحركات الجيش فى تركيا؟".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة