"مكنش قصدى أنى أقتلها.. هى جات كدا.. بشدها من الإيشارب لقيت إيدى بتلفه حول رقبتها، وبشد بشد بشد لحد ما ماتت.. أنا كان قصدى بس أنى امنعها من الخروج من المنزل فى وقت متأخر.. أنا كنت خايفة عليها من كلام الناس علشان هى غضبانة من جوزها من سنة وعايشة معايا فى البيت.. دا كل اللى حصل وأنا مش مصدقة إن دا حصل".. بهذه الكلمات اعترفت سيدة أمام رجال مباحث مركز شرطة طما سوهاج، بعد قتلها ابنتها.
وأقرت المتهمة فى بداية الأمر، بأن سبب وفاتها تناولها مبيد حشرى عن طريق الخطأ، إلا أن رجال المباحث شكوا فى الأمر، وقررت النيابة حجزها على ذمة التحريات، وبتوقيع الكشف الطبى على الجثة بمعرفة مفتش الصحة لم يستطيع الجزم بسبب الوفاة، فأصدرت النيابة قرارا بانتداب الطب الشرعى لتشريح الجثة، وبيان سبب الوفاة الحقيقى.
كان اللواء عمر عبد العال مساعد الوزير مدير أمن سوهاج، تلقى بلاغا من اللواء على الكاشف نائب المدير لقطاع الشمال، يفيد بوفاة سيدة فى ظروف غامضة بدائرة مركز طما شمال المحافظة، عقب وصولها المستشفى المركزى، وبتوقيع الكشف الطبى عليها لم يستطيع مفتش الصحة الجزم بسبب الوفاة، وتم إيداع الجثة بمشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة.
انتقل إلى مكان الواقعة العميد أحمد شمندى مأمور مركز شرطة طما، وتم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء خالد الشاذلى مدير إدارة المباحث الجنائية، وقاده العقيد ياسر صلاح رئيس فرع بحث الشمال، والمقدم هيثم الدركونى رئيس مباحث مركز شرطة طما، وضباط وحدة المباحث، وتبين من التحريات وصول "رندا.ج. م" 29 سنة ربة منزل، وتقيم بناحية المدمر دائرة المركز، إلى مستشفى طما المركزى جثة هامدة ".
وبسؤال والدتها "صباح م ب ا" 50 سنة ربة منزل تقيم بذات الناحية، فى بداية الأمر أقرت بأنها فوجئت بابنتها فى حالة إعياء شديد، وتوفيت عقب نقلها للمستشفى، وأضافت بأنها تقيم معها منذ عام، لوجود خلافات مع زوجها، ولم تتهم أحدا بالتسبب فى ذلك.
وبتوقيع الكشف الطبى على الجثة، تبين بمعرفة مفتش الصحة وجود "رغاوى دموية بالأنف"، فيما لم يتمكن الأطباء من الجزم بسبب الوفاة، وعلى إثر تم حجز والدتها التى تقيم معها بالمنزل على ذمة التحريات.
ونظرا لما يشكله الحادث من تأثير سلبى على الأمن العام، تم وضع خطة بحث لكشف ملابسات الحادث، وتم تجنيد المصادر السرية وجمع التحريات والمعلومات وبحث الخلافات الأسرية بين المجنى عليها ووالدتها وأقاربها وآخر شاهد رؤية لها ومناقشة الجيران والاستعانة بالتقنيات الحديثة فى كشف غموض الحادث .
ونظرا للتطبيق الجيد لخطة البحث، تمكن ضباط وحدة مباحث مركز شرطة طما، برئاسة المقدم هيثم الدكرونى رئيس مباحث المركز من كشف غموض الواقعة، حيث تبين أن والدتها وراء قتلها، حيث تم توقيع الكشف الطبى على المجنى عليها بمعرفة الطب الشرعى، فتبين أن سبب الوفاة "إسفكسيا الخنق وكسر بالعظم اللامى".
وبمواجهة والدتها بما توصلت إليه التحريات وتقرير الطب الشرعى، اعترفت بارتكابها الواقعة نتيجة مشاجرة بينهما لرغبة المجنى عليها فى الخروج من المنزل فى وقت متأخر من الليل، وأضافت أنه أثناء محاولتها منعها جذبتها من "الإيشارب" الخاص بها، ما أدى لحدوث إصابتها التى أودت بحياتها.
وأضافت: "أنا لم يكن قصدى قتلها، ولكن قصدى هو منعها من الخروج من المنزل فى هذا الوقت المتأخر، حتى لا يتحدث عنها الجيران، نظرا لأنها على خلاف مع زوجها، وتقيم معى منذ حوالى عام، وأنا حتى هذه اللحظة لست متأكدة من أننى قتلتها، فهى ابنتى وأحبها جدا، ولكن ما حدث كان غصب عنى".
تحرر عن ذلك المحضر رقم 1306 إدارى المركز لسنة 2018، وبالعرض على النيابة قررت حبس المتهمة 4 أيام احتياطياً على ذمة التحقيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة