فيديو وصور.."الحلقة 10" بطولات على جبهة "نهم"..أول صحيفة عربية على الجبهة.."اليوم السابع"على خط المواجهة بين الجيش والميليشيا فى نهم..قصص أبطال الجيش تجسد ملحمة الصمود وتتحدى أسلحة إيران..أنس يحارب رغم الإعاقة
الإثنين، 30 أبريل 2018 11:00 ص
اليوم السابع فى اليمن
رسالة - جبهة نهم - صنعاء - إيمان حنا
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
-
أبطال القوات المسلحة اليمنية يروون قصصهم..«أنس عبدالله»: أصبت بإعاقة فى معركة صرواح لكن لم أستسلم وأصريت أن أشارك فى معارك "نهم"..قلت لأسرتى لن أعود إلا باليمن محررا
ـ أحد أبطال الجيش "أنور اليوسف": الميليشيا يطلقون النار على سيارات الإسعاف أثناء نقل الجرحى.."عبد العزيز" ترك والدته وحيدة ويصر على البقاء بالجبهة..ويؤكد: سنظل نحارب العدو مهما حصل
"محمد على" أحد المجندين على الجبهة: التحالف وقف مع اليمن وقفة أبطال ..المجندين اللى بيتصابوا بيسافروا يتلقون العلاج فى السعودية والإمارات ومصر.. خلال الحرب نشوف العيال اللى مجندهم الحوثى وفى جيويهم حبوب(برشام)
-
قائد المنطقة العسكرية السابعة: تجاوزنا المرحلة الأصعب ونقترب من حسم المعركة.. نائب رئيس هيئة الأركان العامة بالجيش اليمنى: نهاية الحوثيين اقتربت
ـ اللواء ركن ناصر الديبانى: 90 ٪ من مساحة المديرية تحت سيطرة الجيش الوطنى وإيران تدعم الحوثيين بالأسلحة المتطورة.. 17 جريحًا يشارك فى الصفوف الأمامية
نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اليمنية: نتقدم فى معركة الساحل الغربى الممتد على طول 300 كيلو متر
ـ محافظ صنعاء: الحوثيون يستخدمون المدنيين كدروع بشرية وتحويل المنازل إلى مخازن للأسلحة..عبدالقوى شريف: "نهم" أهم معركة يخوضها الجيش الوطنى
محافظ صنعاء: أصبحنا على مسافة 25 كيلو مترا تقريبا من أمانة صنعاء
هنا فى «نهم» بصنعاء جبهة مواجهة مباشرة بين قوات الجيش اليمنى التابع للحكومة الشرعية مع ميليشيا الحوثى..فوق الجبهة أبطال يواجهون الأسلحة الإيرانية بقوة الإرادة وصلابة العزيمة يقاسون الظروف العصيبة لاسترداد كل شبر من أراضى وطنهم.. قطعنا مسافة 120 كيلو مترًا للوصول إليها قادمين من مأرب وبرفقتنا قوة من تحالف دعم الشرعية.. و«نهم» هى أولى مديريات محافظة صنعاء..وتعد أهمها وأكبرها فهى البوابة الشرقية للعاصمة من ناحية "مأرب" وأقرب جبهة لصنعاء.. يمتد عرضها لأكثر من 80 كيلومترًا من أطراف محافظة مأرب حتى أطراف الجوف وعلى طول هذه المسافة تشاهد سلاسل جبلية ضخمة هى المنارة ونهم ويامن وحنشان، وهى مناطق جبلية شديدة الوعورة، وربما هذه الطبيعة أحد أهم أسباب إطالة أمد المعركة فيها، أما المناطق المنخفضة منها فتجدها مزروعة بالألغام بشكل كثيف، فيما يتواجد الجيش الوطنى اليمنى على طول هذه المسافة، وتتعدد نقاط التفتيش.
عمليات الكر والفر مستمرة على مدار الساعة فى «نهم» بصنعاء
على جانبى الطريق تجد سلسلة جبال شاهقة تسمى «الفرضة»، وهى تبعد عن خط التماس الأول للجبهة بحوالى 15 كيلومترًا، حتى وصلنا لموقع قيادة المنطقة العسكرية السابعة، وفيها تم تبديل سيارات الدفع الرباعى التى تقلنا بسيارات شاص، حيث أخبرنا الفريق الذى يرافقنا أن الطريق سيصبح أكثر وعورة لمسافة تتجاوز الـ17 كيلو مترًا، حتى نصل للجبهة ولابد من استخدام سيارات شاص لقطع المسافة المتبقية.
انتقلنا للسيارة الأخرى وقطعنا بها المسافة المتبقية إلى أن وصلنا خطوط التماس على الجبهة.. ما إن تصل هناك حتى تشعر بأجواء الحرب الساخنة.. تسمع أصوات المدافع وتشاهد الكر والفر من الجانبين.. وهناك على الجبهة أجرينا سلسلة من الحوارات وتعرفنا على الكثير من بطولات أبناء اليمن فى مسعاهم لتحرير أراضيهم والقضاء على الحوثيين.
المجند عبد العزيز يتحدث عن المواجهات مع الحوثيين
على الجبهة ترصد مشاهد لجنود ينتشرون كل فى موقع محدد له، لايبرحه ولا يفارق سلاحه، وللراحة لهم مكان عبارة عن بقعة صغيرة لا تتجاوز مساحته بضعة أمتار مرصوص حولها حجارة ومغطى بالبطاطين القديمة «الدوشمة»، وهو مكان سكن الجنود على الجبهة، ومعيشتهم، وبينهم من ترك زوجة وأبناء ومن هو مسؤول عن أب فى شيخوخته أو أم تحتاج لرعايته، لكنه ترك أهله وذويه وبقى فى الجبهة.
جبهة نهم
من بين هؤلاء المجند أيمن محمد وهو متزوج ولديه ثلاثة أطفال، لم يرهم منذ أشهر ويؤكد أنه لن يبرح مكانه على الجبهة قبل أن تتحرر اليمن كاملة، وكذلك «المجند عبدالعزيز حسن»، الذى ترك والدته ولم يفكر بالزواج قبل تحرير صنعاء، وهو يصر على البقاء حتى النصر قائلا: «هنحارب وسنظل نحارب العدو مهما حصل، وهو ضعف كثيرا عما قبل»، مشيرا إلى أن تبادل إطلاق النيران يجرى ليلا ونهارا، وهناك مناوشات من وقت لآخر، مبينا أن من أكثر الأسلحة التى يستخدمها الحوثى أعيرة 14 و23
المجند أيمن
جبهة نهم
أما المجند «أنور اليوسف» فدوره هو قيادة سيارة الإسعاف لإنقاذ الجرحى على الجبهة، ويتحدث عن ذلك قائلا: «أخدم هنا منذ عامين ونتعرض لإطلاق نار من الحوثيين على سيارات الإسعاف، لكن لم أفكر يومًا أن أتراجع عن خدمتى، وعلى العكس فإن إطلاق الرصاص يزيدنا إصرارًا وقوة لاستكمال المعركة.
أنور اليوسف أحد مجندى الجيش اليمنى بجبهة نهم ومراسلة الصحيفة
"أنس".. يحارب رغم الإعاقة
المجند «أنس عبدالله» نموذج مختلف لإصرار اليمنيين على استرداد بلادهم، فهو لم يكتف بأن ترك أسرته منذ أكثر من عامين لقتال الحوثيين، لكنه أصر على الاستمرار على الجبهة، على الرغم من أنه أصيب فى إحدى المعارك إصابة أدت لإعاقته، لكنه أبى أن يعود إلى منزله ويترك ميدان المعركة.. حين اقتربنا منه بادرنا قائلا: «لم يسمح لى ضميرى أن أكون مرتاحًا بمنزلى وإخوانى هنا يحاربون عنى فى الجبهة، وفضلت البقاء لأقدم أى مساعدة لهم.. حتى لو لم أعد قادرا على حمل السلاح لكن بإمكانى أن أقدم خدمات أخرى.. وأشارك الآن فى الخطوط الأمامية للقتال بالميمنة هنا فى نهم»، وتابع: أنا مجند فى الجيش الوطنى منذ 2009 وشاركت فى 2016 فى معركة صرواح وهى من المعارك المشتعلة حتى الآن على حدود مأرب وأصبت وقتها بطلقات نارية فى العمود الفقرى أدت لإصابة بالإعاقة.
المجند أنس عبدالله يحارب بالجبهة رغم إعاقته
يستكمل «أنس» قصته: «لم أرد أن أظل فى المنزل وإخوانى على جبهات القتال يضحون بأرواحهم لأجلنا وقررت أن أظل هنا.. هنا أستطيع أن أتنفس وأشعر بالسعادة والاطمئنان.. هنا مكانى ولن أبرحه حتى ننتصر»، مشيرا إلى أنه ترك أسرته وزوجته منذ بداية المعركة واختار طريقه، وتابع: هم يقدرون ذلك.. قلت لهم لن أعود لكم إلا باليمن محررا كاملا»، منهيا بالقول: الحوثيون خربوا البيوت وزعزعوا أمن الأطفال».
المجند محمد على: لم أر أهلى منذ عامين ونصف
المجند محمد على، ابن محافظة الحديدة، شارك فى معركة صرواح وأصيب فى معركة نهم، روى لنا قصته قائلا: «إحنا بنحارب لإعلاء كلمة الله.. الحوثيون هم شرسون فى حربهم لأن معهم صواريخ وهاونات وقذائف وألغام، لكننا مصرون نكمل وفى إحدى المعارك هنا أصبت بطلق نارى فى الساق وكان معى اثنان من المصابين.. وخلال الحرب كنا نشوف العيال اللى مجندهم الحوثى وفى جيويهم حبوب ما ندريش أيش».
يستكمل: أنا «لى عامان ونصف أحارب ومش بشوف أهلى ولن أتراجع حتى ننتصر»، مؤكدا أن «دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية واقفة مع اليمن وقفة أبطال ونحييهم ليس فقط على الدعم العسكرى لكنهم حتى بيساعدوا فى العلاج والمجندين اللى بيتصابوا بيسافروا بدعم التحالف يتلقون العلاج فى السعودية والإمارات ومصر، وأيضًا يوزعون على الناس سلالا غذائية ومدوا مناطق كثيرة بالكهرباء فأحنا بنشكرهم».
هنا يعيش الجنود ليلا نهارا زودا عن وطنهم
يصف «محمد» معاناة أهل الحديدة قائلا: «3 سنين مفيش كهرباء من وقت دخول الحوثة وبياخدوا من التجار مجهودا حربيا، ومنتشرين فى كل حتة فى الشارع، معهم دوريات ومتخفين فى الشوارع والحوارى بيراقبوا فى الخفاء، والناس ما تخرجش بالليل وبيهجموا على البيوت والسيدات، وبياخدوا الأطفال من بيوتهم من سن 10 سنين، لو حد عند أكثر من ولد ياخدوا العيال ويسيبوا واحد قدام أهلهم، ومحدش يقدر يتكلم واللى يتكلم يقتلوه، وده حصل فى حارتنا فى غوليل بالحديدة، وأطلقوا الرصاص على واحد من الأهالى هو وأمه عشان كان بيعارضهم».
اللواء ركن ناصر الديبانى: 90 ٪ من مساحة المديرية تحت سيطرة الجيش الوطنى وإيران تدعم الحوثيين بالأسلحة المتطورة
اللواء ركن ناصر الديبانى قائد المنطقة العسكرية السابعة مع مراسلة الصحيفة
ولاستكمال مشهد الجبهة والوقوف على الأوضاع الحالية للمعركة ومدى تقدم الجيش اليمنى بها، التقينا مع اللواء ركن ناصر الديبانى قائد المنطقة السابعة فى "نهم" الذى كشف مزيدا من التفاصيل عن الوضع العسكرى لمعركة «نهم».. وما يحتاجه الجيش اليمنى من إمكانات لحسم تلك المعركة لصالحه..
بداية متى بدأت المعركة فى نهم وما نطاق عمل ودور المنطقة السابعة فيها؟
- المعركة بدأت منذ 21 مارس 2015، وتواصلت حتى الآن، والمنطقة السابعة من حدود الضالع والبيضاء وحدود الحديدة، ومن حدود العبد وعدن ومستمرون حتى صنعاء، والذى يفصل بين نهم والعاصمة هو مديرية أرحب، بعدها بنى حشيش وهى أمانة العاصمة وباقى لنا جبل الصماء ونكون فى صنعاء، لكن أمر معركة نهم يحتاج ترتيبا وخططا عسكرية معينة حتى لا يصاب أى مواطن فى صنعاء بالأذى.
اطلعنا على الوضع العسكرى لمعركة نهم والتى تعتبرونها المعركة الأهم والأصعب فى اليمن؟
- نحن تجاوزنا أصعب مرحلة فى المعركة، وكانت على قمم جبلية وعرة فقواتنا الآن موجودة على قمم جبال المنارة، التى تطل على العاصمة صنعاء فى الميسرة، ومن جهة الميمنة نطل على مديرية الغيل باتجاه محافظة الجوف، وأخذنا جزءا من مديرية أرحب التى تفصل بين نهم والعاصمة، أى أن حوالى 90 بالمائة من مساحة مديرية نهم بات تحت سيطرة الجيش الوطنى، وارتفعت نسبة السيطرة أكثر من ذلك مع التقدم الميدانى المستمر خلال الأيام الماضية وبعدها السيطرة على أرحب كاملة ومن ثم نكون بقلب صنعاء.
وترجع أهمية «نهم» لكونها الأقرب إلى العاصمة فنحن على مشارف العاصمة صنعاء على بعد حوالى من 18 إلى 22 كيلو مترا وهى مسافة تتدرج حسب الأماكن الموجودة فيها قواتنا.
أما بالنسبة لكون المعركة صعبة فهذا يرجع لعاملين أولهما الدعم الإيرانى لقوات الحوثيين، بكل الأسلحة المتطورة، التى لم تكن موجودة فى الجيش اليمنى سابقًا مثل الأسلحة الموجهة والمضادة للدبابات، فضلا عن الدعم الإعلامى، بل إن الدعم الإيرانى يمتد إلى الاستعانة بالميليشيات الأفغانية الموجودة فى العراق وغيرها، وهم يدعمون الحوثيين بشكل مطلق، كحزب سياسى وكمنظومة دينية متمردة على السلطة الشرعية، كما أن الحوثيين استولوا على مقدرات الجيش الوطنى وقت اقتحامهم صنعاء وعدن، فاستولوا على العتاد والدبابات، بينما بدأ الجيش اليمنى إعادة تكوينه من الصفر حتى استطاع أن يتطور بدعم من قوات التحالف العربى.
وهل يمكن القول بأن الجيش الوطنى استطاع أن يبنى نفسه بشكل كامل أم أنه ما زال يحتاج الدعم؟
- الجيش الآن يتكون من خمس مناطق عسكرية هى الأولى والثانية والخامسة والسادسة والرابعة، وكل منطقة تتكون من عدة ألوية، لكن لا نزج بكل قواتنا فى القتال، وما ينقصنا هى رتوش بسيطة تتعلق بالإمكانات، إنما المقاتل اليمنى هو معد إعدادًا جيدًا ولديه إصرار على استكمال المعركة، لدرجة أن نصف عدد المصابين، أى حوالى 17 جريحًا يشارك فى الصفوف الأمامية للقتال بناء على رغبتهم، وعلى جبال المنارة معاقون يشاركون فى خدمات الاتصالات والدبابات والمدفعية الصاروخية ومدفعية الميدان وهؤلاء رفضوا تلقى الرعاية الطبية فى سكن المجندين.
وكيف تقيم الدور المصرى فى معركة اليمن؟
- علاقة اليمنيين والمصريين أولاً علاقات قديمة وقوية وكانت اليمن من مؤسسى الجامعة العربية ولها دور فى قضايا كبيرة، أما الجيش المصرى فقدم الكثير لليمن، وكان له دور كبير فى تثبيت النظام الجمهورى فى اليمن عام 1962، وراح مئات الشهداء واستمر الجيش هنا فى اليمن حتى عام 67، ولعب خلال هذه الفترة دورًا كبيرًا فى تثبيت النظام الجمهورى فى عدة محافظات، وكثير من القادة عندنا هم من خريجى المعاهد والأكاديميات العسكرية المصرية بما ساهم فى تطوير المعارف العسكرية لدى العسكريين اليمنيين، واليوم مصر تدعمنا من خلال موقفها مع التحالف العربى.
على جبهة نهم والجندى يوضح الأسلحة المستخدمة فى الحرب
اللواء صالح الزندانى: مصر لعبت دوراً كبيراً فى إعادة بناء قواتنا المسلحة وفتحت لنا أبواب الكليات والمعاهد العلمية لتدريب الكوادر وتأهيل الضباط
انتقلنا للحديث مع اللواء صالح الزندانى نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اليمنية، الذى أطلعنا على أوضاع الجيش اليمنى وتجهيزاته ومدى كفايتها للحرب ومستقبل الحرب فى اليمن بشكل عام ..
جانب من حوار اللواء صالح الزندانى نائب رئيس هيئة الأركان العامة
ما درجة جاهزية الجيش اليمنى حالياً بعد ما مر به من مراحل لإعادة هيكلته عقب الانقلاب الحوثى ؟
- نحن عملنا على أكثر من محور، وعلى رأسها إعادة بناء كوادر جديدة بدلا من تلك التى فقدناها وفى هذا المجال لعبت مصر دورًا كبيرًا، وفتحت لنا أبواب الكليات والمعاهد العلمية لتدريب الكوادر وتأهيل الضباط اليمنيين، وعندما تم تشكيل تحالف دعم الشرعية كانت مصر من أوائل الدول التى بادرت للمشاركة ودعم الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى.
بعد مرور أكثر من 3 سنوات على عاصفة الحزم.. كيف تقيم النتائج؟
- قبل العاصفة كانت الميليشيا تفرض سيطرتها على اليمن والمفاصل الرئيسية فى الدولة، وحدثت انهيارات فى المعسكرات، بمساعدة الخيانات العسكرية فى الجيش اليمنى وقتذاك، أما الآن فإن السلطة الشرعية استعادت 85 % من الأراضى اليمنية ولولا دعم التحالف ما كنا لنحقق هذا، كما أن المملكة العربية السعودية استقبلت الرئيس اليمنى حينما خرج من عدن بعد ضرب قصر معاشيق.
وما الوضع الحالى للجيش اليمنى من ناحية الكوادر والتسليح؟
- الآن بدأنا إعداد الوحدات العسكرية، ونحن نعمل فى إطار التقسيم العملياتى للجيش أى المناطق العسكرية، وكل منطقة تضم عددًا من المحافظات، وفى هذا الإطار أعدنا تكوين الوحدات العسكرية، وفى عدن قيادات لتلك الوحدات بدلا من هؤلاء الذين كانوا موجودين فى صنعاء مثل القوات الجوية والدفاع الجوى والقوى البحرية والدفاع البحرى، والقوات البرية، لكن هناك أيضًا وحدات فى طور التشكيل حتى الآن ومشكلة نقص التسليح هى أكبر مشكلة تواجه الجيش، ويجرى تطوير هذا التسليح، لأن دعم التحالف موجه بشكل مركز للجبهات لأنها الأكثر احتياجًا، ونركز على إعداد الكوادر وإعادة تأسيس المؤسسات العسكرية وتدريب المقاتلين داخل المعسكرات، ومشكلة التسليح ستتحسن تدريجيًا.
وعلى الأرض.. ما الأوضاع العسكرية فى الجبهات المختلفة؟
- الجيش قوى والدليل أنه حقق تقدمًا فى الأماكن التى بها معارك حتى الآن، أهمها الحديدة فوصل الجيش اليمنى إلى حيس شمال غرب المخا فى الساحل الغربى، أى أننا على مشارف الحديدة، وكلنا نعلم أنها المحافظة، التى تمثل شريان حياة للحوثيين، لامتلاكها ميناء الحديدة، الذى يحصلون من خلاله على الإمدادات المختلفة غذائيًا وتسليحيًا، وكل ما يتم تهريبه لهم من إيران، يصل من خلال ميناء الحديدة، خاصة بعد أن خرجوا من عدن.
أيضًا فى نهم وصلنا إلى أطراف أرحب وهى المديرية الأهم فى صنعاء، والوصول لها يعنى انتصارًا كبيرًا، وجبهة صرواح أيضًا بها تطورات كبيرة، والجبهات فى تعز أصبحت الأوضاع بها أفضل بكثير، لأن المقاومة الشعبية هناك كبيرة، وسيطرنا على غالبية المديريات هناك.
هل شاهدت أسلحة إيرانية فى معارك الحوثيين؟
- نعم، ويكفى أن نعرف أن الصواريخ، التى كانت موجودة بكميات كبيرة فى الجيش اليمنى، الذى كان من أقوى الجيوش العربية قبل الانقلاب، هى روسية الصنع كانت نوعين «أر 17» الاسكود مداها 270 كيلومترًا والكاتيوشا، ونوع يسمى «اللونا إم»، وهذا مداه سبعين كيلومترا ومعظم العربات الخاصة بهذه الصواريخ قد تم تدميرها تمامًا، وما نشاهده فى المعارك مع الحوثيين أنواع مختلفة عن تلك التى كانت فى الجيش، ويصل مداها مسافات كبيرة جدًا، وكلها إيرانية حديثة الصنع، وهو ما سقط منه صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وما أصعب المعارك العسكرية التى خاضها الجيش اليمنى فى مواجهة الحوثيين؟
- كانت عدن من أصعب المعارك وأهمها واستغرقت أربعة أشهر وكانت فترة عصيبة، فمن طبيعة الحوثيين إذا انهزموا أن يلجأوا للضرب العشوائى على الأحياء السكنية، بالكاتيوشا والقذائف، وراح ضحاياهم كثيرون.
وما أهم معارككم التى لا تزال قائمة بالأراضى اليمنية؟
- من أصعب المعارك الحالية تعز وإن كانت أفضل مما قبل لأن السيطرة لم تعد كاملة مثل السابق، والإمدادات أصبحت تصل للناس والأهم أن المقاومة الشعبية مستمرة وأبناؤها مصرون على استمرار المقاومة فنحن هناك نعمل من خلال عدة محاور هى المقاومة والجيش والتحالف.
ومن المعارك المهمة أيضًا جبهة صرواح فى اتجاه مأرب وهى لا تزال قائمة ومعارك جبهة «نهم» التابعة لصنعاء، وهذه يسيطر الجيش على مساحات كبيرة منها، رغم وعورة المنطقة، والآن فإن الجيش الوطنى على مشارف مديرية أرحب التابعة لصنعاء ووصول الجيش الوطنى إلى هذه المديرية سيغير موازين القوى فى اليمن بشكل كبير لصالح الشرعية، فمطار صنعاء على أطراف أرحب، كما أنها تقودنا لقلب العاصمة ويسهل إسقاط أمانة العاصمة، ووقتها سنكسب تضامن القبائل ودعمهم.
هل يمكن القول بأن معركة صنعاء اقتربت؟
- التطور الحاصل على أكثر من جبهة فى اليمن حتى فى الساحل الغربى رغم أنه ممتد على طول 300 كيلو متر تقريبًا، يؤكد أن النهاية اقتربت جدًا.
محافظ صنعاء: نتقدم من جميع الجهات والحوثيون يحاولون عرقلتنا باستخدام المدنيين دروعاً بشرية وتحويل المنازل إلى مخازن للأسلحة..عبدالقوى شريف: الميليشيا تزج بالأطفال للمعركة
يشرح محافظ صنعاء، اللواء عبدالقوى شريف، أهمية معركة «نهم» مؤكدًا أنها المعركة الأهم، مشيرا إلى أن «نهم» توازى مديرية أرحب، البوابة الشمالية للعاصمة، وهما يشكلان معا ثلث محافظة صنعاء بأكملها، وبموقعها الاستراتيجى المهم، يكون استكمال تحرير نهم ومن بعدها أرحب، إعلان بتحرير «صنعاء» من أيدى ميليشيات الحوثى وحسم المعركة «الأخيرة لصالح الشرعية».
اللواء عبد القوى شريف محافظ صنعاء
ما أهمية «نهم» بالنسبة لكم؟
- تبعد «نهم» حوالى 25 كيلو مترا عن أمانة صنعاء، وتتجاوز مساحتها 1841 كيلو مترا مربعا، وتتميز بسلاسل جبلية وعرة تطل مباشرة على العاصمة، وتعد «نهم» أكبر مديريات صنعاء يحدها من الشمال مديرية أرحب وهى التابعة لأمانة العاصمة، ومن الغرب العاصمة صنعاء، لذا فالنجاح هنا يعنى الوصول لأمانة العاصمة ووقوعها تحت سيطرتنا.
صف لنا الوضع العسكرى على الجبهة؟
- أحرزت قوات الشرعية حتى الآن تقدمًا كبيرًا فى هذه الجبهة، على الرغم من وعورة التضاريس، التى تجعل منها معركة فى غاية الصعوبة، لكن عزائم أبنائنا فى الجيش وإصرارهم على استكمال المعركة هو ما يقودنا للنصر، وكل يوم ينحسر العدو أكثر، فهناك تقدم من جميع الجهات، فمن ساحل الحديدة ومن فرضة وتجاه صعدة والجوف، تمكن الجيش الوطنى من السيطرة على عدة مواقع منها قرى الحنيشة والجميدة والحاج وسد بنى بارق، والنعيلة، والجبال المطلة على منطقة ضبوعة، علاوة على خمسة عشر موقعًا، منها سلسلة جبال الشبكة وجبل السلط والتباب المطلة على قرية بيت أبو حاتم وأبو علهان.
ما الصعوبات التى تواجهكم فى معركة نهم؟
- المعركة فى نهم بدأت منذ عام وتسعة أشهر، وبالتأكيد لدينا صعوبات فبخلاف الطبيعة الجغرافية للمكان، فإن الحوثيين يحاولون تعقيد الأمور بالتواجد فى الأماكن، التى بها مدنيون، مما يعيق تقدم قوات الشرعية، لأننا يهمنا الحفاظ على أرواح المدنيين بالدرجة الأولى، والحوثيون قاموا بتهجير بعض المواطنين من منازلهم واستخدموها مخازن للأسلحة والمتفجرات والذخائر، وهناك جزء مازال موجودا فى حوزتهم حتى الآن، وتقوم الميليشيا بالاحتماء بهم واستخدامهم دروعًا بشرية، وهم أيضا يدفعون بالأطفال للمعركة ونحن نتجنب إيذاء أى طفل.
هل من مؤشرات لحسم وشيك لمعركة «نهم»؟
- استكمال تحرير «نهم» بات وشيكا جدًا، وهو ما يتضح من التقدم الميدانى والسيطرة الكبيرة للجيش الوطنى على أجزاء واسعة فى وقت قياسى، تحت غطاء كثيف من طيران تحالف دعم الشرعية.
وتتقدم القوات ميدانيًا فى جبهتى الميسرة والميمنة بشكل كبير، وسط انهيارات متسارعة وفرار جماعى للانقلابيين باتجاه صنعاء، والميمنة تقدمت لحدود أرحب وهى أقرب نقطة لأمانة العاصمة، أما الميسرة فهى على بعد 7 كيلومترات من نقيل بن غيلان.
وماذا عما يتردد عن أنكم وجدتم أثناء الاشتباكات أسلحة إيرانية مع الحوثيين؟
- نعم معهم أسلحة إيرانية وصواريخ حتى الألغام تصنع تحت إشراف فريق خبراء إيرانيين، لكننا نظل الأقوى منهم بعزيمة جيشنا ودعم قوى التحالف العربى لنا.
وبالنسبة لكم.. ماذا بعد نهم؟
- معارك ما بعد «نهم» ستكون أسهل بكثير وليست بذات التعقيد الجغرافى الجبلى الوعر الذى يؤخر حسم المعركة ويؤدى إلى تباطؤ التقدم الميدانى، والميليشيات الانقلابية تدرك ذلك جيدًا وتستميت بكل ثقلها للدفاع عما تبقى من مديرية نهم، وهى واحدة من أبرز قبائل طوق صنعاء، ونحن نعمل على قطع أى إمداد قادم من المناطق الجنوبية عن صنعاء، ما يسرع من عملية تحرير العاصمة.
صف لنا الأوضاع المعيشية الحالية فى صنعاء؟
- اليمنيون يعيشون القهر والفقر والجوع، ويعيشون فى سجن كبير بصنعاء، ونحن نناشد من خلالكم جميع منظمات المجتمع الدولى أن تقف مع الشعب اليمنى المكلوم بتقديم الدعم الطبى والإيواء، فهناك كم كبير من أعداد النازحين بشكل يومى من صنعاء إلى المحافظات المحررة مثل مأرب وعدن وحضرموت، جراء القتل المتعمد وتكميم الأفواه، والتهميش، والسوق السوداء، فعلى سبيل المثال دبة الغاز التى تورد من مأرب بـ 1500 ريال يمنى تباع فى أسواق الحوثى بـ7000 ريال.
كما أنه ومع التحول المتسارع فى مسار المعركة على أبواب العاصمة صنعاء، استنفدت ميليشيات الانقلاب كل خياراتها وأوراقها، بما فيها محاولة تجنيد مقاتلين بالقوة، خاصة من الأطفال والزج بهم فى محارقها العبثية، وأيضا ابتزاز التجار والمواطنين لدفع مزيد من الإتاوات لتمويل «مجهودها الحربى»، وسقوطها وهزيمتها كما يراه اليمنيون، هو المصير الطبيعى بعد كل ما ارتكبته من جرائم وانتهاكات غير مسبوقة.
هل يمنع الحوثيون وصول الإغاثات لليمنيين؟
- مركز الملك سلمان ودول التحالف تقدم الكثير، لكن الحوثيين هم من يتسلمون هذه المعونات الإغاثية ويقطعونها ويبيعوها فى السوق السوداء.
فى الحلقة التالية
مستشار بالديوان الملكى مسؤول مركز الملك سلمان للإغاثة لـ«اليوم السابع»: 21 مليون يمنى فى حاجة لمساعدات عاجلة..الحوثيون يعرقلون دخول القوافل والشحنات الغذائية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة