تشهد الكنيسة القبطية الارثوذكسية بمصر، احتفالات وصلوات مقدسة، هى الأقدس فى كل أيام السنة، حيث يعد إسبوع الالام من أقدس أيام الصلوات بالكنيسة، ويبدأ إسبوع الآلام عقب إنتهاء قداس أحد الزعف وصولا إلى إنتهاء قداس الجمعة العظيمة، حيث يلية قداس سبت النور "قداس الاحتفال بعيد القيامة" الذى يمتد إلى الساعات الأولى من صباح الاحد، عيد القيامة المجيد.
وقد عرف عن أسبوع الآلام فى مصر، عدة طقوس دينية وعادات شعبية يمارسها الأقباط المصريين تميزهم عن أى من الشعوب الأخرى، حيث قام الأقباط المصريون برط حياتهم اليومية بطقوس إسبوع الالام وإختاروا ما يلائمة من ملابس ومأكولات وممارسات تلائم هذا الاسبوع الحزين وصلاوته المقدسة.
وفى السطور التالية نستعرض تفاصيل كل يوم من أيام إسبوع الالام فى الكنيسة المصرية والعادات الشعبية المرتبطة به.
صلاة البصخة المقدسة
البداية.. أحد الزعف وصلاة الجناز العام
يبدأ إسبوع الالام بالكنيسة الارثوذكسية بعد إنتهاء قداس أحد الزعف و الذى يعتبر أخر الاحتفالات المبهجة ، لتدخل الكنيسة بعدها فى صلوات ذات طابع حزينى ، و تتشح الكنيسة بالسواد و تعلق الشارات السوداء عقب إنتهاء القداس مباشرة إستعدادا لصلاة البصخة المقدسة " صلاة اسبوع الالام " التى تمتد لمدة إسبوع متواصل صباحا ومساءا ، وكلمة بصخة هنا تعنى " العبور" أى العبور من الظلمة الى النور.
بيع زعف النخيل
أما عن طقوس أحد الزعف فهى الاشهر على الاطلاق يعفرها المسيحين و المسلمين فى مصر، فتشتهر برفع زعف النخيل ، إحتفالا بعيد دخول السيد المسيح الى أرواشليم راكبا على "جحش بنى أتان" كما يذكر الكتاب المقدس وبنى أتان هو إسم الاسرة التى قدمت حمارها الى السيد المسيح ليدخل به أوراشليم ، حيث إستقبله أهلها بزعف النخيل وبالترحاب الشديد حتى أنهم إفترشوا ملابسهم أمامة للمرور عليها إحتفالا بقدومة إليها ، و بناء على هذا الاحتفال يتم رفع زعف النخيل خلال الزفة التى تعبر عن ذلك فى قداس أحد الزعف ، ثم يمنع رفعة بعد إنتهاء القداس نظرا لدخول الكنيسة فى حالة حزن وإستعدادا لصلاة البصخة ولا يجوز إستخدام أى مظهر من مظاهر الفرح.
أما عن سبب صلاة الجناز العام فى أحد الشعانين أو أحد الزعف ، فيقوم الكاهن بصلاة صلاة الجناز العام على الأقباط جميعا و يرش الجميع بالماء المقدس ، حيث يمنع الطقس الكنسى صلاة الجنازة على أى شخص يتوفى فى خلال إسبوع الالام وصولا الى العيد حيث لا يجب رفع البخور داخل الكنيسة الا يومى الخميس " خميس العهد " والسبت " سبت النور "
تناول الفريك يوم الاثنين والافطار على خل و"فول نابت" يوم الجمعة العظيمة
ويشتهر إسبوع الالام بتناول عدد من المأكولات التى إختارها الاقباط المصريين للتلائم مع طبيعة هذا الاسبوع المقدس فيتناول الاقباط " الفريك " يوم الاثنين الذى يلى أحد الزعف مباشرة ، ثم العدس فى يوم خميس العهد ، وأخيرا الافطار بعد صيام إنقطاعى عن الطعام طوال اليوم على "خل" يوم الجمعة العظيمة ، و هى مشاركة الاقباط للسيد المسيح الذى طلب شرب الماء وهو معلقا على الصليب فأتاه الحرس بأسفنجة مغمورة بالخل ليشرب منها ، ثم يتناول الاقباط فى هذا اليوم " الفول النابت " تعبيرا على دفن المسيح فى القبر كما أن الفول النابت مغموربالمياه.
اشكال زعف النخيل
ممنوع التقبيل من ليلة الاربعاء وغسل أرجل الرجال فى خميس العهد
ومن ضمن العادات التى إرتبطت بإسبوع الآلام وتنص عليها طقوس الكنيسة هو منع التقبيل تمام من ليل الاربعاء أى فى مطلع يوم خميس العهد و حتى الانتهاء من قداس العيد يوم سبت النور، وذلك لتذكير الاقباط بقبلة "يهوذا" كقبلة خائن والتى هى علامة لتسليم يهوذا أحد تلامذة المسيح له وهو ما ورد فى الاية " أبقلة تسلم ابن الانسان " فى إنجيل لوقا العهد الجديد
صلاة احد الزعف
أما خميس العهد فيتميز بطقس كنسى يقوم فية الكاهن بغسل أرجل الشمامسة والرجال ، إقتداءا بما قام بع السيد المسيح فى هذا اليوم بغسل أرجل التلاميذ ، وهو يعبر عن العشاء الاخير للسيد المسيح مع التلاميذ قبل أن يسلم لايدى الجنود الرومان على يد يهوذا الخائن
تضفير النخيل و يرفع لعدة ساعات فقط
صلاة حزينى والافطار على خل ومر فى الجمعة العظيمة
ويأتى يوم الجمعة العظيمة الجمعة التى أسلم فيها السيد المسيح روحة على الصليب ، وتتلى فيها صلوات حزينة تبدأ من الصباح الباكر وحتى الغروب ، ويردد فيها الاقباط عبارة " إذكرينى يا رب متى جئت فى ملكوتك" وهى العبارة التى قالها اللص اليمين الذى كان مصلوبا بجوار السيد المسيح ، ويتلوها الاقباط تعبيرا عن الرجاء فى دخول الملكوت بالرغم من الطبيعة الخاطئة للانسان.
تضفير زعف النخل
أما عقب إنتهاء الصلاة والطقوس الدينية فى هذا اليوم ، يقوم الاقباط بالافطارعلى خل ومر مشاركة للسيد المسيح الذى طلب ماء للشرب فأتاه الحراس بأسٍفنجة مغمورة بالخل ، ثم يتناولون الفول النابت و الطعمية أو أى طعام صيامى يعبر عن الدفن الذى تم يوم الجمعة العظيمة
سبت النور وقداس عيد القيامة
أما سبت النور فقد سمى بهذا الاسم تعبيرا عن خروج النور المقدس من قبر المسيح يوم القيامة وفيه تصلى الكنيسة قداس العيد الذى يمتد الى الساعات الاولى من صباح الاحد ، وتتلقى الكنيسة التهانى بعيد القيامة الذى يعتبر أهم الاعياد المسيحية بالكنيسة
البابا يترأس صلاة البصخة
الكنيسة تتشح بالسواد و تعلق الشارات السوداء
صلاة الجناز العام
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة