أصبح النجم المصرى محمود حسن "تريزيجيه"، لاعب قاسم باشا التركى، أحد الأعمدة الرئيسية فى منتخب الفراعنة الذى تأهل إلى كأس العالم بعد غياب 28 عاما، كما أنه يعد حاليا من أفضل لاعبى الدورى التركى مما جعله قريب من الرحيل عن فريقه إلى نادى أكبر سواء داخل تركيا أو خارجها.
وحرص موقع الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" على إجراء حوار مع تريزيجيه نستعرضه بالكامل فى السطور التالية..
ماذا يعنى لك حلم اللعب فى كأس العالم؟
كان حلماً كبيراً راودنى منذ الصغر، فهذه أكبر ساحة منافسة فى عالم كرة القدم، وأى لاعب يتمنى مجرد التواجد فيها، لقد سعيت بكل جهدى خلال السنوات القليلة الماضية لكى أنال هذه الفرصة، وما زاد من رغبتى هى وصيّة والدى قبل أن يتوفى، فقد تمنى على أن أساهم فى تأهل منتخب مصر مرة جديدة للنهائيات. كم كنت أتمنى أن يكون حاضراً لرؤية ما أنجزته بقميص المنتخب الوطنى، ولكن ما يشعرنى بالفخر أننى حققت أمنيته ومشاركتى ستكون إهداء لذكراه.
متى شعرت أن حلم التأهل أصبح قريباً من مصر؟
لم تعد المنافسة فى أفريقيا سهلة أبداً، لقد بدأنا التصفيات بخسارة أمام تشاد (0-1) فى الدور الثانى، ورغم فوزنا إياباً (4-0)، لكن كانت تلك الخسارة بمثابة إنذار لنا كلاعبين من أجل عدم الاستهانة بأى من المنتخبات التى سنواجهها لاحقا، من جانب آخر وضعتنا أمام تحدٍ كبير. فى كل تجمع للمنتخب كان الحديث فيما بيننا أن لا يجب إهدار هذه الفرصة، فهذا وقتنا، وعلينا أن نكون متحدين ونضع كل تركيزنا فى التدريبات والمباريات دون النظر سواء للإنتقادات أو حتى للترشيحات. فى الحقيقة بدى لنا أن الوصول لكأس العالم بعيدٌ بعض الشيء، إلا أنه وبالصبر والعمل الجاد كنا نعلم أنه يمكننا تحقيق الحلم الذى طال انتظار للشعب المصري.
كما أن الأمر لم يكن منوطاً فقط باللاعبين والجهاز الفنى، فقد وجدنا منظومة متكاملة تعمل وتقف خلفنا، إتحاد الكرة ذلل الصعوبات أمامنا، الإعلام المصرى ساندنا كثيراً والجماهير كانت تساندنا بكل قوة، وحتى فى أنديتنا كان الجميع يضع فى الحسبان أهمية المنتخب وضرورة مساندته من أجل مهمته الكبيرة، والحمد لله تكللت الجهود بالنجاح.
منتخب مصر
حدثنا عن آخر اللحظات فى مباراة الكونغو قبل تسجيل هدف التأهل؟
أتفهم تلك الحالة التى عمّت الشارع الرياضى فى مصر، بعد تعادل أوغندا وغانا قبلها بيوم، بدا المشهد وكأننا ذاهبون لمباراة "محسومة"، وأن بطاقة التأهل أصبحت مضمونة بيدنا، الجماهير كانت تحتفل منذ ساعات فى الملعب. اللاعبون تفهموا هذا، ولكن لم نكن لننساق وراء هذه الحالة، كنا مدركين لصعوبة المواجهة، لم يكن أمام الكونجو ما تخشاه. وقد كانت بالفعل، انتهى الشوط الأول سلبيا، أخذت فرصتى بداية الشوط الثانى وتقدمنا بهدف محمد صلاح وكان من المهم أن نعزز التفوق لكى لا نفاجئ لاحقا. وحدث ما لا يمكن تصوره قبل دقيقتين من النهاية، عندما اهتزت شباكنا بالتعادل، أتت تلك اللحظات التى قد تفقد فيها العزيمة وتهزم نفسيا خصوصا فى تلك الأجواء.
هل لك أن تصف لنا حالة الفريق فى تلك الدقائق المجنونة، وكيف ساهمت بتغيير النتيجة؟
فى الوضع الطبيعى لفريق فى طريقه للفوز والتأهل كان ليصاب اللاعبون بالاحباط، ولكن لم أشهد مثل تلك الحالة، استنهضنا عزيمتنا، وصرخنا على بعضنا لكى نعود للعب ولا نستسلم أبداً. مارسنا هجوما ضاغطا خلال دقائق الوقت بدل الضائع، كانت تلك الفرصة الأخيرة، تمركزت فى منطقة الجزاء وفى المرة الأولى وصلتنى الكرة قبل أن أتصرف بالكرة قفز المدافع وسقطت أرضا، سرعان ما عادت بكرة عرضية من أحمد حجازي، فى المرة الثانية قررت الانقاض على الكرة رغم ما قد يحصل لى من إصابة، وحدث ما توقعته تعرضت لإعاقة وكانت ركلة الجزاء التى حسمت الامور بعد هدف صلاح الثاني. شعرنا بأن الحلم أصبح حقيقة فى تلك اللحظة، ومن ثم بات تأهلنا رسميا بصافرة الحكم النهائية. لقد كانت ليلة ومباراة للتاريخ، أنهينا العقدة التى طالت 28 عاما، واسعدنا الشعب المصرى وكل العرب الذين وقفوا معنا فى تلك المباراة.
كيف ترى المنافسة وحظوظ مصر فى التأهل للدور الثانى؟
بدون أدنى شك هى مجموعة صعبة، مخطأ من يعتقد أنها ستكون واحدة من المجموعات السهلة، روسيا سيكون لها دافع الأرض والجمهور والتاريخ، أما أوروجواى فهى بطلة سابقة للبطولة وتملك نجوم كبار يمكن لهم تهديد أى فريق، ومباراتنا مع السعودية ستكون بمثابة الدربي. الآن كيف لنا أن نحقق التأهل الذى نعتبره هدفا أولا بالنسبة للمنتخب المصري، سيأتى هذا بالاستعداد الجيد للنهائيات، والوصول لروسيا بثقة وتركيز، واللعب فى كل مباراة كما لو أنها مباراة كؤوس. يجب أن نثق بقدرتنا ونلعب مثلما تعودنا فى اجتياز العديد من التحديات، وسنضع كمرجع لنا تلك المواجهة الودية أمام البرتغال بطلة أوروبا فى المعسكر الأخير. يجب أن نذهب للنهائيات دون أن نخشى أحداً.
منتخب مصر (1)
كيف تحافظ على ثقة كوبر بالمشاركة أساسيا فى تشكيلة المنتخب؟
لقد تأسست منذ الصغر على ضرورة العمل بجهد كبير فى التدريبات ما سينعكس حتما على الأداء فى المباريات. ومع قدوم المدير الفنى كوبر لقيادة المنتخب، أخذت فرصتى الأولى وتمسكت بها ثم أظهرت رغبة كبيرة فى العمل والتطور. وهو مدرب يحترم من يقوم بهذا العمل والجهد داخل أرض الملعب سواء فى التدريبات أو المباريات، وضرورة الالتزام بالنواحى التكتيكية وتأدية الواجبات على أكمل وجه. ولذلك والحمد لله نلت ثقته وشاركت فى كل مباريات التصفيات والعام الماضى خضت كل المباريات فى نهائيات كأس أفريقيا 2017. أود هنا أن أشكره لثقته التى منحنى إياها وأعده أن أبقى محافظاً على مستواى وأطوره أكثر فى الاسابيع المقبلة.
ما التجربة التى استفدتها من المشاركة فى كأس العالم للشباب؟
كانت تجربة غنية بكل تأكيد، راكمت الكثير من الخبرات منذ التتويج ببطولة أفريقيا للشباب ومرورا بالتحضيرات القوية وصولا لخوض هذه المنافسة العالمية، حيث واجهنا إنجلترا، تشيلى والعراق، صحيح أننا كنا نمنى النفس بالتأهل عن تلك المجموعة، ولكن ما يهم كيف نستفيد من تلك التجربة. بالنسبة لى كانت بمثابة انطلاقة قوية، سجلت هدفا بمرمى إنجلترا، وبعد العودة تم تصعيدى للفريق الأول فى النادى الأهلى. آمل أن أضع هذه الخبرات لخدمة المنتخب الوطنى فى نهائيات كأس العالم 2018.
كيف تقيّم تجربتك الاحترافية فى العامين الماضيين؟
بالفعل كان قراراً صعبا، فليس من السهولة أن تخرج من النادى الأهلي، ولكن أعتقد أنها خطوة يجب أن تحدث فى هذا التوقيت. انتقلت لأندرلخت البلجيكي، ورغم عدم مشاركتى هناك صممت على المثابرة لكى أثبت نجاحي. انتقلت بالاعارة إلى موسكرون وأعتقد أننى أثبت قدرتى خلال الموسم الماضي. وأردت خوض تجربة أقوى وتحولت إلى قاسم باشا التركي، فى البداية وجهت لى عدة انتقادات للذهاب هناك، لكن كان هدفى أن أثبت قدراتى فى بطولة تنافسية، والحمد لله مع اقترابا من نهاية هذا الموسم أعتقد أن أرقامى تتحدث عن نفسها [28 مباراة أساسيا، 11 هدفا، 5 تمريرات حاسمة].
مع قاسم باشا أقدم موسما أفضل من سابقه، وأشكر كل من أرسل لى التهنئة على أدائى أسبوعيا، هذه ثمرة عمل وجهد كبيرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة