نقلا عن العدد اليومى
- الميليشيات دمرت مساجد وكنائس ومعابد يهودية وهندية وبوذية.. وحارس كنيسة «مارى جاريسن» من فوق قمة جبل كريتر: نستقبل الخفافيش بدلا من السياح
ـ وزارة الثقافة :عدد المواقع المتضررة فى عدن 8 مواقع مهمة من إجمالى 15 معلمًا وموقعًا أثريًا فى المدينة
ـ إحصائيات
مركز السلم الاجتماعى اليمنى وتحالف رصد لانتهاكات حقوق الإنسان: عام 2015 الأعلى انتهاكًا للآثار بعدد 69 موقعا أثريا فى محافظات اليمن المختلفة
- قلعة «صيرة» أنشئت فى القرن الحادى عشر الميلادى وحولها الحوثى لثكنة عسكرية.. وصهاريج عدن الـ55 شيدها الحميريون وترتفع 800 قدم عن سطح البحر.. والباقى منها بعد التخريب 18
- خبير آثار: جماعة الحوثى باعت أقدم نسخ القرآن لرجل أعمال إيرانى مقابل 3 ملايين دولار.. والمهربون بينهم أردنيون ولبنانيون مرتبطون بشبكات مافيا حزب الله
- 7 فنادق كبرى بعدن هدمتها قذائف الحوثيين.. وشهود عيان على هجمات الحوثى التتارية: عصابة دمرت السياحة
- المتحف الوطنى ورصيف السفن الأثرى وساعة بج بن وأجزاء من قلعة صيرة وصهاريج عدن ضمن قائمة الضحايا.. وقلعة صيرة تحولت إلى ثكنة عسكرية للقناصة.. وسد مأرب الأثرى يواجه الحرب بحفلات الزواج
- وزير الثقافة اليمنى: الميليشيات تقوم بنبش المواقع الأثرية فى المناطق الموجودة واستغلال ميناء الحديدة ومطار صنعاء فى تهريب آثار اليمن للأسواق الدولية وإيران
لم يسلم قطاع فى اليمن أو ساحة من دمار الحوثيين، فهم أشبه بالتتار فى هجومهم على البشر والحجر، وعداوتهم للإنسانية والحضارة، وهكذا تعاملوا فى حربهم على اليمن واليمنيين، وطالت أيدى الخراب 120 موقعًا أثريًا خلال الفترة من 2015 حتى 2018، طبقًا لإحصائيات مركز السلم الاجتماعى اليمنى ومنظمة سام الدولية للحقوق وتحالف رصد لانتهاكات حقوق الإنسان، وجاء عام 2015 الأعلى انتهاكًا للآثار بعدد 69 موقعا أثريا فى محافظات اليمن المختلفة مثل سد السبئيين بمأرب ودار الحجر الشهير فى همدان بصنعاء، و«جرف أسعد الكامل» الأثرى الشهير بإب.
«عدن» كانت صاحبة النصيب الأكبر من الضرر فى هذا القطاع باعتبارها مدينة سياحية وأثرية بالدرجة الأولى، وبلغ عدد المواقع المتضررة بها 8 مواقع مهمة من إجمالى 15 معلمًا وموقعًا أثريًا، من بين أهم معالمها الأثرية والسياحية، وبينها المتحف الوطنى ورصيف السفن الأثرى وساعة بج بن وأجزاء من قلعة صيرة وصهاريج عدن.
تحدث إلينا عبدالعزيز المفلحى، محافظ عدن سابقا، ومستشار رئيس اليمن عن التخريب الذى امتد إلى السياحة فى المدينة، فقال إن التدمير طال مواقعها الأثرية، هذا إلى جانب الإضرار بالعامل الأمنى الذى يعد ركيزة السياحة الأولى فى عدن التى امتازت بكونها من أشهر المدن السياحية فى اليمن بل والعالم، وكانت جاذبة لأكبر عدد من السائحين لاحتضانها الطبيعة الجبلية والشاطئية فى آن واحد، واشتهرت بالعديد من الأماكن السياحية والأثرية، وفى مقدمتها منطقة كريتر المنطقة الأثرية القديمة، ويوجد بها صهاريج عدن، التى رممتها بريطانيا عام 1885، وأيضا ميناء ومصافى عدن التى ضربها الحوثى وتوقفت عن العمل.
الجولة بالمدينة تكشف لك على الفور حطام العديد من الفنادق السياحية مثل ميركور وشيراتون جولدمير وسما وعدن، وزهرة المدائن والجزيرة والفردوس، فضلا عن الدمار فى مجمع لعدد من الفنادق بشارع الشهيدة فيروز بمديرية دار سعد، يضم فندق المستقبل والإمارات والمتحدون ورأس الخيمة والاتحاد والعمدة، التى أشار الأهالى إلى أنها كانت فنادق خمس نجوم وتمتاز مبانيها بالفخامة، فيما يتذكر سرحان حنا أحد شهود العيان على هجمات الحوثى على المناطق السياحية وصاحب أحد الفنادق الكبرى فى عدن والقريبة من المطار (كورال) سقوط أول قذيفة على الفندق خلال 2015، مشيرا إلى أنها طالت حمام السباحة، ولم يصاب أحد، لكن النزلاء سارعوا إلى الفرار من الفندق ولم يتبق به سوى العاملين.
فندق ميركور المدمر بعدن
أضاف سرحان، أنه «بعد ذلك بأسبوع اخترقت قذيفة أخرى سقف المبنى وسقطت فى طابق المطعم فهدمته وأصيب بعض العاملين، وبعدها اضطررنا لإغلاق الفندق منذ 2015 حتى بدأنا هذا العام فى ترميمه وفتحه من جديد ليصبح أول فندق ينفض غبار الحرب وينهض من جديد، فيما يلفت إلى أن عدن كانت جاذبة للسياحة الدولية والعربية، بالإضافة للسياحة الداخلية، وكانت نسبة الإشغالات تصل 99% بالفندق فى يناير من كل عام.
سرحان حنا يسرد تفاصيل ما شاهده فنرة هجوم الحوثيين
مدير أحد الفنادق الأخرى، تحدث إلينا، لكنه رفض ذكر اسمه، خوفًا من الحوثيين، قائلا: «الحوثيون خربوا بيوتنا فهم مجرد عصابة، وكانوا يقذفوننا بالهاون والصواريخ يوميا وحولوا الفنادق إلى تراب، كما خلفوا وراءهم مشكلة رئيسية هى بترول السيارات، حيث يباع فى السوق السوداء بأسعار وصلت 12 ألف ريال للدبة «20 لترًا»، ومن الصعب أساسا أن نجده، وذلك بعد تدميرهم مصافى عدن، وتابع: نحن متفائلون رغم كل التحديات فعدن مرت بمراحل صعبة واستطاعت اجتيازها، فهى ما زالت خارجة من حرب وفى مرحلة التعافى.
أحد الفنادق المدمرة فى خور مكسر
كنائس ومعابد كريتر
فى شوارع عدن يسترعى انتباهك أيضا مشاهد الخراب فى المعالم الدينية، التى اشتهرت بها المدينة ودمرها الحوثيون، وهى تتعدد ما بين معابد يهودية وهندية وبوذية وكنائس ومساجد، خاصة أن عدن معروفة بأنها كانت حاضنة لثقافات وأعراق متعددة.
وفى جولتنا بمنطقة كريتر بالمدينة، استوقفنا مبنى أثريا ضخما قابعا فوق الجبل، تستطيع منه رؤية عدن بأكملها، لكن المبنى مثله مثل كثير من مبانى المدينة، يسكنه الظلام ونوافذه مكسورة وحوله منطقة يغلب عليها الإهمال..اقتربنا من الحارس الخاص بالمبنى واسمه محمد يسن.. قال لنا هذا مبنى كنيسة «مارى جاريسن»، وهى من الطراز الفيكتورى، وكانت تسع لحوالى 350 شخصا، وأنشئت عام 1867 خلال الاحتلال البريطانى لليمن، ثم حولوها فى فترة من الفترات مقرا للمجلس التشريعى لليمن الجنوبى، وبقيت بعد ذلك كمعلم أثرى مهم، لكنها لا تجد اهتمامًا وعندما هجم الحوثيون على كريتر كانت ثكناتهكم، التى يطلقون منها الرصاص على مقربة منها فطالت بعض النوافذ، كما دمروا المنطقة المحيطة وأصبحت تسكنها الخفافيش بدلا من السياح.
منطقة كريتر كانت من أشهر المناطق الجاذبة للسائحين
كنيسة «الحبل بلا دنس» الكاثوليكية فى مدينة عدن، تعرضت أيضًا لتخريب مبانيها على أيدى الحوثيين، وتحطيم محتوياتها، وقد كانت واحدة من دور العبادة الثلاثة المتوفرة للكاثوليك فى اليمن.
أحد مواطنى كريتر وحارس أحد الأماكن الأثرية فى عدن
نفس الحال تكرر مع كنيسة سان أنتونى أو كنيسة الصخرة، التى أنشئت بتبرعات ومساهمات من الحكومة عام1864 وكانت تقع فى كهف تحت مقر المكتب الرئيسى للجيش البريطانى، وبعد إعادة بنائها فى الستينيات أبقت الكنيسة على صخرة الكهف ثم طالها التخريب والدمار، وامتد الدمار لكنيسة سان جوزيف، التى بُنيت عام 1850م وتقع فى حى كريتر أيضًا على طريق الملكة أروى.
وسط المدينة القديمة
تخريب المعابد
عن المعابد القديمة التى اشتهرت بها عدن، يحدثنا الدكتور عادل الأحمدى رئيس مركز نشوان الحميرى للدراسات، مشيرا إلى أنها حوت العديد من المعابد اليهودية ومعابد الهندوس والفرس، التى كانت موجودة فى عدن وضواحيها، وخرب الحوثيون الكثير منها، وتابع: هناك معبد النار الفارسى أنشأه رجل أعمال فرنسى عام 1883، ومعبد الصمت الذى بنى فوق هضبة بالقرب من جبل شمسان، وبالنسبة للمعابد اليهودية فكان بها أكثر من 10 معابد أشهرها معبد نجمة أفراهام.
التخريب الحوثى فى عدن
قلعة صيرة.. ثكنة للحوثيين
فى المدينة القديمة على مقربة من مبنى كنيسة مارى جريسن، يقف مبنى أسطوانى الشكل مميز، رغم أن جوانب منه مهدمة، والحجارة المكسورة منه، لم تزل شاهدة على انتهاكات الحوثيين لآثار اليمن، قال لنا الأحمدى: هذه قلعة صيرة، المعلم المميز لعدن، وكانت تستقطب الكثير من السياح، ودمر الحوثيون أجزاء من مبانيها، كما استخدموها كثكنة عسكرية للقناصة، الذين يطلقون النار على المنطقة وقتذاك، موضحًا أن كلمة صيرة «كهوف أو شقوق صغيرة»، وهى موقع عسكرى أثرى يقع على جزيرة صيرة الصخرية البركانية وبنيت القلعة فى القرن الحادى عشر الميلادى، حيث أنشأها الحاكم التركى على عدن الأمير عثمان الزانغابيلى التكريتى ثم واصل البريطانيون تطوير القلعة بعد وصولهم فى عام 1839، وكان الجيش اليمنى يستخدمها بعد ذلك، إلى أن دخل الحوثيون خور مكسر وكريتر، وحولوها لثكنة عسكرية.
قلعة صيرة عقب القصف الحوثى
جزيرة صيرة قبل الانقلاب
صهاريج عدن
تركنا القلعة وتوجهنا إلى صهاريج عدن الشهيرة أسفل مصبات هضبة عدن المرتفعة حوالى 800 قدم عن سطح البحر، وهى تتكون من 55 صهريجا لم يتبق منها سوى 18، بها أجزاء قليلة أصابها الدمار من أطرافها كما تعانى الإهمال منذ دخول الحوثى لعدن، ويقول الدكتور عادل الأحمدى: إن هذه الصهاريج شيدها الحميريون وكانت تعد من أبرز المعالم التاريخية والسياحية، التى يحرص على زيارتها السياح الوافدون على عدن، وهى خزانات استخدمت لتخزين مياه الأمطار لاستخدامها فى الزراعة والشرب، ولدرء خطر السيول.
منطقة الصهاريج
صهاريج عدن
المتحف الوطنى قبلة السائحين
فى كريتر أيضا تجد مبنى خاويا بالكاد تتعرف على معالمه فلم يتبق من طابقه الثانى سوى واجهة محطمة النوافذ وجانب المبنى الأيسر مهدم تماما، أما الطابق السفلى فمتراكم بمداخله الحجارة من آثار الهدم، مختلطة ببعض أطر السيارات القديمة وأضحى الطابق أيضا بلا نوافذ، سألنا عن المكان، وكانت المفاجأة أو قل الصدمة.. إنه المتحف الوطنى لعدن وواحد من أكبر متاحف اليمن، لكنه الآن بات خاويا إلا من الخفافيش التى تسكنه، رغم أنه وقبل عام 2015 كان مصدرا مهما للدخل السياحى، وبحسب الدكتور عادل الأحمدى، فإن المبنى كان به 5 آلاف قطعة أثرية منها مخطوطات وصور، وهو يقع بقصر 14 أكتوبر حاليًا، وكان يسمى قصر الشكر أو قصر البراق، حيث تم إنشاؤه عام 1917 م فى عهد السلطان فضل بن على العبدلى، وشغل المتحف الطابق الأول من مبنى قصر 14 أكتوبر المكون من ثلاث قاعات رئيسية وكان توجد به مجموعة قيمة جدا من الآثار، التى تعود إلى العصر الحجرى والبرونزى وكان بالممر الشمالى مجموعة من القطع الحجرية المكتوبة بأنواع مختلفة من الخط اليمنى القديم، أما القاعة الشمالية فكانت بها آثار تشمل تماثيل ومباخر وقرابين ونقوش مكتوبة على ألواح من الحجر عليها أسماء ملوك مملكة سبأ.
المتحف الوطنى فى عدن وما تركته أيادى الحوثيين عليه
وتابع أن القاعة الرئيسية كانت مخصصة لآثار دولتى قتبان وأوسان وشملت تماثيل للملوك والحلى الأوسانية والزخارف والقرابين، والقاعة الجنوبية وتخص الآثار الإسلامية، وفى الممر الشرقى والممر الجنوبى وكانت توجد به قطع وتماثيل وترجع إلى فترة ملوك سبأ وذى ريدان، مبينا أن ما حدث مع المتحف الوطنى تكرر مع المتحف الحربى فى صنعاء الذى كان يحوى مخطوطات فى غاية الأهمية.
التخريب بالمتحف الوطنى بعدن
مسجد الخوجة فى عدن
رصيف السفن الأثرى
فى مديرية التواهى، وعلى مسافة ليست ببعيدة عن ميناء دكات البيلات وجدنا رصيف السفن الأثرى أو كما يطلقون عليه «ويلز».. بعد هجوم الحوثى بالصواريخ أصبحت واجهته محطمة ويجاور المدخل سوران صغيران تم تدميرهما تمامًا، وكانت المفاجأة أننا علمنا أن هذا المكان افتتحته الملكة إليزابيث الثانية أثناء فترة الاحتلال البريطانى، وكان وجهة السائحين من كل العالم ينزلون منه إلى المدينة ودكته صواريخ الحوثى.
رصيف ويلز بالتواهى
وبحسب على العوارضى مسؤول وحدة البيانات بالتحالف اليمنى لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، فإن تدمير المعالم الأثرية والسياحية لم يتوقف عند هذا الحد، لكنه طال أيضًا معالم أثرية تعرضت للتفجير بعبوات ناسفة انتهت إلى تسويتها بالأرض تمامًا، وذلك على يد مسلحين حوثيين وعناصر تنتمى لتنظيم القاعدة، ومن بينها مسجد الخوجة وكنيسة شيلدن بحافون الكاثوليكية بمحافظة عدن وجامع جمال الدين وقبة عبدالهادى بمحافظة تعز، بالإضافة إلى مسجد وقبة الإمام عمر بن على التاريخى بمحافظة لحج وحصن الشقرى الأثرى بمحافظة ذمار، بالإضافة إلى قصف قلعة القاهرة وجامع المظفر وجامع الأشرفية، وقصر صالة بمحافظة تعز ودار الحجر وقصر غمدان بأمانة العاصمة، وجامع الصنعانى بصنعاء، ودار الحسن بالضالع وحصن ذيفان بعمران، ومدينة براقش بمحافظة الجوف وقلعة رداع التاريخية بالبيضاء والمدينة القديمة بمحافظة صعدة.
ما فعله الحوثيون برصيف السفن الآثرى فى مديرية التواهى
سد مأرب يتحدى الحرب
فى محافظة مأرب يوجد سد مأرب الأثرى، على مسافة بعيدة من وسط المدينة فهو فى المدينة الأثرية، مكان اشتهر قبل حرب الحوثيين بأنه قبلة السياحة الداخلية والخارجية، كان له نصيب من معاناة أهل مأرب فى حرب ميليشيا الحوثى، حيث هدم منه جزء من أحد مبانيه، إلا أنه مازال محتفظًا بطبيعته الخلابة، فالمياه محاطة بسلسلة جبال شاهقة تمتد حتى خوان فى صنعاء، وربما هذا ما جعله مكانًا لإقامة أعراس النازحين إلى مأرب بعد سيطرة الحوثيين على بلادهم.. كان عرس «محمد» أحدث تلك الأعراس التى استضافها السد الأثرى، حيث وقف على حافة الجبل أمام المياه حاملا إكليلا من الورد على رأسه ليستقبل المهنئين.
الأعراس فوق سد مأرب
المراسلة فى سد مأرب
حدثنا أحد المرافقين لنا من الدائرة الإعلامية العسكرية بمحافظة مأرب قائلا: إن سد مأرب هو واحد من أهم السدود اليمنية القديمة التاريخية، بالإضافة إلى سد جفينة وسد الخانق وسد أضرعة وسد مرخة وسد شاحك، مشيرا إلى أن سد مأرب اعتمد المزارعون اليمنيون على تخزين المياه به لتغذية زراعاتهم، وكان يغذى الجزيرة العربية ككل، وفى فترة من الفترات انهار السد بانهيار حضارة سبأ وقيام دولة حمير، وأعاد اليمنيون بدعم من الشيخ زايد بناءه فى 1982، وقد بنى من حجارة اقتطعت من صخور الجبال، ونحتت بدقة، واستخدم الجبس لربط الحجارة المنحوتة ببعضها البعض، لافتا إلى أن الباحثين كانوا يعتبرون السد «معجزة تاريخ شبه الجزيرة العربية».
سد مأرب قبل وبعد الدمار
سد مأرب مكان لإقامة أعراس اليمنيين
تدمير غير مسبوق للآثار
الدكتور على طعيمان يوضح أن هناك قطاعا كبيرا من آثار اليمن بشكل عام تعرض للدمار على أيدى الحوثى فى عدة محافظات وليس عدن فقط، منها «قصر السلاح» بصنعاء، الذى يعود للقرن السادس الميلادى، ويعتبر واحدًا من أقدم القصور ومن عجائب الهندسة المعمارية، وبعض منازل صنعاء القديمة تهدمت، مشيرا إلى أنه فى صعدة تعرضت «المدينة القديمة» إلى القصف إضافة إلى مسجد الإمام الهادى إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم» أحد أقدم المساجد هناك، الذى يعود إلى عام 290 هجرى، كما طال الدمار آثار محافظة الضالع، حيث هدم الحوثيون «دار الحسن» الأثرية الواقعة بقرية دمت التاريخية، ويعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، وفى «الجوف الجوف» تعرض سور «مدينة براقش» الأثرية التى بُنيت فى فترة ما قبل القرن الخامس قبل الميلاد للتدمير، وفى تعز دمرت مدرسة وجامع الأشرفية، ومدرسة وجامع المظفرية، وقبة المهدى.
مجموعة فنادق مدمرة فى مديرية دار سعد شارع الشهيدة فيروز فى عدن
ويشير إلى أن القائمة تضم أيضًا سور معبدأوعال صرواح الذى يرجع تاريخه إلى الدولة السبئية، فى القرن السابع قبل الميلاد، وفى «الضالع» قصف دار الحجر الأثرى.
مافيا نهب وبيع الآثار
لم تقف جرائم الحوثيين عند تدمير الأماكن الأثرية، بل امتدت إلى سرقة محتوياتها ونهبها والتجارة بها عبر شبكات مافيا بيع الآثار، وهو ما ترصده العديد من الإحصائيات الرسمية للهيئة العامة للآثار والمتاحف اليمنية، كما تؤكد مصادر يمنية - رفضت ذكر الاسم خوفًا من بطش الحوثيين - مشيرة إلى أن ميليشيا الحوثى جمعت عشرات الملايين من الدولارات، عن طريق عمليات منظمة لتهريب الآثار اليمنية تجرى تحت إشراف مباشر منهم، وتتولاها مافيا آثار دولية تضم شخصيات إيرانية وأخرى لبنانية تابعة لحزب الله، مبينة أن هناك سوقًا سوداء لتجارة الآثار فى سوق الملح بباب اليمن، ويقوم تجار متخفون وعصابات تتبع الجماعة الحوثية بالبيع والشراء فيها لأجانب ومافيا آثار من خارج اليمن وفى مختلف الدول وبينها دول أوروبية.
مدينة صعدة الآثرية بعد تدميرها
ويقول الدكتور على طعيمان الباحث وعضو هيئة التدريس بجامعة صنعاء، إن التهريب يعود لبداية الاهتمام بالآثار فى نهايات القرن العشرين، لكن المهربين وجدوا فرصة أكبر فى ظل الحرب الأخيرة، وزادت نسبة التهريب والبيع والشراء فيها، بمساعدة عناصر من بعض الدول الأجنبية، مدعين أن قوات تحالف دعم الشرعية قصفوا تلك المواقع الأثرية فى الحرب وهذا غير صحيح، مشيرا إلى أن قائمة الآثار التى تم نهبها، ضمت تماثيل مصنوعة من البرونز ومصنوعة من المرمر «الرخام»، وكذلك قطع ذهبية وفضية ونقوش جديدة على الحجر والبرونز، كما هربوا مخطوطات جلدية مهمة تحكى عن جزء من تاريخ فى اليمن الحديث، وتم نهب بيت اللواء مهدى مقولة الذى يضم المئات من القطع الأثرية.
أحد المناطق الياحية ـ دكة السواح بالتواهى
ولليهود دور..
أضاف طعيمان، أن الحوثيين أدركوا أن التنسيق مع اليهود يعطيهم دعمًا لوجستيا وسياسيًا، لذلك قاموا بتسهيل تهريب المخطوطات العبرية وتهريب أقدم نسخة من التوراة فى إطار صفقة سمحت لدفعة من آخر يهود اليمن بالتوجه إلى إسرائيل، وظهرت النسخة النادرة، التى توارثها حاخامات اليهود اليمنيين إلى خمسمائة سنة، مبينًا أنه تم افتعال قصة التهريب تلك فى 22 مارس 2016، بينما تم التنسيق على مستوى عالٍ بين الحوثيين وإسرائيل فى ذلك عبر وسطاء خارجيين قد يكونون ألمانًا وأمريكيين وعربًا وإيرانيين.
وأشار فى هذا الصدد إلى استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، فى تل أبيب، 19 يهوديًا قدموا من اليمن إلى إسرائيل وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية وقتها: إن المجموعة التى قدمت من مدينة ريدة تضمنت حاخام الجالية هناك الذى أحضر مخطوطة للتوراة يعتقد بأن عمرها ما بين 500 و600 عام..
حضارة اليمن الشامخة..سد مأرب الأثرى
طرق التهريب
يتحدث توفيق السامعى الباحث والخبير فى مجال الآثار عن طرق تهريب الآثار موضحًا أنها تنشط فى محافظات الجوف وتعز وشبوة وصنعاء، وتتم عبر وسائل نقل خاصة مثل سيارات عسكرية كانت تابعة للجيش اليمنى وسيارات إسعاف، إلى محافظة صعدة أو المناطق القريبة من سواحل البحر الأحمر فى محافظتى حجة والحديدة، لتنقل بقوارب من السواحل اليمنية على أنها قوارب صيد لتستقبلها فى البحر قوارب قادمة من السواحل الإرتيرية تابعة لمافيا الآثار، إضافة إلى وسائل النقل البرى الخاصة التى لا تخضع لمعايير التفتيش.
وأضاف، كذلك كان يتم تهريب القطع الأثرية عن طريق المطار، بعضها باستخدام الجوازات الدبلوماسية التى لا يخضع صاحبها للتفتيش والبعض الآخر بشراء بعض موظفى المطار، أو الخروج بتصريح رسمى من الدولة؛ كون بعض القيادات العليا للدولة هى رأس عصابات التجارة وتهريب الآثار، وإما عبر البحر فى المنافذ البحرية ويتم التهريب بطرق مختلفة وشحنها بطرق محترفة، وتم كشف بعضها فى أحيان كثيرة، لكن حينما يتم الكشف عنها لا تعود للمتاحف اليمنية، بل تذهب لحوزة تلك القيادات مجددًا، لافتا إلى أن تجارة الآثار نشطت فى عهد الرئيس السابق على عبدالله صالح، وخاصة أن رموز نظامه وأقاربه كانوا متهمين بأنهم على رأس هذه التجارة.
حضارة اليمن
تهريب أقدم نسخ القرآن
تؤكد تقارير يمنية أنه تم تهريب أقدم نسخ من القرآن الكريم والتى كانت محفوظة فى الجامع الكبير بصنعاء وكتبت على جلد الغزال، وأنه تم بيعها لرجل أعمال إيرانى مقابل 3 ملايين دولار أمريكى، وتعليقا على ذلك يقول الباحث توفيق السامعى: بعض المصادر أكدت أنه بالفعل تمت هذه السرقة، فالجامع الكبير بصنعاء يحوى أهم المخطوطات اليمنية القديمة، ومنها الرقوق القرآنية، التى تم كشفها أثناء ترميم الجامع الكبير مؤخرًا، ومخطوطات لمصاحف يمنية قديمة سمعنا عن سرقتها من جبال العود فى الضالع من أحد الكهوف الأثرية ترجع للخمسين سنة بعد البعثة النبوية عرضت للبيع، وكذلك مصحف صغير فى جامع صنعاء وغيرها وهناك دول تجند عصابات للبحث والبيع والشراء فى الآثار اليمنية، وتقرير خبراء الأمم المتحدة الأخير حدد هذا الأمر.
أضاف أن عصابات الحوثى تركز على نهب التماثيل القديمة، ثم بعد ذلك الأدوات الأخرى من سيوف أو ألواح برونزية منقوشة بخط المسند وكذلك المخطوطات الأثرية، لكن أهم شىء من تلك الآثار التى نهبت وتم بيعها عرش رخامى من منطقة رداع محافظة البيضاء مطرز بالذهب وتم إخراجه من مطار صنعاء بمذكرة رسمية من مكتب الرئيس السابق على عبدالله صالح وتم تهريبه على متن طائرة خاصة للرئاسة وتم عرض بيعه فى المزاد العلنى فى عام 2010.
الآثار المدمرة مسجد بتعز
ويواصل السامعى أنه بعد قضاء المليشيات الحوثية على رموز نظام صالح وأقاربه، ورث الحوثيون منهم تجارة وبيع الآثار اليمنية وبرزت أسماء جديدة كأبو على الحاكم ومهند السيانى ابن شقيق عبدالملك السيانى هامور بيع الآثار والذى عين رئيسًا للهيئة العامة للآثار اليمنية مستغلًا هذا المنصب وهو أحد المتهمين بتهريب الآثار اليمنية والاتجار بها، أما أبو على الحاكم فهو متهم بنهب بعض مقتنيات المتحف الوطنى بصنعاء، مبينا أنه فى صنعاء تقام أسواق سوداء للاتجار بالآثار وخاصة فى صنعاء القديمة، حيث تتواجد بعض المحلات التجارية التى يرتادها مهربو الآثار وفيها يعمل خبراء لفحص القطع الأثرية وتقدير أثمانها، وتتواصل مع زبائن خارج البلاد الذين يأتون لاقتنائها، كما يستعينون بشبكة لصوص صغار يجوبون محافظات عمران والمحويت وصنعاء ومارب وحجة والجوف، فيما يؤكد كثير من الأهالى فى صنعاء القديمة أن كثيرا من تجار ومهربى الآثار هم لبنانيون وأردنيون، مرتبطون بشبكات حزب الله المختلفة التى تنشط فى الآثار والمخدرات والسلاح، وبعضهم يحمل الجوازات الألمانية.
فندق موركيور
وزير الثقافة: حرق ونهب متحف مدينة تعز.. الحوثيون هربوا لإسرائيل مخطوطات يهودية وأقدم نسخة من التوراة
يكشف الحوار مع وزير الثقافة اليمنى الدكتور مروان الدماج المزيد من المفاجآت عما تعرضت له الآثار وشواهد الحضارات المتعاقبة فى اليمن من سلب ونهب على أيدى ميليشيا الحوثيين، ويشير الوزير خلال اللقاء الذى جرى داخل قصر معاشيق، حيث مقر السلطة الشرعية اليمنية إلى الجهود التى تجرى لمحاولة معالجة الدمار الذى خلفه الحوثيون بهذا القطاع.. وإلى نص الحوار:
متحف تعز بعد أن خربه الحوثى
ما أهم المواقع الأثرية التى تعرضت لإيذاء الحوثيين؟
- اليمن تتميز بتنوع أثرى كبير، ويصعب حصر المواقع الأثرية، فمنها آثار تعود للعصر البرونزى، وأخرى للعصر الإسلامى فى تعز وصنعاء، ومنها مخطوطات تعود لبداية الحقبة الإسلامية وهى مهمة جدًا وهى بأعداد كبيرة والبعض مكتشف حديثًا، وتتركز الآثار فى مختلف محافظات اليمن وأهمها فى مأرب وعدن والجوف ولحج، فلدينا موقع أثرى مهم اسمه صدر يعود لـ3 آلاف عام، ويعتبر أقدم موقع استيطان بشرى، لكنه لا يزال يحتاج إلى بحث وتنقيب، وهناك أيضًا آثار تعود إلى عصر مملكة سبأ.
وزير الثقافة اليمنى مروان دماج
ومن أكثر المواقع الأثرية التى تأثرت بالتخريب متحف أبين الذى يضم قطعا أثرية ومجوهرات مهمة تتعلق بمنطقة «شوكرة»، وهى ميناء قديمة كانت على البحر، وكان يضم 600 قطعة ودمرته القاعدة فى 2014 وجزء منها نقل إلى البنك المركزى وجزء مع الأهالى وجزء مفقود، وجار محاولات للبحث عنه، وأيضًا هناك متحف مدينة تعز، الذى تم حرقه ونهب جزء مما به والآن هو تحت يد بعض الأطراف من المقاومة، التى ساعدت فى إنقاذ ونقل محتويات المتحف وجار التفاوض معها، كما تم تشكيل لجنة حكومية لحصر وتقييم محتويات المتحف، لأنه كانت به مخطوطات تعود إلى عصور مبكرة من التاريخ الإسلامى ومخطوطات يهودية نادرة تعود لشخصية يهودية شهيرة اسمه «الشبذى»، وهو حاخام يهودى كان يعيش فى تعز، وكان شاعرًا وعالمًا فى الطب، وكانت له مكانة كبيرة فى المجتمع اليمنى.
انتهاك الآثار فى عصر الميليشيا
واحتوى المتحف على مقتنيات تعود للدولة الرسولية، والمشكلة أن ما تم نقله من المحتويات عموما، كان بطريقة غير علمية لم تحافظ على الأثر، كما أن جزءًا من التراث اليمنى كان لشخصيات سياسية فى عهد الحكم السابق، وكانوا يحتفظون به داخل منازلهم.
أحد شهود العيان على انتهاكات الحوثى للأثار
وما حقيقة ما يتردد عن تهريب آثار ومخطوطات لإسرائيل ودور يهود اليمن فى ذلك؟
- اليمن غنى بالمخطوطات، لكن تم تهريبها لإسرائيل بالتعاون مع الحوثيين، وأقدم نسخة من التوراة تم تهريبها لإسرائيل أيضًا منذ عام تقريبا، والحوثيون هم من يتحملون مسؤولية ما وصل للإسرائيليين من آثار ومخطوطات وهم يحاولون إلصاق التهم بأشخاص غيرهم، فى محاولة للتغطية على أفعالهم، لكن لم تخرج أى قطعة بدون علمهم.
قصر 22 مايو فى التواهى
أما عملية تهريب يهود اليمن فكانت تتم فى أربعينيات القرن الماضى ضمن عملية الاستيطان اليهودى فى فلسطين، وكانت الحكومة البريطانية تحتل اليمن وقتها، وإذا كان تم نقل جزء من الموروث الأثرى، فهذا لم مقصودا أو الهدف الذى ترنو إليه إسرائيل، التى كانت تريد فقط وقتها توطينهم فى فلسطين، وليس استغلالهم فى تهريب الآثار، وهؤلاء نقل معهم الموروث الشعبى اليمنى مثل الغناء والموسيقى والرقصات وطقوس الزواج والموت والملبس، الذين كانت تتميز بهم عدن، وهذا جزء من إرث يمنى.
مدينة براقش بالجوف
بشكل عام.. كيف تقيمون أوضاع قطاع الآثار حاليًا؟
- يعيش قطاع الآثار ظروفًا صعبة من تدمير وآثار مهربة ومنشآت تحتاج إعادة ترميم وبناء وكل هذا نتيجة لتحالف الحوثى وصالح، ولدينا معلومات تثير القلق بشأن وجود اتجار كبير من الحوثيين بآثار اليمن ونبش للمواقع الأثرية فى المناطق الموجودة تحت سيطرتهم مثل حجة، واستغلال ميناء الحديدة ومطار صنعاء فى التهريب، ويتم تداول القطع الأثرية بشكل كبير فى أسواق صنعاء والأسواق الدولية، والكثير هرب باتجاه إيران.
سد مأرب الأثرى.. أحد أهم المواقع الأثرية فى اليمن
وما طرق تهريب الآثار وما جهودكم لاستعادة الآثار المسروقة؟
- التهريب يتم عبر المنافذ البرية أو البحرية مع القرن الأفريقى وكثير من الآثار تهرب عبر هذه المناطق، واستولوا على مقتنيات أثرية كانت لدى شخصيات سياسية يمنية ومصيرها مجهول، وهذا يثير القلق أيضًا.
ونحن نحتاج تضافر الجهود الإقليمية وتعاون واسع إقليمى للحد من هذه الظاهرة، ونحتاج عقد تفاهمات واتفاقيات مع الدول المجاورة والمحيطة بالإقليم بخصوص استرداد الآثار، ولدينا تعاون وتواصل مستمر مع عدد من البلدان مثل سلطنة عمان بعد أن قامت السلطات هناك مؤخرًا بتحريز بعض القطع الآثرية اليمنية أثناء تهريبها هناك، وأرسلوا لنا قائمة بالقطع المضبوطة من محافظة شبوة وجار إنهاء إجراءات الاستلام، كما توجد قطع تعود للدولة اليمنية القديمة لدى السلطات السويسرية وطلبنا منهم بناء على نصائح من اليونسكو أن يحتفظوا بها لديهم حتى استقرار الأوضاع بالقطاع.
وما تقييمك لدور المنظمات الدولية فى مساعدتكم فى هذا الشأن؟
- نطالب المؤسسات الدولية المعنية وخاصة اليونيسكو والأمم المتحدة بأن يكون هناك تعاون أكبر معنا فى مجال رصد تداول الآثار اليمنية فى السوق الدولية، ولدينا إشكالية فى طبيعة المؤسسات الدولية فهى لم تستطع التكيف مع ظروف الحرب ولا تزال تعمل بأسلوب ببيروقراطى وليس لديها مرونة لتغيير برامجها ولم توظف إمكاناتها لمواجهة الحالات الطارئة، وبصفة عامة هذه المنظمات كشفت عن عدم فعالياتها فى زمن الحروب وضعفها فى تحقيق التكيف مع ظروفها، وذلك خلال وجودها فى دول أخرى كسوريا والعراق وأفغانستان، رغم أنها تقدم خدمات جيدة فى الظروف العادية.
سد مأرب
فنادق نهضت من جديد ـ المعلا
فندق عدن
متحف تعز بعد أن خربه لحوثى
مكتبة باذيب
منطقة كريتر قبل هجوم الحوثى
مول العرب
أحد فنادق عدن عقب ترميمه
سد مأرب
فنادق نهضت من جديد ـ المعلا
فندق عدن
فندق موركيور
فندق ميركور المدمر بعدن
قصر 22 مايو فى التواهى
متحف تعز الأثرى بعد أن دمره الحوثى
متحف تعز بعد أن خربه لحوثى
متحف تعز ى ظل حصار الحوثيين للمدينة
مديرأح الفنادق بعدن وشاهد على هجمات الحوثيين على المدينة
مدينة براقش بالجوف
مدينة صعدة الآثريةبعد تدميرها
مكتبة باذيب
منطقة كريتر قبل هجوم الحوثى
منطقة كريتر كانت من أشهر المناطق الجاذبة للسائحين
مول العرب
وزير الثقافة اليمنى مروان دماج
وسط المدينة القديمة
فى الحلقة التالية: اليمن.. الحياة فوق «حقل ألغام»
«اليوم السابع» ترصد «طريق الألغام» بين عدن ولحج.. وإحصائيات: الحوثيون زرعوا 40 ألف لغم فى 4 محافظات.. والأطفال والنساء أكثر الضحايا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة