اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين، ذلك الدعاء الذى دائما ما يردده الكثيرون، يبدو أنه يتحقق الآن على أيدى أشهر رموز الإخوان ونشطاء السبوبة، الأديب علاء الأسوانى، والكاتب وائل قنديل، اللذان دخلا فى معركة شخصية كشفا من خلالها عن فضائح نفسيهما والجهات التى ينتمان لها ويعملان لصالحها على حساب الشعب المصرى، فى معركة وصف فيها قنديل الأسوانى بأنه بـ"الفاشية المثقف الأمنى" ووصف فيها الأسوانى قنديل بأنه "يقبض ثمن معارضته بسخاء".
معركة الشقة الممولة بين الأسوانى وقنديل تأتى استمرارا لمسلسل السقوط الإخوانى بأيدى أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية ونشطاء السبوبة الذى يحدث بأيديهم، فبعد أن كشفت لنا فضيحة قناة الشرق التى تبث من تركيا، عورات أيمن نور وحكاية سبوبة تلك القناة على أيدى الخونة العاملين بها، وعقب فضيحة رامى جان الذى جاب تليفزيونات تركيا والإخوان قبل أن يفضح نظامهم بسبب الاختلاف معهم، تأتى معركة الأسوانى وقنديل لتستكمل هذا المسلسل.
المعركة بدأت بتصريحات من جانب علاء الأسوانى لتبرير مشاركته فى 30 يونيو، التى أنقلب عليها وسط مخطط تشتيت الدولة المصرية ودفعها نحو الصراع الدائم والمستمر والدوران فى حلقات مفرغة من الثورات بلا هدف سوى هدمها، ليؤكد أنه لم يندم على الاشتراك بتلك الثورة التى وصفها بأنها انحرفت عن مسارها وهو بالطبع وصف دقيق بالنسبة له لأنها انحرفت عن مسارها المخطط له من قبل من يعمل لصالحهم.
على الجانب الآخر تلقف وائل قنديل الكلمات التى جاءت على جرح جماعته فى الدوحة واسطنبول، ليكتب مقالا فى جريدة العربى الجديد، يفضح فيه علاء الأسوانى بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ويصفه بأنه "طبيب وأديب وفاشى أيضا"، وللحق فإن ما كتبه قنديل عن الأسوانى كان كاشفا لكثير من الحقائق.
وكتب قنديل: كان الأسوانى من الذين ذهبوا إلى اجتماع “فيرمونت” الشهير، للتصدى لمحاولات تزوير نتيجة الانتخابات الرئاسية، وإسقاط الفائز محمد مرسى، وكان الأسواني فى طليعة الذين ذهبوا لتهنئة مرشح “الفاشية الدينية” – يقصد مرسىى - بعد إعلان فوزه رسمياً، وكان ممن انضموا للجبهة الوطنية التى تشكلت دفاعاً عن حق الفائز، وحضر اجتماعاتها وشارك فى مناقشاتها فى مقر الحملة الانتخابية للمرشح عبد المنعم أبو الفتوح.
فيما بعد، كان الأسواني أكثر المتحمسين لعبد الفتاح السيسى، ما جعل كاتباً بحجم البريطانى روبرت فيسك يضرب كفاً بكف، وهو يستمع لقصائد غزل الأسوانى فى السيسى، حتى كاد يقنعه أنه أفضل من أيزنهاور. وبالطبع، لا يمكن لأحد أن يصادر حقه فى أن يرى السيسي على هذه الصورة، وأن يتحول، فى غضون عام فقط، من متحمس لانتخاب مرشح ما يعتبرها “فاشية دينية” إلى بوق لانقلاب الفاشية العسكرية الصريحة –على حد تعبير قنديل-.
وأجرى الأسواني، فى العام 2015، حواراً مع “بوابة يناير”، ادّعى، فى بدايته، أنه لم يشارك فى اجتماع فيرمونت “أنا محضرتش فيرمونت، أنا مظلوم في موضوع فيرمونت ده خالص”، لكنه فى الفقرة التالية يضيف “بعد الاجتماع، قلت لدكتور عبد الجليل، أنا لن أوقّع مع هؤلاء الناس، وأنا لا أثق فى هذا الرجل” (يقصد مرسى). والسؤال هنا: إذا لم تكن قد حضرت الاجتماع، فكيف يكون مطروحاً عليك التوقيع، أو عدم التوقيع، مع الأخذ فى الاعتبار أن الاجتماع ضم أكثر من أربعين شخصية، كلهم رأوك واستمعوا لك؟ السؤال الأهم: إذا كنت قد قلت للدكتور عبد الجليل (مصطفى) إنك لا تثق في هذا الرجل (الرئيس المعزول مرسى)، فلماذا تأنقت وبكرت فى الذهاب إليه فى القصر الجمهورى، مهنئاً وسعيداً بفوزه، ومصافحاً ومحتضناً؟ كيف تهرول لتهنئة مرشح الفاشية الدينية بهذه الخفة والرشاقة.
المعركة لم تنته هنا، فعلى الجانب الآخر رد علاء الأسوانى ليفضح وائل قنديل الذى يحمل هو الآخر تاريخا ملوثا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكتب عبر حسابه الرسمى على تويتر: كان ناصريا أشتهر بخصومته الشديدة للإخوان، بعد 30 يونيو هاجر إلى قطر وما أن وصل إلى مطار الدوحة حتى أعلن أن الإخوان أعظم فصيل وطنى فى مصر والعالم، عرفت مؤخرًا أنه أشترى شقة فى لندن بلميون إسترلينى، وكلنا نعارض نظام السيسى لكن شتان بين من يدفع ثمن معارضته ومن يقبض مقابلها بسخاء.
معركة جديدة تكشف عن الكثير، بداية من تلون الأسوانى بكل الألوان ليحصد مصلحته هو فقط ولو على حساب دماء المصريين، وتكشف عن الثمن الذى يحصل عليه وائل قنديل جراء معارضته لوطنه من أبواق قطر وتركيا، وتضع صفحة جديدة فى كتاب نشطاء السبوبة وأعضاء الجماعة الإرهابية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة