على غرار إيمان أسمن امرأة فى العالم، تبنت مستشفى عين شمس، مشكلة "أميمة صلاح محمد"، والتى تعانى من السمنة المفرطة، ويبلغ وزنها 300 كيلو، حيث كانت إيمان قد رفضت البقاء فى مصر لإجراء الجراحة، رغم أن مستشفى عين شمس كانت قد عرضت عليها إجراء الجراحة بالمجان، وقامت بزيارة إيمان فى محل إقامتها بمدينة الإسكندرية، هى ووفد كبير من الأطباء من مستشفيات القوات المسلحة، إلا أن أختها شيماء رفضت وفضلت السفر إلى الهند، ثم إلى الإمارات ثم توفت بعد ذلك، رغم أن طب عين شمس كان قد قام بتصميم سرير كبير يناسب حالتها، وإجراء استعدادات لها بالمستشفى لاستقبالها.
الوضع اختلف تماما مع أميمة، والتى تثق بالأطباء المصريين، وتضع آمالا كبيرة على الأطباء المصريين لإجراء عمليات خفض الوزن بمستشفى عين شمس بأمان حتى تستطيع أن تربى أولادها، وهى حاليا بالرعاية لتجهيزها لإجراء الجراحة.
أميمة لا تستطيع التحرك بسبب وزنها..
قالت أميمة صلاح محمد والتى تبلغ 47 عاما من أبو كبير بالشرقية، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع "، أنها لم تكن تعرف وزنها كام، مضيفة أن كل ما أعرفه إننى كنت لا استطيع أن أتحرك، وفقدت القدرة على التنفس، وإذا تحركت أبحث عن كرسى قريب لأجلس عليه، موضحة أن الطبيب أخبرنى أن وزنى 300 كيلو، بعد أن تبنى حالتى من خلال إحدى القنوات الفضائية، مشيرة إلى أن وزنها كان يزيد باستمرار، ولجأت لأحد الأطباء حتى تستطيع التنفس.
وأضافت كنت أجد صعوبة فى التنفس، وأتحرك لمسافة صغيرة جدا، وفقدت القدرة على دخول الحمام، واعمل كل حاجة وأنا جالسة، لم أكن أستطيع النوم، وأحيانا أنام وأنا قاعدة، ولفيت على أطباء كثيرين، وقال الطبيب سوف تكون قادرة على التنفس من خلال الأدوية، مضيفة منذ عامين وأنا لا أرى الشارع، عامين ولم أخرج إلا عند الذهاب إلى طبيب الباطنة حيث قاموا أولادى بتسنيدى حتى أذهب إلى طبيب الباطنة، موضحة أنها تعانى من الضغط، والسكر، والمرارة، وقرحة المعدة، وقرحة الفراش، وحصاوى على الكليتين، وأعانى من البواسير، مشيرة إلى أن أكلى هو عيش كثير، مضيفة أن وزنى يزيد ومش عارفة ألاقى علاج، حيث أن أمنية حياتى أن أعيش لأولادى فأنا أم لمحمد 25 سنة، وياسمين 22 سنة، ودنيا 17 سنة.
وقالت: "زوجى بياخذ معاش 350 جنية فى الشهر، واعمل أشغال يدوية بالإبرة فى البيت انا وأولادى، وزوجى وهو ليس عنده دخل اخر، لذلك كان من الصعب الذهاب إلى أطباء لخفض وزنى، لكنى دعيت ربنا إنه يوصلنى لحد يتكفل بى ويخفض وزنى حتى أعيش لأولادى، وخصوصا أنه ليس لدينا ما ننفقه على الاطباء، وزوجى مرة يشتغل ويجلس 6 أشهر أخرى بدون عمل، والدكتور خالد قابلنى واتفق معى أن اقابله فى مستشفى الدمرداش، وهو تبنى حالتى، وقابلته يوم الثلاثاء الساعة 10 صباحا، ومن يومها وأنا فى المستشفى استعدادا للجراحة، وأنا مش خائفة من كفاءة الاطباء المصريين، ولم ادفع ولا قرش، رغم أننى سمعت عن إيمان والتى لقبت باسمن إمرأة فى العالم، والتى لم ترغب أن تبقى فى مصر، وأتمنى من ربنا أن يخلينى لعيالى، وما اتمناه هو أن أعيش فى وسط عيالى وبس".
وتنصح السيدات بتجنب السمنة، مضيفة أن السمنة أدت لإصابتها بالكثير من الأمراض، مثل السكر والضغط وقرح الفراش والبواسير، وأصبحت غير قادرة على النوم والحركة ولا حتى التنفس.
من جانبه قال الدكتور خالد جودت، أستاذ جراحة السمنة المفرطة بكلية الطب جامعة عين شمس، إن فريقا من جراحى الكلية قاموا بإجراء جراحة نادرة وفريدة من نوعها، لحالة مريضة يبلغ وزنها 300 كيلو جرام.
وكشف "جودت"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن المريضة أميمة صلاح محمد التى يبلغ وزنها 300 كيلو، تخضع لجراحة لتحويل المعدة، مشيرا إلى أن فريق الجراحين المختصين بمستشفيات الجامعة يجرى أكثر من 5 حالات لأوزان قريبة من هذا الوزن شهريا، مشيرا إلى أن المستشفى قرر إجراء جراحة "أميمة" بالمجان، وتبنى الحالة بالكامل تقديرا لظروفها الاقتصادية، خصوصا أنه يمتلك أكبر مركز لجراحات السمنة المفرطة بالشرق الأوسط، متابعا: "نجرى الجراحات الصعبة فى المركز، وهو من أكبر المراكز المتخصصة، وفى حالة أميمة سنجرى تحويلا للمعدة، وهى أفضل تقنية عالمية حتى الآن، إذ يتم فصل مدخل المعدة عن باقى المساحة، وعمل كوبرى من الأمعاء لتقليل أكل المريضة وخفض وزنها، ما يضمن ألا تعود للسمنة مرة أخرى، وبعد ذلك يجرى تأهيلها وتجهيزها".
وأوضح الدكتور خالد جودت، أن المريضة قد تحتاج لأكثر من مرحلة فى علاجها، لأنها تعانى من تكتلات دهنية كبيرة فى ساقيها، وسيبدأ الأمر بتحويل المعدة ثم إجراء عدة عمليات أخرى بعد ذلك لاستئصال الدهون الموجودة بجسمها، لكى تكون إنسانة طبيعية تماما.
وأشار "جودت" إلى أن جراحة تحويل المعدة المعدلة تعطى أفضل النتائج فى مجال السمنة المفرطة، ويتم إجراؤها منذ العام 2000، موضحا أنه خلال الشهور الستة ستفقد أميمة بين 45 و60 كيلو جراما من وزنها، وفى الشهور الستة التالية ستفقد بين 30 و40 كيلو جراما، ما يعنى أن وزنها سيتراجع بين 90 و100 كيلو جرام خلال عام، لتصل للوزن المثالى تدريجيا، مؤكدا أن العمليات العادية يتم تخفيض الوزن ثم يعود مرة أخرى، ولكن هذه التقنية لا تسمح بعودة الوزن المفقود مرة ثانية.
وأضاف الدكتور طارق يوسف نائب مدير مستشفى الدمرداش الجراحى، أنه يوجد لدينا مركز لجراحات السمنة المفرطة يجرى أكثر من 80 حالة شهريا من البسيطة إلى الكبيرة، موضحا أن جراحات السمنة هى جراحات مكلفة فى العالم كله، وغير خاضعة للتامين الصحى، ونجحنا أن نتغلب على هذه المشكلة، واستطعنا أن نقوم بإجراء هذه العملية بدون أى ربح، وهناك 20% من العمليات التى تتم بالمجان من خلال دعم الجهات الأخرى، والقصة ليست عملية تجميلية أو تكميلية بسبب السمنة، والقصة ليست العملية فقط، ولكن المشكلة هى مكان إجراء الجراحة، فقد يتم اجراءها فى أماكن رخيصة، وأغلب الأدوات الجراحية تكون للاستخدام الواحد، مثل الدباسات الجراحية، وهى "سنجل يوز"، أى يتم استخدامها مرة واحدة فقط، ثم يتم القائها فى القمامة والتخلص منها، ولكن يعاد استخدامها مرة أخرى لخفض التكلفة.
وقال إنه فى طب عين شمس استطعنا أن نتغلب على هذه المشكلة حفاظا على المريض من نقل الأمراض مثل فيروس سى وبى، ونجحنا بمعاونة عميد كلية الطب، والإدارة العامة للمستشفيات أن نوفر الخدمة واستخدام المعدات لمرة واحدة فقط ثم التخلص منها، وبالاستعانة بأمهر الجراحين، وبأقل تكلفة، موضحا أنه لا يوجد جراحة آمنة 100%، ولكن هناك مضاعفات يتعرض لها المريض خصوصا أصحاب الأوزان الثقيلة، والتى ينتج عنها مضاعفات خطيرة، موضحا أننا نعالج المريضه من المضاعفات من خلال تخفيض الوزن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة