محمود حمدون يكتب: غُربة

السبت، 14 أبريل 2018 12:00 م
محمود حمدون يكتب: غُربة جواز سفر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رأيته أول أمس،  قبيل العشاء،  بشارع "البوسطة" يقف على الرصيف،  يقبض بيده اليمنى بشدة على دفتر صغير، أنكرته جهلا بمقامه،  بعد دقائق قليلة واقتراب على حذر منه،  عرفته وكيف لمثله أن يُخطئه الناس  ! 
 
إن نظرت إليه سريعا تحسبه شيخا،  بانحناءة ظهره وانسدال لحيته الكثيفة وابيضاض شعر رأسه على الجانبين،  لكن بنظرة فاحصة تجده كهلاً لم يتجاوز الخمسين أو أقل قليلاً  .
 
ذاك صديقنا " عزيز " العائد من غربة سنوات طويلة،  الأتى من بلاد بعيدة،  سلّمت عليه،  فردّ بفتور شديد،  سألته: ما حالك؟ نحمد الله على سلامة العودة .
زاد صمته،  اتجه بجسمه ناحية البحر،  أخذ شهيقا قويا،  كتمه بصدره ثم مدّ يده بدفتره  فتحته،  فإذا به جواز سفر أخضر اللون،  متهرئ من بعض جوانبه،  ضاعت وريقاته إلاّ من غلاف سميك وأخرى بالداخل تحمل صورة باهتة لصباه الضائع،  لم يزد إلاّ بعبارة يتيمة: أنا بخير .









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة