القدر وتحمل المسئولية وعدم الهروب منها جميعها عبارات أقل ما يمكن أن تصف مأساة أسرة فقدت عائلها، ليقف الابن الأكبر مكان الوالد متحملا المسئولية بكل قوة، ويواجه طواحين الحياة وحده، غير متكرثا بما يواجه سوى أن يحقق الراحة لكل من حوله، لكنه بعد زيادة الأمواج واللطمات تختل قواه وتقل ويناشد بطوق النحاة له ولأسرته قبل أن تنتهى.
قصة جسد بطولتها "متولى حماد" صاحب الـ45 عاما، المقيم بمنزل بسيط لا يتخطى الـ80 مترا بقرية ميت فارس التابعة لمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية، والذى تحمل مسئولية أسرة مكونة من شقيقين وشقيقتين، وذلك بعد وفاة والده ليتحول إلى الأب والأخ فى وقت واحد.
قال متولى، تمكنت بحمد الله خلال فترة متابعتى لأشقائى، من تزويج شقيقتى الكبرى "سيدة" من رجل بسيط مثلنا، وعاشت لسنوات، معه وكنت أتابع أشقائى، ونعيش فى المنزل البسيط، وتزوجت وأنجبت اثنين من الأبناء، وأعيش فى حجرة بالمنزل وشقيقتى فى حجرة وشقيقاى فى الحجرة الثالثة .
وأضاف، مرت السنوات على حالنا البسيط غير قادرين على تغيير معالم المنزل أو بنائه، وازدادت الحمول بأن تنتقل شقيقتى وزوجها وخمسة من الأبناء فى مراحل تعليمية متنوعة، بعد أن تهدم منزلهم وأصبحوا غير قادرين على البناء له من جديد، رغم المحاولات المختلفة والتى انتهت جميعها بالفشل، ليجدوا أنفسهم معنا داخل المنزل البسيط .
وأوضح، انتقلت شقيقتى وزوجها وأولادها الخمسة للعيش معنا، فقمنا بتمهيد حجرة بسيطة بالمنزل ليقيموا بها، واستمر الحال على ذلك طوال 20 عاما، وأنا أعانى من أجل البقاء والحفاظ على الأسرة البسيطة .
وأشار، "أعمل يوميا بمهنة "استورجى" وأصبح العائد من العمل لا يفى بكل متطلبات الأسرة التى زاد عدد أفرادها عن 13 فردا، وأسعى بما أكسبه من جنيهات أن أوفر لهم حياة كريمة تساعدهم على البقاء .
وأكد أن شقيقته حاولت مرارا وتكرارا أن تجد أى طريق لبناء منزلهم الذى تهدم ولكن دون أى جدوى، لينتهى الأمر بأن أصبحوا متواجدين معى بالمنزل، ولا يتحصلوا سوى على 450 جنيها من التضامن الاجتماعى، لرعاية 5 أبناء وزوج وزوجة، وأكافح من أجلهم جميعا .
وتابع أنه يتمنى أن يعيد بناء منزل شقيقته ليعيد البسمة إلى المستقبل من جديد بين 5 من الأبناء هم"احمد 18 عاما، ومحمود 15 عاما، ونهلة 17 عاما، وإسلام 8 سنوات، ومحمد 20 عاما"، وأن يتمكن هو الآخر من بناء المنزل الذى يعيش فيه من أجل تزويج شقيقيه وشقيته الباقين حتى يتمكنوا من الحياة الكريمة .
وأكمل أنه ناشد العديد من الجهات والجمعيات الخيرية كى تساعده فى بناء منزله أو منزل شقيقته ولكن دون أى جدوى، مناشدا أصحاب القلوب الرحيمة بأن تساعدهم فى بناء المنزل لرعاية الجميع .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة