قال غسان غصن، الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، إننا نجتمع اليوم على أرض الكنانة، في لحظات فارقة وتاريخية، وذات تحديات كثيرة يمر بها وطننا العربي بل والعالم أجمع.
وأضاف، خلال كلمته، باليوم الثالث لمؤتمر العمل العربى في دورته الـ"45": "الدورة الحالية تكتسب أهمية كبيرة، خاصة وأنها تبحث ملفات تتمحور حول أهمية العمل العربي المشترك فى كافة المجالات، وأيضا مواجهة أخطر تحدى يواجه الوطن العربى، وهو البطالة، والسعي نحو خلق فرص عمل حقيقية ولائقة، وهو ما يؤكد حرص منظمة العمل العربية تنسيقا مع الشركاء الاجتماعيين، ودعواتها المستمرة الى الربط بين التنافسية والتشغيل بما يؤدي الى الاستخدام الأمثل للموارد الاقتصادية والبشرية".
وأوضح: "لقد ساهم الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الى جانب منظمة العمل العربية والشركاء الاجتماعيين خلال السنوات الماضية في وضع التصور و تقديم الاقتراحات التي تخدم تلك الأهداف، منطلقا من عدة ثوابت منها التأكيد على أن العمل قيمة إنسانية وحضارية ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية ونفسية، فضلا عن التنبه أن أثار البطالة لا تقف عند حدود فقدان الدخل وهدر الطاقة الإنتاجية والاستثمارات الإنتاجية بل تتعداه إلى ضعف الانتماء والشعور بالتهميش وتهديد السلم الاجتماعي والأمن القومى الوطنى والعربى"، مؤكدا على ضرورة تمويل برامج منظمة العمل العربية لدعم التشغيل والحد من البطالة، وفقا لمكونات الشبكة العربية لمعلومات سوق العمل والمرصد العربي للتشغيل والبطالة.
وتابع، أن ديناميكية أسواق العمل العربية والتحولات ومسارات التقدم، فكرة تؤمن بأهمية رأس المال البشري في ظل التطورات السريعة الحاصلة في بيئة العمل التي تتبنى الابتكار، كما أنها دعوة مباشرة كي تبقى المشاريع الصغيرة والمتوسطة ضمن أولويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلداننا، لأنها ستكون قاطرة النمو الاقتصادى فى المرحلة المقبلة، كما تساهم في تأمين فرص العمل اللازمة بما يواكب الزيادة السكانية المطردة واضعين أمام نصب أعيننا أن رأس المال البشري مورد رئيسي لأي دولة وأساس إبداعها وسر نجاحها، خاصة وأن التطورات السريعة الحاصلة في بيئة العمل العربية أو أي بيئة عمل تدفع المؤسسات الرائدة إلى الاهتمام بمفهوم الابتكار، ما يُعزز الحرص على إسعاد موظفيها وتأمين مناخ ملائم وبيئة مشجعة لهم، وصولاً إلى استخدام مواهبهم الابتكارية للبقاء وسط بيئة تنافسية، مؤكدا أن الابتكار يؤمن فرص عمل جديدة للدول ،ويساهم في زيادة إنتاجيتها وخفض النفقات.
وأشار: "لقد جاء الربيع العربي الذى انعكس في شكل سلبيي على أسواق العمل فأدى الى ارتفاع معدلات البطالة في البلدان العربية من 14% العام 2010 الى 17% في مطلع العام 2017 حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل ما يزيد عن 25 مليون شاب، وفقا لإحصائيات منظمة العمل العربية، متوقعة أن يرتفع هذا العدد في أفاق العام 2020 ، متزامنا مع تراجع مؤشرات النمو خصوصا في دول الربيع العربي وازدياد عجز الموازنات ، وتدهور الميزان التجاري وانخفاض الاحتياط النقدي وتدني قيمة العملة الوطنية وارتفاع معدلات التضخم وكلفة المعيشة، مما تسبب الى تفاقم مشكلات الفقر.
أكد جورج مافريكوس الأمين العام لاتحاد النقابات العالمى، أن 92 مليون عامل فى 126 دولة يدينون بشدة للتدخلات الخارجية فى شئون الدول العربية، وهم يرفضون الأعمال الإرهابية التى تمارس ضد العمال الشعوب بدعم من الدول الراعية له بهدف سيطرتها على الموارد التنموية، خاصة فى المنطقة.
وقال إن اتحاد النقابات العالمى من خلال علاقته الأزلية مع الشعوب العربية فإنه يناضل بجانبكم ضد هذا الاستعمار الجديد الذى يسعى لنهب موارده الطبيعية.
مشددا على أهمية العلاقات القوية مع الاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب التى تقوم على تبادل المصالح المشتركة من خلال الانشطة والحملات المتعددة لصالح العمال العرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة