احتجاجات واحتجاجات مضادة، هذا ما آلت إليه الأوضاع فى البرازيل بعد تنفيذ حكم السجن الصادر بحق الرئيس السابق لولا دا سيلفا بتهم فساد، فى تصعيد يأتى قبل فترة قصيرة من الانتخابات الرئاسية المقرر لها أكتوبر المقبل، الذى كان من المقرر أن يترشح فيها الرئيس البرازيلى السابق"دا سيلفا"، الذى يواجه عقوبة السجن لمدة 12 بتهمة تلقيه شقة فخمة على الشاظئ من شركة بناء لقاء امتيازات فى مناقصات عامة.
ومن هنا أشتبك أنصار الرئيس البرازيلى السابق "لويس إيناسيو لولا دا سيلفا"، مع معارضين له فى مظاهرات مضادة بمحيط مقر الشرطة الاتحادية، ونشبت اشتباكات عنيفة مع قوات الشرطة، أسفرت عن وقوع عدد من الأصابات.
مع وجود لولا دا سيلفا وراء القضبان، فإنه وفقا لاستطلاعات الرأى لنوايا التصويت تتجه نحو النائب اليمينى المتطرف جير بولسونارو ، الذى يتخذ الاحتياطات العسكرية فى الدفاع أمام الديكتاتورية الماضية، وفى استطلاعات الرأى الأخيرة، فقد حصل على نسبة 34% فى حين أن دا سيلفا حصل على 50%.
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى مع وجود دا سيلفا فى السجن يمكنه التسجيل كمرشح للانتخابات الرئاسية وإن كان يبدو بعيدا عن السابق قبل ستة أشهر من اقتراع تزداد نتائجه غموضا، وسيعود إلى هيئة القضاء الانتخابى النظر فى نهاية المطاف فى مسألة إمكانية ترشحه بينما تشير استطلاعات الرأى إلى أنه يتقدم بفارق عشرين نقطة فى نوايا التصويت على أقرب منافس له مرشح اليمين المتطرف جاير بولسونارو.
ونشرت صحيفة "الباييس" الإسبانية تقرير لها على موقعها الإلكترونى، وقالت فيه إن رياح النهضة البرازيليلة جاءت بمصطلح "المعجزة البرازيلية" فى الفترة بين 1968 و1973 ، بعد الانقلاب العسكرى فى 1964، وكان لدى النظام الجديد اهتمام بتطوير الحياة السياسية والاقتصادية والتى بدأت على أيدى ديلفيم نيتو الذى سمى بعد ذلك برائد النهضة البرازيلية.
فخلال هذه الفترة الذهبية للإقتصاد البرازيلى حققت نسبة النمو نتائج فاقت توقعات الإقتصاديين وخبراء التنمية، حيث أقتربت هذا المعدل من 10% ، وقد أنعكست هذه النسبة إيجابا على قطاع الصناعة فشهدت الصادرات البرازيلية إرتفاع كبيرا بينما أتخذت حكومة التكنوقراط إجاراءات سريعة وفعالة من أجل تطوير وتحسين المنظومة المالية للدولة وجعلها قادرة على إستقبال الإستثمارات وتسهيل العمليات المالية بعدها أصبحت البرازيل إحدى الواجهات المالية والمراكز الإقتصادية ليس فقط فى دول أمريكا اللاتينية بل وفى العالم كله.
وفى عام 2008 ، بينما كانت الأزمة الاقتصادية تغرق أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ، تغلبت البرازيل على معدلات النمو بنسبة 7.5%، ويبدو هذا كما أنه أسطورة ولا شك أنه حقيقة بالفعل ، فكانت تلك قوة ناشئة ، عملاق يبلغ عدد سكانه 200 مليون نسمة وتطلع للعب دور قيادى أمام تحالف الدول الناشئة ، فكان العالم واثقا جدا فى البرازيل، ومتأكدا من أن البرازيليين أنفسهم استولوا على اقتصاد العالم وعلى ملاعب كأس العالم والألعاب الألولمبية أيضا.
وقبل ذلك مرت البرازيل بفترة من الأزمات والمشاكل، إلا أن وصل إلى سدة الحكم لولا دا سيلفا وهو شاب برازيلى فقير ينحدر من أزقة وشوارع سانباولو، فالبرازيل غارقة فى الديون حد الإفلاس وشروط صندوق النقد الدولى مجحفة فى حق البرازيل من أجل الحصول على قروض جديدة، ورضخ دا سيلفا لشروط صندوق النقد الدولى من أجل الحصول على قرض بقيمة 30 مليار دولار و قام بالإصلاحات الاقتصادية المشترطة من الصندوق.
واستطاع دا سيلفا أن يعيد للبرازيل مكانتها من جديد فقد حققت سياساته الإصلاحية الجديدة نجاحات أبهرت العالم وأخرجت البرازيل من إحدى أسوء الأزمات التى عرفتها عبر التاريخ، لقد كان الشعب محبطا لدرجة كبيرة و يشعر بالإنكسار و الهزيمة، ولكن تفاقم التوتر فى الشوارع بين عامى 2015 و2016 والأن هناك متظاهرون آخرون يعانون من الغضب بسبب املهم الذى ضاع وقتل بسبب حبس لولا دا سيلفا ، الذى يعتبرونه منقذهم.
انكمش الاقتصاد بواقع 3.6%، وهو ما يعنى تراجع النشاط الاقتصادى بواقع 8 % مقارنة بالوضع فى ديسمبر عام 2014، وتضررت البرازيل بشدة جراء انخفاض أسعار السلع ووجود أزمة سياسية داخلية قوضت ثقة المستثمرين.
وأدى الانكماش الاقتصادى إلى زيادة معدلات البطالة بواقع 76 % ليصل إلى 12.9 مليون شخص، وهو ما يمثل 12.6 % من السكان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة