ندى الديب تكتب: سأقول ما أريد.. ولــك حــق الــرد

الأحد، 01 أبريل 2018 04:00 م
ندى الديب تكتب: سأقول ما أريد.. ولــك حــق الــرد تليفزيون – صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جملة نسمعها كثيرا على شاشات التليفزيون أو على المواقع أو حتى على السوشيال ميديا، وكأنها سترة يستتر بها الجميع خلف آرائهم، والغريب أننا نسمعها كثيرا من مشاهير أو ممن يعتبرهم الشباب قدوة.
 
انتشرت كثيرا خصيصا على شاشة التليفزيون، فنجد شخصية عامة أو كاتبا معروفا يسُب أحدهم على الهواء بألفاظ نابية والآخر يستمع له فقط عبر مداخلة هاتفية، قائلاً هذا رأيى وأنا حرٌ فيه،(ولك حق الرد)!!
 
هل يعقل أن يسُبك أحدهم على الهواء فى إحدى البرامج، ثم يقول لك "ولك حق الرد"؟!
وإذا كان الطرف الآخر له حق الرد على من يسبه فهل سيكون الرد بالمقابل بالشتائم؟
وماذا إذا كان الطرف الآخر لا يملك حق الرد بنفس أسلوبك فى الكلام عنه؟
حتى أن برامج التوك شو أصبحت تعتمد على عمل مناظرة بين ضيفين دائما أحدهم توجهاته وأفكاره ضد الضيف الآخر، وكأن الإنتاج فى هذه البرامج يتعمد ذلك، فكلما كان الصراع بين الضيفين أكبر زادت نسبة المشاهدات والإعلانات.
يسبون بعضهم ويتطاولون على بعضهم بالشتائم وحتى أنها وصلت حاليا إلى الضرب لبعضهم، متناسين أن هناك مُشاهد يشاهدهم ليستنتج معلومة أو يسير على خطى توجهات أحدهم أو ربما ينتظر من أحدهم تصحيح معلومة سياسية أو دينية وغيرها.
 
وأيضا وصل الأمر على السوشيال ميديا فيكتب أحدهم بوست يعبر عن رأيه فى إحدى الشخصيات العامة ويسبه بألفاظ نابية ثم يقول له لك حق الرد فيما أقوله عنك!
أو يكتب أحد المواقع تصريحا كاذبا عن إحدى الشخصيات العامة ثم يقول وله حق الرد، فينتشر التصريح ويصبح كالشائعة بين الناس ولا أحد يعلم من أين جاء هذا التصريح.
 
أو يقوم أحد المواقع بفبركة خبر عن أحدهم ويقول (له حق الرد)، ولا يبالى إذا كان الخبر كاذبا أو صحيحا!
كيف يعقل أن تنحدر أخلاقنا وينحدر مجتمعنا وتنتشر به مثل هذه السلوكيات ثم نبرر ما نفعله وما نقوله بجملة (لك حق الرد)!
حتى وإن فكرنا فى أن هناك إعلاميين لا يسيرون على ذلك النهج وأن هناك أملا فى إصلاح منظومة الإعلام كاملة، ولكن ما يحدث الآن هو العكس فكل إعلامى يحاول أن يُشهر برنامجه بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، ولا أحد يفكر فى ما سيستقبله المشاهد ويتعلمه الجيل القادم من سلوكيات وأخلاق أشخاص يشاهدهم فى تلك البرامج وعلى صفحات المواقع هم فى نظره قدوة سياسية أو إعلامية أو دينية، ثم يراه وهو يسُب ضيفا آخر ويقول له لك حق الرد.
 
وكيف يثق الناس فى موقع يفبرك أخبارا عن أحدهم ثم يكتشف أن هذا الموقع مخادع ويتستر خلف جملة صغيرة (لهم حق الرد)؟
أصبحنا نعيش على ثقافة.. "أنا سأقول ما يحلو لى عن رأيى فى أى أحد بالطريقة التى تعجبنى وبكل الوسائل حتى وإن كانت شتائم، ولن أخاف أن يحاسبنى أو أن يعاقبنى ما دمت أتحدث عنه وأدع له حرية الرد بكل ديمقراطية.
 
حتى أصبحنا لا نعلم من خاطئ ومن صح والإعلام والصحافة والمواقع والسوشيال ميديا يخطأ ويكذب ويفبرك الأخبار ليشتهر على حساب غيرهم والسترة التى يستترون بها هى.. (لكم حق الرد).









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة