بمعاناة مكتملة الأركان تطوى فنزويلا، البلد اللاتينى النفطى صفحة جديدة من أزمتها الممتدة منذ أكثر من عام والتى اندلعت شرارتها الأولى بسبب الخلافات المحتدمة بين المعارضة والرئيس نيكولا مادورو، والتى كان لها تداعيات اقتصادية سلبية لتسجل معدلات التضخم ما يزيد على 2500% وسط موجة جنونية فى ارتفاع الأسعار وغياب شبه تام للسلع الأساسية والأدوية والمستلزمات الطبية.
الخدمات الطبية فى مستشفيات فنزويلا تصل أدنى مستوياتها
وقالت الصحيفة إن أطباء فنزويلا لا يملكون أى أدوات فى الوقت الحالى تمكنهم من إجراء جراحة عاجلة ، أو أى تدخل طبى طارئ أو حتى تقديم الإسعافات الأولية، ونقلت عن أحد الأطباء ويدعى جونيور رودريجيز قوله "الموت أصبح قريبا للغاية من الشعب الفنزويلى الذى يعانى من الكثير من الأمراض فى حين لا يوجد علاج سواء من أدوية أو اهتمام صحى فى المستشفيات فهناك مئات من ضحايا العنف فى فنزويلا، الدولة التى تعتبر واحدة من أخطر الدول فى العالم الآن".
ومع تزايد معدلات الفقر والبطالة ووقوف فنزويلا على مشارف المجاعة، تواجه فنزويلا أزمة جديدة مؤخراً ممثلة فى هجرة الأطباء إلى دول الجوار بعدما بات ممارسة عملهم فى ظل غياب الإسعافات الأولية والمستلزمات الطبية البدائية، مهمة شبه مستحيلة، خاصة فى ظل تعرضهم لاعتداءات شبه يومية من ذوو المرضى وأصحاب الحالات الحرجة الذين يفشلون فى علاجهم.
غالبية الفنزويليين يعيشون على الإعانات بعد احتدام الأزمة
وهرب أكثر من 22 ألف طبيب بتخصصات مختلفة من البلاد بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيبو إيرالد" اللاتينية، بسبب تدنى الإمكانيات الطبية المتاحة وتهديدهم المستمر بالقتل من جموع المواطنين الغاضبين من عدم استطاعتهم تلقى ما يلزم من علاج وإسعافات أولية.
وقال أحد الأطباء: "الأطباء ومعاونوهم يعملون تحت التهديد المستمر من الموت أو إلحاق الاذى لعائلتهم أو أقاربهم بسبب تهديد أهالى المريض بأنه إذا فشل الطبيب المعالج له من إنقاذه ، فإنه سيتم قتله.. أصبحنا نعيش حالة من الخوف المستمر سواء إن مات المريض بسبب نقص الأدوية وتدهور الخدمات الصحية فى المستشفيات، وبسبب انعدام الأمن والتهديدات المستمرة".
مشاهد من داخل مستشفيات فنزويلا بعد تدهور أوضاعها
ويعتبر رودريجيز من الأطباء الذين قرروا الاستغناء عن عمله كطبيب والهروب من فنزويلا بسبب انهيار الأمن والاقتصاد وتدهور الخدمات الصحية، والانضمام إلى 22 ألف طبيب هربوا من البلد الكاريبى لنفس الأسباب، وفقا لاتحاد الأطباء فى فنزويلا.
وأشارت الصحيفة إلى أن نقص الأدوية الأساسية وصل إلى 85% ، مما يعنى أن المريض قد يضطر إلى المرور عبر أكثر من 9 صيدليات للعثور على الدواء، ويؤثر هذا الوضع بشكل خاص على الأدوية المستخدمة لعلاج الأمراض المزمنة مثل السكر وارتفاع ضغط الدم ، والاستخدام الأكثر إلحاحا ، مثل المضادات الحيوية ومكافحة الإيدز.
مشاهد العنف بين الأمن والمحتجين عرض مستمر
وقال دوجلاس ليون ناتيرا ، رئيس الاتحاد الطبى لفنزويلا إن "الأطباء فى المستشفيات يعادل راتبهم حوالى 4 أو 5 دولارات فى الشهر، بجانب أنهم معرضون للقتل"، مؤكدا أن نسبة نزيف الدماغ ترتفع فى المستشفيات العامة ، والتى تشهد أيضا انخفاضا فى مستويات الأمن.
وقال ويليام باريينتوس، وهو طبيب ونائب رئيس لجنة الصحة فى الجمعية الوطنية ، إن آلاف الأطباء الفنزويليين يتلقون استحسانا فى بلدان أمريكا اللاتينية، مؤكداً أن هناك ألفين طبيب بالفعل لديهم وظائف فى تشيلى، وهناك 1842 آخرين فى قائمة انتظار الأطباء الذين يرغبون فى العمل هناك، وفى كولومبيا هناك بالفعل حوالى 2346 وفى الإكوادور حوالى 1654.
الرئيس الفنزويلى نيكولا مادورو
وتعانى فنزويلا من سلسلة أزمات متلاحقة ، حيث تطالب المعارضة الفنزويلية التى تسيطر على غالبية مقاعد البرلمان برحيل الرئيس مادورو، والذى قبل بدوره إجراء انتخابات رئاسية مبكرة تجرى فى مايو بعد سلسلة لم تنقطع من الاشتباكات وأعمال الكر والفر بين الأمن ومحتجين على مدار ما يزيد على عام كامل، تخللتها أعمال سلب ونهرب وتخريب وكان لها آثراً بالغاً على وضع الاقتصاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة