الرياضة لغة سلام للعالم أجمع، التنافس الشريف يعتبر غاياتها والتقرب من الآخرين يعد مبتغاها لكن هناك عناصر ظلامية لا ترى إلا القتل والدمار يعتقدون فى أفعالهم الصواب ونصرة الحق رغم أنهم لا يقومون بشيء غير قتل أبرياء لا ذنب لهم سوى حبهم للحياة ورغبتهم فى ممارسات ألعاب مختلفة، واليوم تداولت تقارير إعلامية إنجليزية وجود تهديدات من قبل تنظيم داعش بتنفيذ عمليات إرهابية خلال كأس العالم القادمة فى روسيا بالفترة من 14 يونيو إلى 15 يوليو المقبلين.
وفقا لما أوردته صحيفة "ديلى ستار" فإن أحد المنصات الإعلامية التابعة لداعش تحدث عن اعتزام التنظيم تنظيم عمليات إرهابية فى روسيا خلال الحدث العالمى، وذلك عبر الاستعانة بطائرات بدون طيار تحمل قذائف الهاون والقنابل اليدوية والصواريخ المضادة للدبابات، وكذلك المواد الكيميائية.
ويُشار إلى أن هذه التهديدات ليست الأولى بالنسبة تنفيذ داعش لعمليات إرهابية خلال فترة منافسات كأس العالم فقد أعلن فى وقت سابق عن نيته استهداف الحدث العالمى عبر نشر صور مركبة لأهم اللاعبين فى العالم مثل الثلاثى الأرجنتينى ليونيل ميسى والبرازيلى نيمار والبرتغالى كريستيانو رونالدو وهم فى أوضاع تشبه ضحايا التنظيم قبل تنفيذ عمليات الإعدام فى حقهم.
حوادث إرهابية تدق جرس إنذار
فى ظل هذه التهديدات المتكررة، تطرح تساؤلات حول ملابسات أبرز أحداث رياضية تمكن إرهابيون فى استغلاها سواء على صعيد وجود أكبر تجمع بشرى أو التركيز الإعلامى الكبير لإحداث أقوى صدى ممكن عالميًا، وكانت محاولة تفجير حافلة فريق بروسيا دورتموند الألمانى بواسطة 3 عبوات ناسفة فى 11 أبريل الماضى أحد العمليات التى سارت على هذا النهج، وذلك قبل مباراة ذهاب الدور ربع النهائى بالنسخة الماضية من مسابقة دورى أبطال أوروبا أمام موناكو الفرنسى، وأسفرت عن تحطيم عدة أجزاء من الحافلة، وإصابة مارك بارترا لاعب بوروسيا دورتموند بشظايا الزجاج.
محاولة تفجير حافلة درتموند رغم عدم نجاحها لكنها أحدثت بروباجندا إعلامية عالمية، خاصة أن المباراة كانت فى البطولة الكروية الهامة تم تأجيلها لمدة 24 ساعة، وهذا ما تريده التنظيمات الإرهابية من تلك العلميات وهو إحداث حالة من التخويف ونشر الرعب إلا أن الأزمة تكمن فى نجاح هذه الحوادث فإن العواقب قد تكون كارثية، والدليل ما وقع فى 15 أبريل 2013 عندما قام الشقيقين من أصل شيشانى جوهر وتامران بتفجير خط النهاية فى ماراثون ولاية بوسطن مما أدى إلى قتل وإصابة 264 شخصًا.
بالنسبة لنجاح العمليات الإرهابية داخل ملاعب كرة القدم فإن النتائج تصل لدرجة المأساة، وفى 25 مارس 2016 أدى هجوم انتحارى بحزام ناسف على ملعب شعبى لكرة القدم شمالى محافظة بابل وجنوب بغداد إلى مقتل 45 شخصا وإصابة عشرات آخرين وذلك وفقا لما أوردته قناة العربية، وفى وقت لاحق كشف تقارير إعلامية عراقية عن تبنى تنظيم داعش لهذا التفجير الإرهابى.
تعقيبًا على هذا التفجير الإرهابى نعى السويسرى، جيانى إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" ضحايا هذا العمل الإرهابى فى بيان رسمى له قائلاً :"أنا مصدوم وحزين جدا لدى علمى بالمأساة المروعة التى وقعت يوم أمس الجمعة فى مباراة لكرة القدم بالعراق.. كرة القدم توحد الناس فى كل العالم، وهذا يوم حزين عندما يذهب محبى اللعبة إلى مباراة ويكونوا ضحايا للعنف".
وبالنسبة للأعمال الإرهابية التى وقعت قبل أحداث كروية كبرى لا يُمكن نسيان ما حدث فى بطولة أمم أفريقيا بأنجولا 2010 بعدما انسحب منتخب توجو من المشاركة فى البطولة بعد تعرض حافلته لهجوم مسلح من قبل بعض العناصر الإرهابية المتمردة على الحدود بين توجو وأنجولا _تطالب باستقلال إقليم كابيندا الغنى بالنفط عن أنجولا وسيطرتهم عليه_ وأسفر الهجوم عن إصابة بعض اللاعبين ومقتل قائد الحافلة، مما جعل إيمانويل أديبايور نجم المنتخب ولاعب مانشستر سيتى آنذاك التأكيد أن ما عايشه يعتبر الموقف الأسوأ فى حياته كلها.
كيف ستؤمن روسيا الحدث العالمى؟
كل الحوادث السابق الإشارة إليها تدق جرس إنذار خصوصا أن روسيا وقع بها فى 3 أبريل 2017 وقع تفجير إرهابى فى أحد قطارات الأنفاق بوسط مدينة سان بطرسبرج الروسية وأسفر عن مقتل 14 شخصاً وسقوط 49 جريحًا، وتعتبر هذه المدينة أحد أهم مقرات بطولة كأس العالم 2018، وهذا يطرح تساؤل حول الاستعدادات التأمين التى ستقوم بها روسيا من أجل الخروج بالحدث العالمى إلى بر الأمان، وهنا يشار أن اللجنة المنظمة لكأس العالم "روسيا 2018"، برئاسة أليكسى سوروكين، بالتعاون مع وزارة الداخلية الروسية، قد أعلنت عبر وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن تحديث النظام الشرطى للعاصمة موسكو وأنها ستنشر 1500 شرطى أغلبهم مدعومون بكلاب من أجل الكشف عن المتفجرات فى الأماكن العامة.
وفى هذا الإطار، أعلن ألكسى زينين، المتحدث باسم الحرس الوطنى فى تصريحات للوكالة الرسمية الروسية فى 18 يناير الماضى إن المنظمة العسكرية ستكتفى بعملية تأمين وفد الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، ولن تشارك فى تأمين النجوم ووفود البعثات المشاركة، موضحًا أن الحرس الوطنى سيساهم فى عملية تأمين الملاعب والمنشآت الحيوية، بجانب عمليات مكافحة الإرهاب.
وللعلم فإن الحرس الوطنى هيئة فيدرالية تعمل بالتنسيق مع وزارة الداخلية، وتمثل لقرارات الرئيس الروسي مباشرة، وتساعد على حفظ الأمن وتقوم بمهام مكافحة الإرهاب، وحماية النظام العام، وحراسة المواقع المهمة التابعة للدولة.
وفى نفس السياق، كشف المركز الإعلامى لوزارة الداخلية الروسية عن مشاركة رجال الشرطة من 32 بلدا فى تأمين فعاليات المونديال، موضحًا أن حوالى 150 ضابطا من الشرطة يمثلون الدول المشاركة في المونديال وسيكون هما نواة مركز تعاون دولى للشرطة سيتم تشكيله خلال فترة إقامة البطولة، وستصبح مهمته وفقا لما أوضحته وكالة سبوتنيك تأمين قاعدة بيانات واتصالات، بالإضافة لعمليات الحماية أثناء تنقل المنتخبات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة