وزيرة السياحة من برلين: منظومة جديدة لتحفيز الطيران العارض أول مايو.. تفعيل الحملات المشتركة بالأسواق المصدرة للحركة.. بدء التشغيل التجريبى لمطار سفنكس نهاية مارس.. والقطاع السياحى المصرى يعمل وفق خطة مدروسة

سيطرت حالة من التفاؤل على منظمى الرحلات الأجانب وصناعة السياحة المصريين بعد إعلان الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، وشريف فتحى وزير الطيران عن رؤيتهما لمعالجة الملفات المشتركة بين كلا الوزارتين، وكشفت اللقاءات المنعقدة على هامش بورصة برلين  ITB، عن التناغم والتنسيق بين السياحة والطيران من أجل دفع الحركة الوافد للمقصد السياحى المصرى.

وعقدت رنيا المشاط اليوم الخميس مؤتمرا صحفيا مع الوفد الصحفى المرافق لها، بحضور وزير الطيران، حيث أكدت الوزير على أننا نعمل معا فى ظل حكومة واجبها التكامل بين الوزارات المعنية بملف السياحة لتحقيق المكاسب لصالح الوطن.

وأعلنت عن البدء فى استطلاع آراء القطاع السياحى بالكامل (اتحاد الغرف السياحية – الغرف السياحية – جمعيات الاستثمار السياحي)، فيما يتعلق بمنظومة تحفيز الطيران العارض، والذى تنتهى مدته فى أكتوبر المقبل، بهدف تقييم البرنامج، من خلال الإطلاع على تجارب الدول الأخرى المنافسة للمقصد المصرى، قائلة: "إن المنظومة الجديدة التى تحظى بتوافق، سيتم إصدارها وإعلانها مايو المقبل حتى يتمكن شركاؤنا فى الخارج من الاستعداد للموسم الجديد" .

ومن جانبه، قال وزير الطيران خلال المؤتمر الصحفى أنه يساند وزارة السياحة، وأن خبرة وزارة الطيران سيتم تقديمها لوزيرة السياحة كون وزارة الطيران مستشار فى منظومة تحفيز الطيران العارض .

وكشف "فتحى" عن مد إعفاء شركات الطيران من قيمة الجعل ( القيمة التى تحصل من شركات الطيران التى تقوم بنقل المجموعات السياحة من دولة ثالثة خلاف دولة التشغيل) والبالغ قيمتها 4500 دولار تحصلها مصر، لمدة عام اعتبارا من أكتوبر 2018 بهدف تشجيع الشركات على زيادة تدفقاتها .

كما أعلن وزير الطيران عن بدء التشغيل التجريبى لمطار غرب القاهرة (سفنكس) نهاية مارس الجارى، بهدف زيادة الحركة السياحة بشكل عام، خاصة المنتج الثقافى، وتشجيع منتج سياحة (الأوفر داى)، موضحا أنه تم السماح للطيران العارض بالهبوط فى مطار القاهرة لزيادة حجم الحركة الوافد للسياحة الثقافية، قائلا:"هناك رحلات وافدة من الصين استفادت من ذلك الإجراء الجديد لتسهيل وزيادة الحركة السياحة للمقاصد الثقافية".

وفى سياق متصل، قالت: "المشاط" إنها التقت مع منظمى الرحلات بهدف استعادة ثقتهم فى مصر مؤكدة على تفهمهم واتفاقهم على "ترك الماضى" والنظر للمستقبل والعمل بشكل مؤسسى يفيد كلا الأطراف، لافتة إلى تفعيل الحملات المشتركة فى عدد من الأسواق الجديدة، مشددة على أهمية تنويع الأسواق المصدر لحركة السياحة للمقصد المصرى.وأضافت أن ذلك التنوع يحمى صناعة السياحة من أى هزات قد تحدث فى سوق يستحوذ على حصة حاكمة من الحركة الوافد للمقصد السياحى.

 كما التقت المشّاط على هامش اجتماعاتها فى بورصة برلين مع ايزابيل هيل، الوزيرة المسئولة عن السياحة والسفر فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ناقشت معها طريقة ومنهجية إدارة هذا القطاع فى الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالترويج والتسويق .

عرضت المسئولة الأمريكية أن الولايات المتحدة لجأت إلى طريقة جديدة فى إدارة ملف التسويق والتنشيط، وذلك للبعد عن البيروقراطية التى كانت تعانى منها، حيث تم التوصل إلى فكرة جديدة وهى أن يضع القطاع الخاص نصف ميزانية هذه الهيئة أو برامج التنشيط، ثم تضع الحكومة الأمريكية مبلغاً مماثلاً لما وضعه القطاع الخاص، وذلك يجعل هذه الهيئة بمثابة شركة قطاع خاص حتى لا يتعرقل الإبداع بسبب الإجراءات الحكومية. وأوضحت المسئولة الأمريكية أن هذه الطريقة أثبتت نجاحاً كبيراً حيث ظهر منتج Brand USA بشكل قوى فى الفترة الأخيرة.

وقالت المشّاط: إننا ندرس هذه التجربة بعناية فى إطار إعادة هيكلة هيئة تنشيط السياحة حتى يمكن أن تنطلق لتحقيق المزيد من التنشيط والاهتمام بفكر ورؤية القطاع الخاص.

وأكدت وزيرة السياحة أنها ناقشت مع المسئولة الأمريكية سبل التعاون فى المرحلة القادمة سواء من خلال اتفاقيات أو بروتوكولات ثنائية يقترحها المسئولين فى الجانبين ثم تعرض على القيادة السياسية للاستفادة بذلك فى تنشيط السياحة فى المرحلة القادمة من السوق الأمريكية، بالإضافة إلى تعزيز فرص التوظيف فى القطاع الخاص وبالتالى محاربة الأفكار المتطرفة.

خلال مشاركتها فى بورصة برلين الدولية للسياحة أجرت الدكتورة رانيا المشاط عدد من اللقاءات الإعلامية مع مجموعة من وسائل الإعلام والصحف الألمانية والعالمية والمجلات المهنية المتخصصة، فقد أجرت الوزيرة لقاءا مع قناة ZDF بالتليفزيون الألمانى، والوكالة الفرنسية AFP، ومجلة FVW Medien السياحية الألمانية، وجريدة Frankfurter Allgemeine Zeitung الألمانية، ومجلة Travel Inside ، وكالة DPA الصحفية، ومجلة Wiadomosci Turystyczne البولندية، ومجلة TAI السياحية، ومجلة Touristik Akuel، كما أجرت مقابلة مع قناة CNBC الإخبارية.

وحرصت خلال هذه اللقاءات على التأكيد على أن مشاركتها بالبورصة جاءت لإبراز وتسليط الضوء على أن مصر موجودة وبقوة على خريطة السياحة العالمية ولاستعراض الجديد فى السياحة المصرية، إلى جانب الدعوة لزيارة المقصد السياحى المصرى للاستمتاع بتجربة سياحية فريدة ليس لها مثيل، بالإضافة إلى لقاء شركاء المهنة من منظمى الرحلات الدوليين خلال المشاركة لتشجيعهم على زيادة رحلاتهم إلى المقصد المصرى.

كما أوضحت المشاط أن القطاع السياحى المصرى يعمل من خلال خطة مدروسة بدأت تؤتى ثمارها وذلك فى ضوء الحرص والإصرار على بناء أساس قوى يضمن مستقبلا مستداما للسياحة، لاسيما فى ظل التنوع وغنى المنتج السياحى المصرى.

وأكدت على أن القيادة السياسية تولى اهتماما كبيرا بقطاع السياحة وتسخر الموارد اللازمة لتنمية هذا القطاع الحيوي، مشيرة إلى أنه تم إنشاء المجلس الأعلى للسياحة برئاسة رئيس الجمهورية عام 2017 لوضع حلول عاجلة لأى مشكلة تعرقل عمل القطاع، والاستماع لجميع الأطراف ذات الصِلة بالقطاع والعمل على التأكد من وضع الخطط الشاملة لتنميته.

كما تحدثت الوزيرة عن مؤشرات السياحة الوافدة إلى مصر عام 2017، والتى تعكس التحسن الكبير فى قطاع السياحة فى مصر، موضحة أن السياحة الوافدة من ألمانيا كانت الأعلى تلتها السياحة الوافدة من أوكرانيا، ثم من السعودية، وإشارت إلى تقرير منظمة السياحة العالمية الذى جاء فيه أن مصر ثانى أكثر الوجهات السياحية نموا فى 2017.

وأضافت الوزيرة أن النجاح الذى تحقق كان أكبر بكثير من الأرقام، حيث تمثل فى المجتمعات التى تمت تنميتها من خلال تحسين البنية التحتية وتوفير فرص عمل بها، وتحدثت الوزيرة عن اتجاه الدولة لإقامة مدن جديدة، مما يؤدى إلى تطوير الخدمات التى تقدم للمواطنين فى هذه المناطق، وخلق فرص عمل، وتنمية المجتمعات المحيطة بهذه الأماكن مثل مدينة العلمين الحديدة والتى ستكون مدينة متكاملة على مستوى عالمى والتى سيكون بها طاقة فندقية تصل إلى 25 ألف غرفة على اعتبار إنشائها مدينة متكاملة لا تخضع للشروط الموسمية.

وقالت إن الوزارة تولى اهتماما كبيرا بالسياحة الثقافية حيث أشارت إلى أن الآثار المصرية ليس لها مثيل فى العالم وأن الاكتشافات الأثرية الجديدة لا تتوقف وتلقى اهتماما من العالم أجمع، موضحة أن المتحف المصرى الكبير والذى يعد أكبر متحف للآثار فى العالم سيتم افتتاحه نهاية 2018، وأشارت إلى المشروع الكبير لتطوير منطقة الأهرامات الذى سيتم افتتاحه فى يونيو 2018.

وعن الأنماط السياحية المختلفة بالمقصد المصرى، تحدثت الوزيرة عن سياحة الشواطئ، حيث أوضحت أن المقصد المصرى يوجد به اكثر من 2500 كم من أجمل الشواطئ فى العالم وأن البحر الأحمر به أفضل الأماكن للاستمتاع برياضة الغوص وبالشعب المرجانية الخلابة، مشيرة إلى الساحل الشمالى المقصد السياحى الجديد، علاوة على السياحة النيلية التى تتيح للسائح فرصة التمتع برحلات رائعة فى نهر النيل العظيم، فضلا عن السياحة الرياضية و سياحة المغامرات (مثل التزحلق على الرمال فى الفيوم و فى واحة سيوة).

أضافت الوزيرة: "نعمل على جذب شرائح مختلفة من السائحين، وزيادة الحركة من الأسواق الواعدة والناشئة حتى لا نعتمد على مصدر واحد للسياحة الوافدة إلى مصر، فمصر لديها تنوعا فريدا فى منتجاتها السياحية ليس له مثيل فى العالم يرضى جميع الأذواق وجميع مستويات الإنفاق".

وعن الجديد فى السياحة المصرية أشارت المشاط إلى أن الوزارة تعمل على تنمية منتجات سياحية جديدة مثل السياحة الاستشفائية والسياحة العلاجية وتشجيع سياحة المؤتمرات عن طريق تطوير مراكز مؤتمرات (خارج مدينة شرم الشيخ).

كما ألقت الضوء على الإجراءات الأمنية التى تتخذها الحكومة المصرية ليشعر السائح بالأمن والأمان عند زيارته إلى مصر ومن بينها تطبيق أعلى مواصفات الأمان العالمية فى المطارات المصرية ووجود كاميرات مراقبة فى جميع المناطق السياحية وعلى الطرق وتركيب أجهزة GPS فى جميع الأوتوبيسات السياحية لتتبع حركتها بصورة مستمرة إلى جانب وضع أكمنة شرطة فى الأماكن الحيوية ووضع كاميرات مراقبة وأجهزة X-ray فى جميع المراكب السياحية.

كما تطرقت الوزيرة إلى خطة الإصلاح الهيكلى التى تتبناها الدولة والتى تشمل إصلاح مؤسسى وإصلاح مالى وإصلاح السياسات الاقتصادية، مؤكدة الحرص على الاستفادة من المجلس الأعلى للسياحة للدفع بهذا الإصلاح الهيكلي، لخلق هيكل إدارى وقوانين تجعل وزارة السياحة المصرية نموذجا يحتذى به فى كيفية إدارة المنظومة السياحية .

كما أشارت المشاط إلى التطوير المستمر وتحسين الخدمات التى يتم تقديمها للسائحين، وتطبيق اشتراطات الأمن والسلامة، وتحسين قنوات الاتصال، والاهتمام بتدريب العاملين فى مجال السياحة، لضمان جودة الخدمات المقدمة للسائح ليحظى بتجربة تدفعه لتكرار زيارته إلى مصر.

وعن دور المرأة فى مصر، أكدت الوزيرة على أن تمكين المرأة على رأس أولويات الدولة حيث اصبحت المرأة فى مصر تتولى اعلى المناصب، فالمرأة المصرية حققت إنجازات عظيمة مع تمسكها بقيمها واعتزازها بعاداتها وتقاليدها وأكبر دليل على ذلك وجود 6 وزيرات فى الحكومة الحالية ولأول مرة تتولى امرأة وزارة السياحة.. هذا القطاع الحيوى الهام.