قبل أن يغادر وزير الخارجية الفرنسى الأراضى الإيرانية عقب لقاءات سريعة عقدها مع مسئولين إيرانيين، ويعود ليبلغ الولايات المتحدة بالرد الإيرانى الرافض لمساعى تعديل الاتفاقية النووية أو خفض وتيرة تطوير برنامجها الصاروخى البالستى، تلقت واشنطن الرد من خلال أجواء الزيارة التى كانت مشحونة بالعديد من التصريحات التى عبرت عن رفض إيرانى حاسم على المطلب الأمريكى.
وزير الخارجية الفرنسى
على أمل أن تحصل فرنسا على تنازلات إيرانية حول ايقاف وتيرة تطوير برنامج طهران للصواريخ الباليستية، والذى تشترك أوروبا مع الولايات المتحدة فى مخاوفها حياله اضافة إلى دور طهران الإقليمى، لإرضاء الرئيس الأمريكى وعدوله عن الانسحاب من الصفقة النووية الموقعة بين إيران والغرب فى 14 يوليو 2015 من ناحية، ولضمان حفظ المصالح الأوروبية المتمثلة فى الاستثمارات داخل إيران والمهددة حال انهيار الصفقة.
وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف
أثناء الزيارة، تعمد وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، نشر مقابلة فى صحيفة "اعتماد" الإيرانية الإصلاحية أمس، حذر فيها الاتحاد الأوروبى من التفانى فى إرضاء الولايات المتحدة على حساب بلاده فى التعامل مع قضية الاتفاق النووى، وأضاف: "أى عمل يهدف إلى إرضاء الطرف الذى هو أكثر من ينتهك الاتفاق النووى، لن يفضى إلى نتيجة، هناك جهتان فقط انتهكتا الاتفاق النووى، وهما الولايات المتحدة ودول أوروبا. الأمريكيون بسبب سياستهم والأوروبيون بسبب سياسة واشنطن".
هكذا وجد لودريان- والذى وصفه إعلام طهران بـ"خادم ترامب الفرنسى"- رفضا إيرانيا مشترك خلال لقاءاته الثلاثة بأمين المجلس الأعلى للأمن القومى ووزير الخارجية والرئيس الإيرانى، مفاده أن طهران لديها إصرار على مواصلة تطوير برنامجها الصاروخى، بالتوازى مع الاحتفاظ بالاتفاق النووى والتزام الأطراف الأخرى به، الأمر الذى دفع المسئول الفرنسى فى ختام الزيارة بالتأكيد على أنه "لا يزال يتعين عمل الكثير مع إيران بخصوص الصواريخ الباليستية وأنشطتها فى المنطقة" وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
ترامب
وبعد ساعات قليلة وربما قبل أن تعود طائرة لودريان إلى باريس، خرج الرد الأمريكى على الرفض الإيرانى، على لسان نائب الرئيس ترامب، الذى هدد بالانسحاب الفورى من الاتفاق النووى المبرم مع إيران فى حال لم يتم تعديل فى بنوده، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية لن تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووى.
وقال مايك بينس خلال المؤتمر السنوى للوبى اليهودى الأمريكى "أيباك" فى واشنطن: "احرصوا على ألا تخطئوا فى ذلك. هذه فرصتكم الأخيرة.. الولايات المتحدة ستنسحب على الفور من الاتفاق النووى فى حال لم تتم الاستجابة، وواشنطن لن تسمح لطهران بامتلاك أسلحة نووية". وأضاف بينس أن إيران تواصل العمل على تطوير الصواريخ الباليستية، فضلا عن دعم المنظمات الإرهابية.
واتهم طهران بإنفاق 4 مليارات دولار العام الماضى وحده على تمويل جماعات إرهابية بما فيها "تلك الموجودة على حدود إسرائيل"، مذكّرا بحادث إسقاط طائرة بدون طيار إيرانية تسللت إلى المجال الجوى الإسرائيلى الشهر الماضى "فى رسالة موجهة من إيران للمنطقة".
جون كيرى وزير خارجية واشنطن السابق
من جانبها تسعى طهران لإيجاد وسائل ضغط على دوائر صنع القرار السياسى فى واشنطن، ولجأ وزير خارجيتها مؤخرا إلى الإدارة الأمريكية التى وقعت الصفقة النووية وحظيت بدعمها، كطرف أمريكى يمكن أن تكسبه إلى جانبها فى صراعها مع الرئيس الأمريكى الحالى، وكشف محمد جواد ظريف عن لقائه بجون كيرى وزير خارجية واشنطن السابق على هامش مؤتمر ميونيخ الأمنى الذى عقد فبراير الماضى فى مدينة ميونيخ.
وأكد ظريف على أنه يجرى مباحثات دوما مع النخب الأمريكية من غير المسؤولين، مشيرا إلى أن مباحثاته مع كيرى تناولت سياسات ترامب المتعلقة بالاتفاق النووى، والرد المناسب على هذه السياسات، وأوضح أن هذه اللقاءات ليست سرية، قائلا: "ليس لدينا لقاءات سرية ونحن نتحدث على هامش الاجتماعات الدولية مع الكثير من النخب المؤثرة لفضح سياسات الإدارة الأمريكية، مؤكدا أن هذا لا يقتصر على جون كيرى بل يشمل مختلف النخب الأمريكية".
الصواريخ الإيرانية المطورة
وقبل حلول شهر مايو المقبل - الذى يتعين فيه ترامب أن يصادق على مد قانون رفع العقوبات عن إيران- تسعى الولايات المتحدة لإقناع الأوروبيين بالاتفاق على نقاط ضعف الاتفاق مع إيران إصلاحها، من خلال معايير حددتها مسبقا وهى: عقد اتفاق تكميلى للتعامل مع تطوير إيران للصواريخ بعيدة المدى أو اختبارها، يضمن تفتيشا محكما تقوم به الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويصلح العيوب المتعلقة ببند المدة الزمنية، وإلا فقد يعلن ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة