فى أحد أقدم وأكبر ميادين محافظة الإسكندرية تقع أشهر قهوة على مستوى المدينة الساحلية وهى قهوة "على الهندى"، التى تقع بين بنايات تحمل طرازا آثريا فريدا، إذا أردت الوصول إليها عليك بالسير فى ممرات صغيرة تشبه السراديب والمغارات الموجودة فى الجبال والكهوف، وبمجرد وصولك للقهوة من خلال عبور هذه الممرات ستجد نفسك وكأنك فى عالم آخر ومختلف.
التعامل هنا له طبيعة خاصة، الإشارات هى اللغة الأبرز فى المقهى، حتى العاملين يتعاملون بالإشارة ويفهمونها جيدا، الأمر أن هنا هو أهم مقهى للصم والبكم بالإسكندرية، قبل أن يكون أحد أقدم المقاهى فى المدينة بشكل عام.
فى هذا الصدد التقى "اليوم السابع" طارق الهندى، ابن على الهندى صاحب المقهى الأشهر فى عروس البحر، الذى روى تاريخ ونشأة القهوة، قائلا: "والدى كان يملك القهوة بالمشاركة مع سيدة يونانية اسمها ماريا خريستو بانيس، وبعد فترة تم فض الشراكة بينهما، ليملكها والدى بمفرده حتى توفاه الله ونحن نستكمل مشواره حاليا.
وأوضح الهندى، أن القهوة تعتبر مزارا ومقصدا للعديد من السائحين من الجنسيات المختلفة حول العالم، كما أنها تعتبر تجمعا للفنانين والمشاهير، وكانت مقصدا أيضا لصانعى السينما والدراما المصرية، حيث تم تصوير العديد من المشاهد فى المسلسلات والأفلام وكان من ضمنها فيم ملاكى إسكندرية، وكان من أهم روادها الفنانين الذين رحلوا عن الدنيا سعيد صالح، يونس شلبى، سيد زيان، مظهر أبوالنجا، الكاتب جلال عامر، وأيضا كانت مزارا للفنانين محمد نجم وعلى الحجار و عبد الباسط حمودة، وغيرهم الكثير، كما أنها كانت المكان المفضل لعدد من نجوم كرة القدم والرياضة المصرية منها الكابتن والمعلق الراحل محمود بكر ونجم الأولمبى والمنتخب السابق أحمد الكاس.
وأضح الهندى، أن القهوة تعتبر أكبر ملتقى للأفراد من الصم والبكم، نظرا لوجود الجمعية الخاصة بأنشطتهم بالقرب من القهوة، واتخذوا من هذا المكان ملتقى لهم حتى أصبحوا من رموز القهوة، قائلا: "بقوا أهل لينا وعشرة عمر"، مؤكدا أن التعامل معهم يتم عن طريق لغة الإشارة التى تعلمناها منهم.
أما سعيد وشهرته "سلكة" أحد أقدم العاملين فى القهوة، فقال كانت هذه القهوة هى المكان الوحيد فى الإسكندرية الذى لم يغلق خلال حظر تجوال عام 1977 المرتبط بأحداث 18 و19 يناير، حيث كان المكان مأوى وتجمعا للمتظاهرين على سلالم محكمة الحقانية.
كما كشف "سلكة" أن القهوة كانت أول من ابتكر وقدم معسل وشيشة التفاح حتى ذاعت شهرتنا فيه وكان تجار المعسل فى أنحاء المحروسة وخاصة تجار القاهرة يأتون إلينا لشراء هذا الاختراع الجديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة