بخطى واثقة وآمال واعدة تعانق إشراقات الغد وترسم ملامح مستقبل مشرق للعلاقات المصرية ـ السعودية، يحل صاحب السمو الملكى، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولى عهد المملكة العربية السعودية، ظهر اليوم، الأحد، ضيفا عزيزا على مصر، فى أولى جولاته الخارجية منذ توليه منصبه فى يونيو 2017، حيث اختار القاهرة لتكون أول محطة فى جولته التى تتضمن زيارة المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
وتستمد القمة المصرية السعودية المرتقبة اليوم، أهمية خاصة، حيث تأتى فى وقت تحارب فيه مصر الإرهاب على جبهتها الداخلية، وتؤكد على خطورته فى العالم، وعلى صعيد آخر يؤكد اللقاء المرتقب بين قادة البلدين على عمق ومتانة العلاقات التاريخية التى تجمع مصر والسعودية والشعبين، ويترجم العلاقات الثنائية المتميزة، والمتسمة بالقوة والاستمرارية وبالطابع الاستراتيجى، نظرًا للمكانة والقدرات الكبيرة التى يتمتع بها البلدان على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية.
الأمير محمد بن سلمان
ويؤكد اختيار سموه لمصر على أن البلدين الشقيقين دعما الأمة العربية وقادرين على تحقيق الأمن والسلام فى المنطقة ومواجهة التحديات التى تواجهها الأمة، كما أنهما قطبا العلاقات والتفاعلات فى النظام الإقليمى العربى، ويشير التشابه بين السياستين المصرية والسعودية يؤدى إلى التقارب إزاء العديد من المشاكل الدولية والقضايا العربية والإسلامية.
سمو العهد السعودى يتربع فى قلوب المصريين
زيارة سمو ولى العهد السعودى إلى مصر لم تكن الأولى، فقد تعددت زياراته إلى القاهرة خلال السنوات الماضية، استطاع من خلالها أن يتربع فى قلوب المصريين، وحظى على مكانة كبرى بين قادتها، ففى يوليو عام 2015، قدم عزيزا غاليا بصفته ولى ولى للعهد النائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مصر، والتقى خلالها الرئيس السيسى وعدد من المسئولين فى مصر، لبحث العلاقات وأوجه التعاون بين البلدين الشقيقين.
وبحنكة وذكاء الشباب، نجح صاحب السمو الملكى فى أن يحظى بحب وثقة مصر شعبا وقيادة، ففى الـ 15 من ديسمبر عام 2015، زار ولى العهد مصر مجددا زيارة استغرقت ساعات، بمناسبة انطلاق أعمال الاجتماع الثانى لمجلس التنسيق المصرى السعودى المشترك بمقر هيئة الاستثمار، وألتقى خلالها السيسى والمهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء.
الرئيس السيسى و ولى العهد السعودى
لقاءات سوه بالقيادة المصرية، لم تقتصر داخل مصر فحسب، بل امتدت لتكون علامة مميزة يتمتع بها قادة البلدين، وتصبح مؤشر قوى على المشرقة بين البلدين، ففى الصين التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى سموه فى الـ5 من سبتمبر عام 2016 على هامش قمة مجموعة العشرين، وبحثا آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين، ومستجدات الأحداث على الساحتين العربية والدولية.
وكان تولى سموه ولاية العهد فى يونيو 2017 ، علامة فارقة فى تاريخ العلاقات المصرية السعودية، فقد تمكن الشاب الثلاثينى فى أن يساهم فى تعزيز أواصر العلاقات، ويقع اختياره على مصر ليضيف إلى محطة تاريخية جديدة تضاف إلى مسيرة العلاقات، وسوف يستقبل سموه الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى القاهرة.
الرئيس السيسى وسمو العهد السعودى
ملفات ساخنة مطروحة على القمة المصرية - السعودية
الزيارة الجديدة لسمو ولى العهد السعودى ستستغرق 3 أيام، وسوف يطرح على طاولة القادة خلال القمة التى ستجمع بين الرئيس السيسى وولى العهد، عدة ملفات شديدة السخونة، وفى مقدمتها موضوع اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعزمها نقل سفارتها إليها منتصف شهر مايو القادم، حيث تقع القضية الفلسطينية فى قلب السياسات والتوجهات المصرية السعودية، إضافة إلى مناقشة موضوع كيفية تحجيم أيدى إيران عن العبث بأمن المنطقة العربية والتدخل فى الشئون الداخلية لدولها.
كما يأتى ملف المقاطعة مع قطر من بين الملفات الساخنة التى ستطرح للنقاش، يليها موضوع مكافحة الإرهاب وتوحيد الجهود للقضاء عليه بكل الصور، حيث يواصل الجيش المصرى عملية "سيناء 2018" ضد الإرهابيين فى شبه جزيرة سيناء، خاصة وأن الرئيس السيسى، كان قد عرض فى شهر مايو الماضى، خلال مشاركته فى أعمال القمة العربية الإسلامية التى شارك فيها الرئيس الأمريكى ترامب، استراتيجية شاملة لمواجهة خطر الإرهاب من خلال تكثيف الجهود الدولية الساعية لوقف تمويل التنظيمات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين وتوفير الملاذ الآمن لها.
وبحسب السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية ستتضمن الزيارة عددا من الزيارات الميدانية للمناطق التي تشهد تنمية في مصر، وستشهد عدد من المباحثات الثنائية، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية تضم أكبر عدد من المستثمرين في المنطقة، وهي أيضا أكبر دولة عربية تستقبل عمالة من الخارج.
ولى العهد السعودى
مواقف مشرفة
مواقف مشرفة حفل بها تاريخ سمو العهد السعودى، ويمكن الإشارة إلى أبرزها لك المقابلة التى فند فيها العلاقات وأخرس فيها الألسنة التى تحاول النيل منها، ففى مايو العام الماضى، قال الأمير محمد بن سلمان، في مقابلة مع التلفزيون السعودى، "إن الإعلام الإخوانجى المصرى يثير الشائعات من أجل إحداث شرخ في العلاقات بين مصر والسعودية".
وأكد أن "العلاقات السعودية المصرية صلبة وقوية ولا تتأثر بأي شكل من الأشكال. وتاريخيا مصر والسعودية دائما تقفان مع بعضهما البعض في كل الظروف والأوقات، ولن يتغير هذا الشيء".وقال ولي العهد السعودي إنه "لم يصدر أي موقف سلبي من الحكومة المصرية تجاه السعودية، ولم يصدر موقف سلبي واحد من الحكومة السعودية تجاه الحكومة المصرية، ولم تتأخر مصر عن السعودية ولا لحظة، ولن تتأخر السعودية عن مصر أي لحظة".
وأوضح أن "هذه القناعة مرسخة ليس لدى القيادة في البلدين، بل لدى شعبي البلدين".وقال: "بلا شك سوف يحاول أعداء السعودية ومصر خلق الشائعات بشكل أو آخر، سواء من الدعاية الإيرانية أو الإخوانية لإحداث شرخ في العلاقات بين مصر والسعودية، والقيادة في البلدين لا تلتفت لهذه المهاترات وهذه التفاهات".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة