نظمت مديرية أوقاف سوهاج مساء اليوم ، ندوة دينية في مسجد العارف بالله بسوهاج بعنوان "المصلحون أمان للأرض من الهلاك" بحضور قيادات مديرية الأوقاف.
وتحدث الشيخ عبدالرحمن اللاوى مدير المساجد الأهلية بمديرية أوقاف سوهاج فى الندوة قائلا : إن الصالح يكون صلاحه لنفسه ، أما المصلح فيتعدى حدود صلاحه لنفسه إلى تأثيره في مجتمعه الذي يعيش فيعمل فيه على إصلاح غيره وبالتالي إلى إصلاح كل شئ في بيئته المحيطة به فهو إنسان إيجابي حريص على ألا تشوب مجتمعه شائبة تحدث خللا يؤثر بالسلب على الجميع.
وأضاف الشيخ اللاوى قائلا: إن الإصلاح كلمة واسعة المعنى تعني كل إصلاح لأمر من أمور الدين أو أمر من أمور الدنيا ، كما أن الإهلاك أيضا كلمة واسعة المعنى تشمل كل أمر من أمور الدين والدنيا وليس بالضرورة أن يكون الإهلاك ماديا مثل صاعقة عاد وثمود أو غيرها فربما يكون الإهلاك معنويا كالإهلاك للأخلاق أو الإهلاك للفكر أو الإهلاك للثقافة أو الإهلاك للناحية الاجتماعية فتصبح المجتمعات في خراب ودمار جوهري يصيب المعنى دون المبنى الذي بمفردة لا فائدة منه ولا جدوى فما الحاجة إلى البنيان من غير إنسان أو إلى الجسد بدون روح فيقول تعالى:( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ. ) فعدم إهلاك الله تعالى للقرى بظلم مرهون بكون أهلها مصلحين ، فمادام أهلها مصلحين فهي في معزل ومنجى من الهلاك والخراب .
أما إذا تنازل المصلحون عن دورهم في الإصلاح واكتفوا بالصلاح لأنفسهم دون الإصلاح لغيرهم أصبحت مجتمعاتهم عرضة للإهلاك فالصلاح وحده دون الإصلاح ليس كافيا لتحصين أي مجتمع من الدمار والهلاك ، مشيرا إلى أن المصلحين في كل المجالات مادية كانت أو معنوية تسعد بهم مجتمعاتهم وتنهض بهم أممهم لأنهم صمام أمان فيها أمام أي خلل أو اضطراب فعن النعمان بن بشير رَضِيِ اللَّهُ عَنْهماُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: مثل القائم في حدود اللَّه والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم؛ فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة