يمتلىء التاريخ بقصص كثيرة عن العداء بين الدول، بعضها ظل العداء قائما لعقود بل وقرون، والبعض الآخر كان مؤقتا لسنوات قليلة عادت بعدها الأمر للدفء والتطبيع. ومنذ بداية القرن العشرين، شهد العالم صراعات لا حصر لها فى كافة أنحاء الأرض كانت سببا لحروب ساخنة وباردة، ومثلما كانت تلك الحروب محطات مآساوية فى حياة شعوب ودول، كان لقاء الاعداء أيضا محطة لسلام قادم، ربما يهدىء من صخب الصراع.
وهكذا يأمل كثيرون أن يكون اللقاء القادم بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ورئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون، حيث أعلن مسئولون من كوريا الجنوبية يوم الجمعة الماضى دعوة كيم لنظيره الأمريكى وموافقة الأخير عليها.
وبالتأكيد لن يكون هذا الاجتماع الذى أعلن موعده فى مايو المقبل دون تحديد مكان انعقاده هو الحلقة الأولى فى سلسلة لقاءات أعداء السياسة، فقد سبقه مواجهات أصبحت تاريخية فيما بعد لإحداثها تحولا هاما فى العلاقات بين البلدين نحو الأفضل.
نيكسون وماو تسى تونج يجتمعان فى بكين
نيكسون وماو تسى تونج يجتمعان فى بكين
من أبرز اللقاءات على هذا الصعيد، اجتماع الرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون مع زعيم الصين الشيوعية ماو تسى تونج. ففى عام 1972 أصبح نيكسون أول رئيس أمريكى يزور الصين بهدف فتح صفحة جديدة معها بعد فترة من القطيعة سببها الحرب الكورية، إلى جانب دعم واشنطن العسكرى لتايوان، ودعم بكين لفيتنام الشمالية الشيوعية. وكانت هذه الزيارة فى شهر فبراير من هذا العام، وجاءت بعد شعور الصين بتهديد متزايد من الاتحاد السوفيتى.
لقاء ريجان وجورباتشوف
لقاء ريجان وجورباتشوف
كان العداء الامريكى السوفيتى من أشد الصراعات ضراوة فى القرن العشرين. ورغم أن الحرب الباردة لم تكن فى ساحات معارك وباستخدام أسلحة فتاكة، إلا أن احتمالات الدمار ظلت قائمة دوما على مدار نصف قرن. وكان لقاء الرئيس الأمريكى رونالد ريجان وآخر رؤساء الاتحاد السوفيتى فى مايو 1988 نقطة البداية لكى تضع الحرب الباردة أوزارها.
ورغم أنه لم يكن اللقاء الأول بين الزعيمين، إلا أن ذهاب ريجان إلى موسكو عاصمة "الإمبراطورية الشر" كما كان يعتبرها الأمريكيون والغرب، كان تاريخيا بلا شك وعبر عن خضوع الاتحاد السوفيتى وهزيمته فى الحرب الباردة واتجاه جورباتشوف لتنفيذ الإصلاحات التى تقرب بلاده من الصورة التى كانت واشنطن تريدها.
السادات فى إسرائيل
السادات فى إسرائيل
يعد ذهاب الرئيس الراحل أنور السادات إلى إسرائيل عام 1977 واحدا من أكثر القرارات جرأة لزعيم عربى. فقد خاطر السادات فى هذه الرحلة ليس فقط بسلامته وآمنه الشخصى وهو الرجل العربى الوحيد الذى هزم إسرائيل وأجبر جيشها على الخروج من سيناء، لكنه خاطر أيضا بخسارة حلفاء داخل مصر وخارجها فى المنطقة العربية. ومع ذلك أصبحت هذه الزيارة التى تم استقباله فيها استقبالا حافلا جزء من لا يتجزأ من تاريخ عملية السلام فى الشرق الأوسط، حيث التقى الرئيس الراحل بموشيه ديان وجولدا مائير وقادة الدولة العبرية وألقى خطابا تاريخيا أمام الكنيست.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة