توقف ليخ فاوينسا رئيس جمهورية بولندا السابق خلال الفترة من 1990 إلى 1995 عند الرسائل والتوجيهات التى وردت فى كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أمس فى حفل انطلاق الدورة السابعة للمنتدى الدولى للاتصال الحكومى، صباح أمس فى مركز إكسبو الشارقة، بالجلسة افتتاحية.
وأشار ضيف شرف المنتدى فى كلمته بالجلسة الافتتاحية باليوم الثانى التى قدمها مقصود كروز المدير التنفيذى لمركز "هداية" وشارك بها طارق سعيد علاى، مدير المكتب الإعلامى لحكومة الشارقة إلى أن كلمة صاحب السمو حاكم الشارقة ركزت على القيم التى ينبغى التمسك بها ونحن نواكب ونعيش فى العصر الرقمى ونستجيب لمتغيراته، مشدداً على ضرورة أن تطلع البلدان الأوروبية على تجربة الشارقة فى مجال الاتصال الحكومى، والتطورات التكنولوجية.
واستعرض فاوينسا التحولات التاريخية التى جرت للعالم خلال القرن الماضى، التى انقلبت مع بداية عصر التكنولوجيا وعصر الآلة، حيث مر العالم بمرحلة أطلق عليها فاوينسا "عصر الكلمة" ليدخل من بعدها فى عصر تتسارع فيه الأفكار، وتطغى فيه التكنولوجيا على القيم الأصيلة للإنسان، مؤكداً أن هذا التحدى الذى يواجهه المجتمع العالمى اليوم، وخاصة فى القارة الأوروبية يحتم عليه الوقوف عند تجارب ناجحة فى إدارة العصر الرقمى مثل تجربة الشارقة.
وأوضح فاوينسا أن الدور الأكبر اليوم تتحمله النخب الثقافية، التى كانت فى السابق قادرة على تقديم رسائل وقيم تجعل المجتمعات فى إطار متوازن، أما اليوم، فيغيب دور النخب، ويتراجع دورها للحد الذى بات العصر الرقمى يشكل تهديدا لبنية المجتمع المعاصر.
من جهته قال علاى خلال كلمته: "فى الأمس أخذنا الشيخ سلطان بن أحمد القاسمى، إلى خبايا وتوقعات المرحلة المقبلة فى ضوء تسارع العصر الرقمى، وأثار الكثير من التساؤلات حول استعداد الحكومات لمواجهة تحديات التقنية التى تشهد تطورات لحظية تتطلب محاكاتها للحفاظ على خيوط التواصل بين الحكومة وشعبها".
وأضاف: "يعيدنا هذا إلى ما طرحه المفكر الكندى مارشال ماكلوهان فى ستينيات القرن الماضى، الذى سبق نحو نصف قرن عندما تحدث عن القرية الكونية الصغيرة أو القرية الالكترونية التى باتت بيتاً صغيراً فى ضوء ما تشهده التقنية من تطورات متسارعة بكل الإيجابيات والسلبيات لتنبئ بمراحل أخرى من التطورات التقنية التى لا نعلم إلى أين مداها، وهو ما دفعنا إلى اختيار شعار المنتدى للعام الجارى (الألفية الرقمية.. إلى أين).
وتوقف عند حجم التغيير الجارى على مستوى العصر الرقمى، وتسارع الأفكار، بالقول: "إننا ندرك جميعاً الدور الكبير لأدوات العصر الرقمى التى باتت الأكثر تأثيراً بالأفكار وبحياة الأفراد وتغيير أنماط المجتمعات وتوجهاتها وهو ما يفرض علينا توظيفاً أمثل لمثل هذه الأدوات فى الاتصال الحكومى الذى نريده أن يكون صادقاً وشفافاً وواضحاً".
وأشار إلى أهمية الاستثمار فى تنامى استخدام الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعى، قائلاً: "تشير الإحصاءات المتخصصة إلى أن عدد مستخدمى الإنترنت يزيد عن أربعة مليارات شخص فى العالم، أى أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية من السكان، فى حين تجاوز عدد مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى ثلاثة مليارات نسمة، فإن هذه "القوة الرقمية" يجب أن يتم استثمارها جيّداً فى الاتصال الحكومى لتكون مساهماً إيجابياً فى تطوره وانتشاره".
وأكد أن المنتدى الدولى للاتصال الحكومى يتطلع هذا العام، من خلال الجلسات النقاشية، والخطابات التفاعلية، والورش التدريبية، التى ينظمها إلى بحث كيفية تعزيز الاستفادة من هذا الحضور الكبير لأدوات العصر الرقمى لصالح المجتمعات والدول والإنسانية جمعاء، وتحقيق تواصل شفاف واتصال أمثل بين كافة مكونات النسيج المجتمعى، من الأفراد والمؤسسات.
يشار إلى أن المنتدى الدولى للاتصال الحكومى الذى ينظمه المركز الدولى للاتصال الحكومى، التابع للمكتب الإعلامى لحكومة الشارقة، يهدف إلى عرض أفضل الممارسات المحلية والعربية والدولية فى الاتصال الحكومى، عبر سلسلة من الجلسات النقاشية، ودراسات الحالة، وورش العمل، والعديد من الفعاليات الأخرى المصاحبة التى تتضمن الكثير من الأفكار التى تسهم فى تعزيز التواصل بين الحكومة والجمهور من أجل مواجهة التحديات وتحقيق الازدهار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة