قال المرصد السورى لحقوق الإنسان، اليوم السبت، إن الجيش السورى أوقف قصفه لدوما، آخر معقل للمعارضة المسلحة فى الغوطة الشرقية، بعد منتصف الليل وذلك فيما يستعد مقاتلون معارضون لمغادرة ما تبقى من المنطقة التى كانت خاضعة لسيطرتهم.
وغادر آلاف المقاتلين وأسرهم حرستا المجاورة بالحافلات أمس الجمعة بعد اتفاق مع الحكومة لتسليم المدينة. ووافق مقاتلو المعارضة فى بلدات أخرى صغيرة قريبة على المغادرة تحت ظروف مشابهة.
وبث التلفزيون الرسمى لقطات من نقطة عبور اليوم السبت قائلا إن استعدادات بدأت لخروج مقاتلى المعارضة وأسرهم إلى شمال غرب سوريا.
ويعنى ذلك أن دوما فقط هى المتبقية تحت سيطرة مقاتلى المعارضة فى الغوطة الشرقية التى كانت المعقل الرئيسى للمعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق. وقالت الأمم المتحدة قبل شهر إن 400 ألف شخص يعيشون فى الغوطة الشرقية.
ويشهد هجوم الجيش لاستعادة السيطرة على المنطقة أحد أعنف عمليات القصف الجوى والمدفعى فى الحرب التى دخلت عامها الثامن. ويقول المرصد السورى إن الحملة العسكرية هناك أسفرت عن مقتل أكثر من 1600 شخص.
واتهم سكان وجماعات معنية بحقوق الإنسان الحكومة باستخدام أسلحة تقتل دون تمييز، وهى براميل متفجرة تسقطها طائرات هليكوبتر وتفتقر للدقة فى إصابة أهدافها، إلى جانب استخدام غاز الكلور ومواد حارقة تتسبب فى نشوب حرائق شديدة.
وقال مقاتلون فى المعارضة ووسائل إعلام رسمية إن نحو سبعة آلاف مقاتل وأسرهم ومدنيين آخرين لا يريدون البقاء تحت حكم الأسد سيغادرون بلدات زملكا وعربين وجوبر اعتبارا من اليوم السبت.
وسيتوجه المغادرون إلى محافظة إدلب فى الشمال الغربى، وهى مقصد الكثير من عمليات "الإجلاء" بعدما أجبر الحصار والهجمات البرية العديد من جيوب المعارضة على الاستسلام فى العامين الماضيين.
لكن المغادرة لن تعنى نهاية معاناتهم من الحرب فقد كثف الجيش السورى وروسيا من الغارات الجوية على إدلب على مدى الأسبوع المنصرم مما أسفر عن مقتل العشرات.
كما تشهد إدلب اضطرابات بسبب اقتتال بين جماعات فى المعارضة المسلحة. وقتل سبعة أشخاص على الأقل وأصيب 25 اليوم السبت فى انفجار بمقر جماعة كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن مقاتلى المعارضة المغادرين لبلدات الغوطة الشرقية سيطلقون أيضا سراح آلاف الأسرى من المقاتلين الموالين للقوات الحكومية. وقال المرصد إن هناك مفاوضات مع جماعة جيش الإسلام التى تسيطر على دوما لإطلاق سراح أسرى.
وقال مقاتلون فى المعارضة أمس الجمعة إن روسيا ستضمن عدم تعرض المدنيين الباقين فى المناطق التى استعادها الجيش السورى للملاحقة القانونية. لكن جماعات معنية بحقوق الإنسان قالت إن بعض الرجال أجبروا على التجنيد بعد فرارهم من القتال.
وأظهرت لقطات صورتها كاميرا للجيش الروسى فى معبر الوافدين قرب دوما مجموعات صغيرة من المدنيين تواصل الفرار اليوم السبت نحو مناطق تسيطر عليها الحكومة خوفا من تنفيذ الجيش مزيدا من عمليات القصف. وحمل الفارون أطفالهم وأكياسا تضم متعلقاتهم.
وقال الجيش الروسى اليوم السبت إن أكثر من 105 آلاف شخص غادروا الغوطة الشرقية بينهم أكثر من 700 اليوم.
وفر عشرات الآلاف من منازلهم خلال الأسبوع المنصرم مع تكثيف القصف على دوما فيما وجد نازحون من مناطق أخرى فى الغوطة الشرقية الأقبية التى يلجأ إليها السكان للاحتماء من القنابل مكتظة ولا تسعهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة