أفرز اليوم الثانى من زيارة صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، المقرر لها أن تستمر لنحو أسبوعين، عددا من النتائج المهمة على المستويات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، بعد أن تصدرت المسألة الإيرانية ورغبة المملكة فى جذب الاستثمار جداول أعمال اللقاءات المكثفة التى أجراها الأمير الشاب.
- الاستثمار فى المقدمة
ويمكن اعتبار الرغبة السعودية الجديدة انطلاقا من رؤية المملكة "2030" تنطوى على إرادة جادة لجذب الاستثمار الأجنبى خاصة فى مجال الصناعات الثقيلة، تلك التى تفتقدها المملكة على مدى تاريخها والتى تعتمد فيها على الوارد الأجنبى.
جانب من المباحثات الثنائية
لذلك حرص الأمير محمد بن سلمان، على لقاء رؤساء عدد من الشركات الكبرى، على رأسها بوينج، وريثيون، ولوكهيد مارتن، وجينرال داينامكس، وبحسب بيانات رسمية وزعها مكتب بن سلمان على الصحفيين تطرق اللقاء إلى أوجه التعاون على كل المستويات بما فيها سبل تنمية التعاون التجارى، وتطوير التقنية بين المملكة والولايات المتحدة، ما فهم منه انسجام جدول الزيارة مع الخطة الطموحة التى دشنها الأمير.
ويتضح أكثر عزم المملكة فى المرحلة الراهنة على جذب الاستثمار من خلال تصريحات وزير التجارة والاستثمار ماجد القصبى، الذى أكد أن الوفد السعودى فى الولايات المتحدة بقيادة ولى العهد الأمير محمد بن سلمان يعمل على جذب الاستثمار الأجنبى إلى السعودية، مضيفا قوله: "لقد أهدرنا الكثير من الفرص فى السابق، لن نكرر ذلك الآن، نحن نسابق الزمن".
- مرحلة جديدة
وأفرزت زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تدشين حقبة جديدة من العلاقات بين الرياض وواشنطن بعد مرحلة الفتور تلك التى مرت بها العلاقات على خلفية الموقف السعودى الرافض لسياسات الرئيس السابق باراك أوباما من الوجود الإيرانى فى المنطقة.
جانب من اللقاءات
وتمحور الرفض السعودى لسياسات الديمقراطيين تجاه إيران على أن الاتفاق النووى به بنود معيبة وأن الشكل الذى خرج به أتاح لإيران لعب أدوار استراتيجية معقدة فى الإقليم من شأنها زيادة الاحتقان المذهبى والطائفى وتأجيج النعرات ذات الصفة الدينية.
غير أن تولى الرئيس ترامب الرئاسة فى واشنطن، ومع خطابه المعروف تجاه إيران أفرز حالة جديدة من العلاقات بين البلدين جعلت الرئيس ترامب يشبك علاقات على أعلى مستوى مع الرياض، ولذلك اختارها كوجهة أولى خارجية له فى مايو الماضى كما استقبل بن سلمان مرتين إحداهما فى مارس 2017 ويونيو 2017 والمرة الراهنة هى الثالثة للأمير الشاب.
- إيران فى قلب المباحثات
وحرص الأمير محمد بن سلمان على بحث التدخل الصريح لطهران فى عدد من الملفات وعلى رأسها الوضع فى اليمن وذلك ضمن مباحثاته المتعلقة بمكافحة الإرهاب بالمنطقة، لدى استقباله أعضاء من الحزبين الجمهورى والديمقراطى فى مجلس النواب الأمريكى، وهم ويل هيرد وجورج هولندج ومايك جالايجر، وبراندن بويل.
ولى العهد وترامب
من جهته قال البيت الأبيض فى بيان، إن الرئيس دونالد ترامب بحث مع ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، الوضع فى اليمن خلال اجتماع يوم الثلاثاء، بما فى ذلك الدعم الإيرانى للميليشيات الحوثية والانخراط العسكرى الإيرانى فى اليمن ومد الحرس الثورى لأنصار الله بالمال والسلاح والمستشارين.
وأضاف البيت الأبيض، فى بيان له مساء الأربعاء (بالتوقيت المحلى) أنه "فيما يتعلق باليمن بحث الرئيس وولى العهد الخطر الذى يمثله الحوثيون على المنطقة بمساعدة الحرس الثورى الإيرانى، كما بحث الزعيمان الخطوات الإضافية اللازمة للتعامل مع الوضع الإنسانى فى اليمن، واتفقا على أنه من الضرورى التوصل لحل سياسى للصراع فى نهاية المطاف".
بن سلمان وجاريد كوشنر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة