تتأرجحين بين عنفوان كليوباترا وشجن أم كلثوم : هكذا كانت المرأة التى رأيتها تقف بأحدى أفران العيش تجاهد لتحظى بإحداهم ، وهذه التى تعمل كسائق تاكس بعد بتر أرجل زوجها ، وتلك الجميلة صاحبة الوشاح المخملى التى تزوغ أعينها بين أروقة الكتب تحتار بين أن تقرأ "لأحلام مستغمانى" أم "لأحسان عبد القدوس" وهذه التى تهرول لتحظى بوخذة إبرة بعدما عانت من "الكيماوى" بعدما أستئصل ثديها ، أؤمن أنه لو كان العالم باسكال رآهن لقال كما قال لكليوباترا "لو كان أنف كليوباترا قصيراً أكثر بقليل ربما كان وجه العالم قد تغير" فكما استطاعت كليوباترا تغير القيصر .
فكل من هؤلاء استطعن تغير عالمهم لا بل من يعيشون معهم فنحن لا نملك أن نختار الظروف التى نشأنا وترعرعنا بها ولكن نستطيع تغير حياتنا، ونملك أيضا ان نختار كيف ستكون حياتنا وكيف سنجعل من حياتنا رقعة من الجنة، فتلك الأم التى تهرول لعملها استطاعت أن تنجب طفلاً يعرف قدسية المرأة، ورجلاً يحترم كيان المرأة وأنجبت فتاة تفوق بعزتها عرش كليوباترا، لكن مهلاً عزيزتى ؛ ف نحن خلقنا كأم كلثوم ببيت بسيط لم نولد وتاج العظمة يتربع برؤوسنا ولكن نحن من صنعناه ، بداخل كل أمرة بساطة أم كلثوم وأنوثتها ورقتها وعنفوان كليوباترا، يوجد بداخلك الكبرياء والعزة والقوة والجمال والأناقة والصبر والشجاعة والطيبة والأنوثة والرقة ، ولكن دهاء المرأة هو من يقول لها متى تكون أم كلثوم ومتى تكون كليوباترا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة