بعد مرور 11 عاما من انتخاب الرئيس الفرنسى الأسبق نيكولا ساركوزى، اتخذت السلطات الفرنسية موقفا حازما معه، فيما يتعلق باتهامه بتمويل الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى لحملته الانتخابية فى عام 2007، والتى فاز بها بمساعدة من الليبيين والذين منحوه أموالا باهظة للترويج لنفسه ومساعدته للوصول لقصر الإليزيه.
وبعد تداول الإعلام العالمى قضية الفساد الأشهر التى وقع فيها ساركوزى، أعلنت وسائل إعلام فرنسية، عن أن الشرطة الفرنسية بدأت الثلاثاء، التحقيق مع الرئيس الفرنسى الأسبق نيكولا ساركوزى بتهم تتعلق بالفساد واحتجزته بالفعل فى مقرها فى نانتير، على أن يتم احتجازه 48 ساعة.
ونقلت "لوموند"، عن مصادرها داخل الشرطة الفرنسية، قولها إن التحقيقات طالت شخصيات ليبية عديدة فى عهد القذافى، وهناك أدلة جديدة عن "تمويل غير مشروع" ربما يوقع ساركوزى فى أزمة كبيرة.
وأوضحت صحيفة "20 مينيت" الفرنسية، أن التحقيق يتعلق باتهامات فساد شابت حملته الانتخابية فى عام 2007، والتى شهدت الكثير من الجدل فى الفترة الماضية. وتعد هذه المرة الأولى التى يحتجز فيها الرئيس الأسبق منذ اشتعال الملف فى إبريل 2013.
وفيما يتعلق بتلك القضية، اعتقلت السلطات البريطانية فى مطار هيثرو مطلع العام الجارى، ألكسندر الجوهرى، وهو رجل أعمال فرنسى بناء على طلب قضاة فرنسيون يحققون فى شبهة وساطته فى عملية تمويل ليبى لحملة الرئيس الأسبق ساركوزى، فى انتخابات الرئاسة عام 2007. وألكسندر الجوهرى، رجل أعمال بارز وشخصية أساسية فى الكثير من الصفقات والتعاملات الفرنسية مع شمال أفريقيا خلال العقدين الماضيين.
واعتقل الجوهرى، 58 عاما، على خلفية تمويل حملة ساركوزى الرئاسية فى 2007، بعد نزوله من طائرة فى مطار هيثرو، بناء على مذكرة اعتقال أوروبية صادرة بحقه بشبهة الاحتيال وغسيل الأموال، وأنه من المتوقع أن يرحل إلى فرنسا خلال أيام، ويعتقد أنه كان الوسيط المالى بين ساركوزى والعقيد القذافى.
ورفض الجوهرى المثول أمام القضاة الفرنسيين الذين يتولون التحقيق منذ 4 أعوام فى مزاعم تتعلق بدفع القذافى مبلغ 10 ملايين يورو لتمويل حملة الرئيس ساركوزى الانتخابية الناجحة فى عام 2007.
ومثل الجوهرى فى جلسة استماع فى يناير الماضى فى محكمة ويستمنستر، وقد وضع فى الحبس على ذمة التحقيق، بحسب الصحيفة.
ومن جهة أخرى فهناك الكثير من الشهود والدلائل التى تؤكد تورط ساركوزى، إذ قال سيف الإسلام القذافى: "لقد مولنا حملته الانتخابية ولدينا الدليل"، كما جاءت تفاصيل أخرى من رجل الأعمال الفرنسى اللبنانى الأصل، زيد تقى الدين، الذى يقول إنه سلم حقائب محشوة بالأوراق المالية إلى الرئيس الفرنسى الأسبق وكبير موظفى مكتبه، كلود جيون.
وكانت صحيفة "ميديا بار" الفرنسية، قد كشفت مطلع العام الماضى، قيام وسيط ليبى بنقل 5 ملايين يورو لتمويل حملة الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى، فى انتخابات الرئاسة التى جرت عام 2007.
وقالت حينها إن زياد تقى الدين قال إنه نقل خمسة ملايين يورو من عبد الله السنوسى رئيس جهاز مخابرات القذافى السابق إلى ساركوزى ومدير حملته كلود جيون، وأشار إلى أنه سلم القضاة فى فرنسا، شهادة خطية منه فى 12 نوفمبر، يذكر فيها تفاصيل نقل الأموال النقدية، بين عامى 2006 و2007، ولقاءاته مع جيون وساركوزى، وأقر إنه ارتكب هذا الخطأ بالفعل المتمثل فى "المساهمة فى تمويلات غير مشروعة".
وأكد زياد تقى الدين فى لقائه أنه مر من المطار فى نوفمبر 2006 بشكل طبيعى للغاية مثل باقى المسافرين، ولم يتعرض لأى مساءلة من رجال الأمن والجمارك، وإنه حين خرج من المطار اتصل بمدير مكتب ساركوزى كلود جيون الذى أعطاه موعد على الفور والتقيا بالفعل فى مبنى وزارة الداخلية حيث تم عملية تسليم بعض الأموال ثم غادر مقر الداخلية، التى كان ساركوزى وزيرها فى ذلك الحين.
وتابع تقى الدين: "عدت بعد مرور بعض الوقت إلى ليبيا والتقيت عبد الله السنوسى الذى سلمنى يدا بيد حقيبة ثانية مماثلة للحقيبة الأولى، كانت تحتوى على مليونى يورو تقريبا، وبعد استلام الحقيبة توجهت إلى فرنسا مرة أخرى واتصلت بمدير مكتب ساركوزى الذى كان يتابع الأوضاع معى باستمرار عن طريق الهاتف، والتقيته من جديد فى مكتب جيون وسلمته الحقيبة من دون أن يقوم الأخير بفحصها، وهذه المرة رأيت ساركوزى الذى وجه لى التحية وقال إن اللقاء المقبل لابد أن يكون بيننا ودعانى إلى مكتبه".
واستطرد رجل الأعمال الليبى: "فى المرة الثالثة كان اللقاء مع ساركوزى مباشرة بالفعل، إلا أنه لم يستمر أكثر من 3 أو 4 دقائق".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة