أثار تصريح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان اليوم الإثنين، بأن العمليات العسكرية التركية فى سوريا ستستمر إلى الشرق حتى يجرى تطهير بلدات تمتد لمئات الكيلومترات صوب الحدود العراقية من المسلحين، موجة غضب كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعى من استمرار التدخل التركى السافر فى سوريا التى دمرتها الإرهاب.
وفى كلمة بأنقرة بعد يوم من اقتحام القوات التركية ومقاتلى المعارضة المتحالفين معها مدينة عفرين فى شمال غرب سوريا، قال إردوغان إن تركيا ستستهدف أيضا مناطق حول منبج والقامشلى وعين العرب ورأس العين.
وأضاف: "تركيا ستنفذ هجوما ضد مسلحين أكراد فى شمال العراق إذا لم تطهر بغداد المنطقة منهم".
واتفق عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة خاصة "تويتر"، على أن ما قوم به أردوغان فى سوريا لا يقل خطورة عما ارتكبه الإرهاب بحق هذا البلد الذى يحاول الوقوف على قدمه بعد معركة شرسة مع الجماعات الإرهابية التى نالت من مقدراته وشردت وقتلت الآلاف من شعبه.
نجحت تركيا فى تدمير مدينة عفرين السورية، باستخدام مختلف أنواع الأسلحة، وتهجير أكثر من 10 آلاف أسرة، فضلا عن الخسائر الفادحة التي تسببت فيها في المدينة السورية، بداية من قتل المدنيين مرورا بتدمير البنى التحتية، مدعية أن تلك الخطوة من أجل حماية أمنها القومى.
يقول الباحث السورى الكردى والكاتب الصحفي المتخصص بالعلاقات الكردية التركية هوشنك أوسى، إن "تركيا تريد تحويل الفصائل المسلحة (السورية) التابعة لها، لنسخة من ميليشيات أنطوان لحد اللبنانية التي حمت إسرائيل على حدود لبنان. وللأسف، فإن عفرين التى تأوى عشرات آلاف النازحين السوريين من المدن الأخرى، ستصبح الضحية".
وأضاف أوسى، خلال تصريحه لوسائل إعلام عربية، أن أردوغان استثمر واستنزف السوريين وثورتهم للحدود القصوى، كما أن تركيا لم تجيّش الجيوش حين كانت داعش تملك دولة على حدودها، وحين كانت جبهة النصرة تملك دولة في إدلب، إنما فى الشأن الكردى فقط، حيث توجد عداوة تاريخية"، لافتا إلى أن الأكراد ساهموا بتثبيت الدولة العثمانية منذ معركة "تشالدران" في 1514م، كما دعموا إنشاء جمهورية تركيا فى 1923.
وتابع: "تركيا لا تريد للكردى أن يتمتع بجزء من حقوقه حتى ولو كان ذلك فى الموزمبيق وليس في عفرين. حتى ولو كانت هناك إدارة أخرى غير الأكراد في عفرين، لا تتبع حزب العمال الكردستانى، لفعلت تركيا ما تفعله الآن، أظن أن تركيا بحاجة لبعض الردع".
وبدأت أنقرة عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "غصن الزيتون" يوم 20 يناير بهدف طرد مسلحى "وحدات حماية الشعب" الكردية منها، ويرافق القوات التركية مسلحون معارضون من "الجيش السورى الحر".
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب "منظمة إرهابية" وامتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يحارب منذ ثلاثة عقود من أجل الحصول على حكم ذاتي للأكراد جنوب شرقي تركيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة