يحتفل الأزهر الشريف اليوم 19 مارس بمرور ثمانى سنوات على تولى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أمور مشيخة الأزهر، والتى تعد أصعب فترة مرت على مصر بشكل عام والأزهر بشكل خاص ولكنها فى ذات الوقت الأكثر إنجازًا، فقد شهدت السنوات الماضية الكثير من الأحداث التى مرت بها مصر وانعكست على الأزهر وشيخه .
وعاصر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، فترة عصيبة استطاع خلالها أن يقود سفينة الأزهر لبر الآمان، فقد شهدت مصر والأزهر انفجار كنيسة القديسين فى يناير 2011 مرورا بقيام ثورة 25 يناير إلى المظاهرات ثم حكم الإخوان ومحاولاتهم المستميتة لإزاحة شيخ الأزهر والسيطرة على المشيخة، بالإضافة إلى قيام ثورة 30 يونيو وما شهدته مصر من أعمال إرهابية انتقامية فقد كانت حياة الإمام الأكبر نفسه فى خطر، حيث أنه كان يسكن خلف النائب العام الشهيد هشام بركات وقبل واقعة اغتياله كان موكب شيخ الأزهر قد مر قبل وقوع الانفجار بدقائق.
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، فى تلك الفترة استطاع أن يحمى الأزهر من الاختطاف وإبطال كافة المخططات للسيطرة عليه من قبل جماعة الاخوان فقد تحمل الإمام الكثير نتيجة تصديه لتلك المخططات.
القريب من شيخ الأزهر يدرك أن الرجل كان يزهد فى المنصب وكاد أن يتقدم باستقالته، لكنه أدرك أنه بترك منصبه يكون قد تخلى عن الأزهر وتركه فريسة للذئاب الجائعة للتمكن من الأزهر والتهامه، لكنه تراجع وفضل أن يقف بوجه تلك المؤامرات التى كانت تحاك إلى أن نجى بسفينة الأزهر لبر الأمان.
منذ توليه مشيخة الأزهر وأعاد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على إعادة هيبة العمامة الأزهرية وإجلال علماء الأزهر، فقد حرص على إقامة المؤتمرات العالمية التى ساهمت فى إعادة الوجهة للعالم الإسلامى والباحثين عن السلام إلى مصر الأزهر الشريف، وأعاد الحوار مع الفاتيكان، كما نجح فى إجراء عدد من الجولات الخارجية.
الإمام الأكبر لا يحب السفر واستمر نحو أربع سنوات يؤجل قبول الدعوات التى يقدمها سفراء الدول المختلفة، وكان من أسباب ذلك الأوضاع غير المستقرة التى كانت تمر بها البلاد خلال تلك الفترة، لكن بعد استقرار الأوضاع حرص على التأكيد على عالمية الأزهر، وبدء فى قبول الدعوات من كل أنحاء العالم فزار دولا عديدة مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا وأندونيسيا ونيجيريا والسعودية والإمارات والبحرين والكويت وسلطنة عمان والأردن والفاتيكان والشيشان وسويسرا، وفى كل زيارة كان من ضمن جدول الزيارة أن يلتقى رئيس الدولة وكبار المسئولين.
زيارات شيخ الأزهر وتحركاته الخارجية أهدافها نشر السلام العالمى، ومواجهة التطرف ونصرة القضايا الإنسانية العادلة، وقد شهد العالم بأهمية دور الإمام الأكبر وتأثيره فى الحد من التطرف، والإسهام فى إرساء السلام.
الرئيس عبد الفتاح السيسى فى احتفال مصر بالمولد النبوى الشريف العام الماضى وأثناء خطابه أكد على دور الأزهر وأن شخصيات كبيرة وزعماء يتحدثون عن أهمية دور الأزهر، لذلك شهدت مشيخة الأزهر الشريف توافد العديد من الشخصيات والقيادات السياسية والدينية فى العالم، ليؤكد الدور المحورى والمهم للأزهر الشَّريف على مختلف المستويات.
الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، عبر فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، عن تمنياته للإمام الأكبر شيخ الأزهر مزيدًا من التوفيق فى خدمة الدين والوطن.
من جانبه، قال الداعية أحمد المالكى، إن المتتبع لجهود الأزهر فى هذا العقد وخاصة منذ عام 2010م، يدرك أنه منذ عقود مضت لم نشهد تحركا للأزهر الشريف يليق بمكانته، كما هو الآن فى عهد شيخه الأكبر الإمام المجدد صاحب السيرة الطيبة العطرة والسريرة النقية والعالم الربانى أحمد الطيب.
وأشار المالكى، لـ"اليوم السابع"، إلى أن ثمان سنوات من العمل والبذل من أجل الأمة فالإمام الطيب بعلمه وثقافته وحبه لوطنه عمل منذ توليه مشيخة الأزهر الشريف على توحيد الصف المصرى بجميع فئاته، كما عمل على نشر الفكر الوسطى للإسلام وبيان سماحته، والدفاع عن الإنسان والمقدسات فى كل بقاع الأرض.
وأضاف الداعية الإسلامى: "مولانا الطيب حرص على تطوير المناهج الأزهرية، وإنشاء مرصد الأزهر باللغات الأجنبية للرد على التكفيرين، كما أنشأ بيت العائلة لنشر السلام والود ونبذ العنف فى ربوع مصر، هى فقط سنوات ثمان لكن ثمارها أكثر من أن نوجزها ونحصيها، حفظ الله الإمام الطيب وأعانه على بذل المزيد من أجل الإسلام، دمت طيبا إمامنا الطيب، إمام السلام والإسلام".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة