ميلاد صديق غالى يكتب: ثعالب صغيرة تفسد الحقول !!

الجمعة، 16 مارس 2018 10:00 م
ميلاد صديق غالى يكتب: ثعالب صغيرة تفسد الحقول !! أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنها ثعالب صغيرة تسعى لإفساد كل جديد، تسعى فساداً تدمر كل انجاز.. تجدهم من حولك فى الشارع، فى منطقة عملك، فى المصالح الحكومية.. هدفهم الإحباط وابتكار وسائل جديدة لإفساد كل عمل.. هم لا يحققون شيئا إيجابيا، ولكنهم بارعون فى تحقيق نشر الغل والكراهية، كل عباراتهم محملة بالنقد الهادم المحبط.. فمن هؤلاء؟
 
انهم فئة تعيش بيننا ليس لهم عمل سوى إيقاف كل ما يسير يكرهون أى عبارة تحتوى على كلمة إنجاز، هم لا يعملون ولا يتركون الآخرين يقومون بعملهم.. لماذا وصفناهم بالثعالب؟ لأن الثعلب يتصف منذ القدم بالمكر والدهاء، ويفسد الحقول ويخرّب المزارع ويقتل كل ما قمنا بتربيته .
 
لم نتعلم حين كنا صغار فن المديح والتشجيع  .. بل تعلمنا أن نطفئ كل فتيلة مدخنة بمعنى اننا لو نفخنا فيها ستشتعل مرة أخرى ويكون لها وهج وضياء .. لم نتعلم أن سعادة الآخرين من سعادتنا وكلما شاركنا الغير فى أفراحهم فهذا مصدر سعادة لنا .. لم نتعلم عندما كنا طلاب أن تصفيقنا لنجاح وتفوق زملائنا لابد أن يكون من القلب وليس عمل روتينى نقوم به وفى قلوبنا غل وحسد ونتمنى أن يزول عنهم نجاحهم .. كان آباؤنا يصرخون فى وجوهنا قائلين (ده أخوك حبه من قلبك) ولم يكونوا يعلمون أن تعليم الحب لا يأتى بالضغط، بل يخرج تلقائياً لأننا شاهدنا آباءنا يؤكدون على حبهم لنا بتصرفات وليس بكلمات .. فليس من المعقول أن الآباء يطلبون من أبنائهم فعل شىء لا يقومون هم بفعله، بمعنى: لا يمكن للأب أن يطلب من ابنه ان يصلى وهو نفسه لا يصلى، بل دعه يراك وأنت تصلى، فهو بهذا قد تعلم أن يحب الصلاه من قلبه لانه رآك وانت تصلى ... الخلاصة هى اننا لم نتعلم ابداً فن التشجيع، لم نتعلم أبداً الا نحسد كل ناجح ونتمنى أن يزول عنه نجاحه، لم نتعلم أن نشجع صغار النفوس وأن نتحمل الآخرين على قدر طاقتنا.. كل هذه الأشياء هى نقائص فى مجتمعاتنا العربية وللأسف نجح الغرب فيها وأصبح لديهم علماء وصلوا لدرجة عالية من العلم برغم انهم يمتلكون نفس عقولنا، بل المحزن أن علماءنا لا يجدون تشجيعاً فى بلادهم وعندما يذهبون إلى الغرب ينجحون وقد يحصلون على أعلى الرتب والشهادات .
 
إذاً أين الخلل؟ هل فى البيت أو فى المجتمع نفسه أم فى التعليم؟ والإجابة هى: الثلاث مجتمعة.. الدين موجود ويعلمنا أنقى وأرقى الصفات، بل ويزيد فينا الأخلاق والفضيلة.. إذاً الخلل فينا نحن!!.. نحن من نصنع أنفسنا.. ونحن من نجعل مجتمعنا أفضل، ونحن من نهبط بمجتمعنا ونحقّره فى عيون الآخرين.. وسؤال الخاتمة.. لماذا فى الخمسينيات والستينات كانت سلوكيات الأفراد أكثر رقىً وأكثر أخلاقاً بالرغم إننا نفس الأفراد ونفس الشعوب؟  
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة