تؤكد التفاصيل إننا نعيش العصر الذهبى فى استعادة الوعى الشعبى، الوعى الشعبى فى كل شيء، وعى بالتاريخ والحاضر والمستقبل، ووعى بالقيم والعادات فى الأربعين عاما الماضية .
اليوم فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، وبحرفية من إدارة الشئون المعنوية، شاهد العالم ماذا تعنى كلمة مصر وعظمتها، فاليوم يحمل رئيس الدولة أبناء الشهداء وهو من يكّرم نجلة وابن شهيد من أبطال حرب اكتوبر، ويكرم مصاب عمليات منذ حرب العزة والكرامة 1973.
اليوم هو شاهد جديد على استعادة قيم وعادات اندثرت بفعل فاعل، وكان ماحدث فى مصر منذ 2011 ورغم كوارثها، فقد كانت نقلة جديدة لخلق وعى المصريين من جديدة، فاليوم يمكن القول أن الدولة تكرم مواطنيها بقيمهم، ورئيس دولتها يعلم ماذا سيحدث غدا ويعلم لماذا حدث هذا أمس، وبتوافق مع القدر واصلت مصر دون ان تسقط.
اليوم فى الندوة التثفيفية، أعلنت مصر مرة أخرى إنها موجودة، موجودة فى عقول وقلوب المصريين، أعترفت مصر أنها عصية على الفهم، وقادرة على التحدى والانجاز والتنفيذ.
مصر اليوم قدمت نفسها مرة أخرى عنوانا للوفاء والمصالحة مع النفس والشرف فى الكلمة والقوة فى الفعل، اليوم مصر آمنت على نفسها بأن يترك رئيس جمهوريتها الميكرفون للحضور يقولوا مايشاءون على الهواء مباشرة، وليس لديه ما يخفيه او يحرج منه.
مصر اليوم تقدم نفسها دولة ذات قيم وعادات وأصول ظن البعض انه قد ينجح فى فترة من الزمان أن يغيبها، ولكن الله وقف مع الشعب وإرادته وجيشه وشرطته، وأبت كل المؤمرات أن تسير، وتكسرت تحت عتبة الاستقلال الوطنى والكرامة والشموخ للمصريين.
مصر اليوم تقدم نفسها من جديد أنها تفعل ما يقوله الشعب وينصاع له الجميع، وتفعل ما تفرضه الظروف، وينصاع له الجميع ايضا، ولذلك كانت الرسائل المتتالية من امهات الشهداء والمصابين، بأن القادم هو ثمار لكل مايحدث وحدث.
مصر اليوم تقدم نفسها فى صورة السيدة التى تنحت بالرئيس جانبا أمام الحضور لتقدم له طلباتها، نعم مصر تجسدت فى شخصية تلك السيدة التى تعلم أن الرئيس اقرب لها من الجميع، كما تجسدت مصر فى حفل التكريم الذى شمل جميع أسر الشهداء، فكان المكرم ينادى على أسرته بالصعود للوقوف بجوار الرئيس.
اليوم مصر تخبر العالم، بأن فلسفة الحق المبين، هى فلسفة الشعب العظيم الذى يُؤْمِن بمستقبله، ويتوحد لمواجهة أى عدائيات وفعل كل ماهو ضرورى للعبور للمستقبل، وتثبت أن الكرامة المصرية جين مزروع فى أبناء الوطن من أصغر فئة عمرية.
مصر اليوم تهتدى لنفسها بنفسها، بأحداثها وبطولاتها، تهتدى لطريق الحق، وتصنع صورة لا يمكن تخليها بأى طريقة، لأن مصر دولة قادرة على الإبهار دائما.
اليوم تحدث الجميع من قلبه فخرجت الدموع تنهار من القلوب، وعرف الجميع ان القائد يترك أهل بيته حتى يشارك جنوده البطولات، واتفق الجميع على أن أبنائهم مقبلين على الشهادة، يعرفون قيمة ما يفعلون، وأن من يسقط فهناك خلفه آلاف يأخذون حقه، وقادرين على الانتصار ومواصلة النجاح تلو النجاح، لأنهم تعلموا فى مدرسة الوطنية المصرية أنه إما النصر او الشهادة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة