أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم الخميس، أن إجراءات صارمة تنتظر بريطانيا، ردا على قرار رئيسة وزرائها تيريزا ماى بطرد دبلوماسيين روس.
وذكرت وكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية أن القيادة السياسية البريطانية العليا أقدمت على إفساد العلاقات مع روسيا بعدما تعرض موظف سابق فى المخابرات العسكرية الروسية، هرب إلى لندن من عقوبة التجسس لصالح المخابرات الأجنبية، للتسميم.
وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن السلطات البريطانية تجاهلت المعايير الدولية خلال التحقيق فى حادث تسميم سيرجى سكريبال.
وقالت الخارجية الروسية، فى بيان لها، إن السلطات البريطانية حاولت شن حملة مسعورة جديدة على روسيا حين أقدمت على إجراء التحقيق الأحادى الجانب وغير الشفاف.
وأضافت: "بالطبع لن يطول انتظار إجراءاتنا الجوابية".
واغتنمت السلطات البريطانية فرصة تسميم عميلها الفار من روسيا لتعد وجبة جديدة من "العقوبات" ضد روسيا تتضمن طرد دبلوماسيين روس ومقاطعة المونديال 2018 الذى تستضيفه روسيا، جزئياً من خلال إحجام العائلة المالكة عن حضور مباريات كأس العالم فى روسيا، وتجميد أموال روسية مودعة فى البنوك البريطانية وتعقيد عملية حصول المواطنين الروس على تأشيرة دخول إلى بريطانيا.
كما حملت الصحف الروسية الخميس بعنف ماى واتهمتها ب"تسميم" العلاقات مع موسكو بعد إعلان لندن عن سلسلة عقوبات على روسيا ردا على تسميم عميل مزدوج سابق فى انكلترا.
وعنونت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الخميس "تيريزا ماى تسمم العلاقات بين موسكو ولندن"، فيما نددت صحيفة "روسيسكايا جازيتا" الرسمية برد فعل يضر بالأعصاب" لماى التى اختارت "مواجهة موسكو".
وأشارت صحيفة "كومرسانت" إلى أن "أزمة العلاقات بين موسكو ولندن بلغت ذروة جديد"، متهمة السلطات البريطانية ب"البحث عن ردود سامّة" على تسميم العميل الروسى السابق.
وكتبت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الشعبية أن "تيريزا ماى حاولت اتهام روسيا بكل الخطايا فى خطابها أمام البرلمان".
من جهتها، قالت صحيفة "ايزفيستيا" ان روسيا "ستردّ على الأقل بالطريقة نفسها على طرد 23 دبلوماسيا روسيا". وأكدت الصحيفة نقلا عن مصادر دبلوماسية أن "رد الفعل الروسى قد يكون شاملا أكثر". واضافت "استعدوا للردّ".
وتوقعت صحيفة "موسكوفسكى كومسوموليتس" الشعبية "فترة طويلة من الجمود" فى العلاقات الروسية البريطانية لكنها أكدت أن "روسيا بامكانها تحمل كل ذلك ورأسها مرفوع".
وأعلنت ماى الأربعاء سلسلة عقوبات ضد روسيا، بينها طرد 23 دبلوماسيا وتجميد العلاقات الثنائية، معتبرة موسكو مسؤولة عن تسميم الجاسوس الروسى السابق سيرغى سكريبال (66 عاما) وابنته يوليا، على اراضيها.
من جهته قال مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبى فلاديمير تشيجوف إنه لا يوجد لدى بلاده أى سبب لتوقع مرونة عالية مع تعيين وزير الخارجية الأمريكى الجديد مايك بومبيو فى حادثة تسمم الموظف السابق فى الاستخبارات العسكرية الروسية سيرجى سكريبال.
وقال تشيجوف - فى تصريحات نقلتها اليوم الخميس، وكالة أنباء " نوفوستى" - :"إننى على يقين من أن ريكس تيلرسون فقد منصبه كوزير للخارجية ليس بسبب حادثة سكريبال"، مؤكدا أنه ليس لديه أى سبب لتوقع مرونة عالية فى مقاربات بومبيو بالنسبة لروسيا.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أقال يوم الثلاثاء، وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون واقترح تعيين مدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو فى هذا المنصب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة