تصريحات بوتين عن دور اليهود المحتمل فى التلاعب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية تثير الجدل فى الولايات المتحدة.. نواب بالكونجرس يطالبون بإدانة ترامب وقادة العالم لها.. وجماعة يهودية تشبهها ببروتوكولات حكماء صهيون

عاصفة من الانتقادات أثارتها تصريحات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين التى قال فيها إن اليهود ربما يكونوا وراء التدخل فى انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، فى محاولة لإبعاد الشبهات التى تحوم حول الدور الذى قامت به موسكو، والذى يعتبر القضية الأهم فى السياسة الأمريكية فى الوقت الراهن، وذلك على الرغم من أن الرئيس الروسى وجه اتهامات مماثلة لعدة أطراف أخرى.

وفى مقابلة مع  للرئيس الروسى مع قناة  "إن بى سى" الأمريكية تم بثها يوم الجمعة الماضى، رد بوتين على سؤال حول ما إذا كان يعترف بالتدخل فى الانتخابات من قبل 13 شخصا روسيا تم ذكرهم فى لائحة الاتهام التى أعلنها المحقق الخاص روبرت مولر، وقال "ربما لا يكونوا حتى روس، ولكن أوكرانيين أو تتار أو يهود، لكن بجنسية روسية والتى ينبغى أيضا فحصها ربما يكون لديهم جنسية مزدوجة ويحملون بطاقة خضراءـ وربما دفعت لهم الولايات المتحدة ليقوموا بهذا، كيف يمكنك أن تفعل هذا؟ لا أعرف أيضا". وفيما يتعلق بالاتهامات، قال إن الأمر بالنسبة له لا يختلف ولا يحدث أى فارق له بالتأكيد لأنهم لا يمثلون الحكومة.

وقالت مجلة نيوزويك إن تصريحات بوتين أثارت ردود فعل غاضبة، حيث دعت عضو البرلمان كسينيا سفيتلوفا الحكومة الإسرائيلية لإدانة هذه التصريحات، وقالت "ربما تدخل اليهود فى الانتخابات الأمريكية. ربما يحكم اليهود العالم، ربما ذبح اليهود اليهود فى بولندا، كل هذه المزاعم لها جذور واحدة وهى كراهية اليهود". من ناحية أخرى، دعا رونالد كلين رئيس موظفى نائبى الرئيس السابقين ال جور وجو بايدن، المؤيدين اليهود لترامب للضغط على البيت الأبيض للتحرك إزاء هذه التصريحات".

ومن جانبها، قالت صحيفة واشنطن بوست إن جماعات يهودية وأعضاء كونجرس أمريكيين أدانوا تصريحات بوتين التى يتهم فيها اليهود الروس، وتابعت إن بوتين فى مقابلته قال إن فرنسا أو ألمانيا أو آسيا قد تكون وراء التدخل فى الانتخابات أو حتى روس دفعت لهم الحكومة الأمريكية، لكن تصريحاته عن اليهود على وجه التحديد هى التى أثارت الجدل بين هؤلاء الذين يتذكرون تاريخ ممتد لقرون من "عداء روسيا للسامية" وتطهير اليهود وقارنت بعض الجماعات هذا التصريح بالأساطير المعادية لليهود التى كانت سببا فى المحرقة "الهولوكوست".

وقال السيناتور الديمقراطى ريتشار بلومنثال فى تغريدة على تويتر: إن "تصريحات بوتين المثيرة للاشمئزاز" تستحق الشجب من قبل زعماء العالم بشكل فورى،  فيما طالب النائب دون بير برد من ترامب.

ولم يرد البيت الأبيض فورا على طلب للتعليق عن الأمر، بينما كان ترامب فى السابق مترددا إزاء انتقاد بوتين أو قبول نتائج الاستخبارات الأمريكية بأن روسيا لعبت دورا فى انتخابه.

وقارنت اللجنة اليهودية الأمريكية تصريحات بوتين بـ"بروتوكولات حكماء صهيون"، التى قالت عنها إنها وثائق مفبركة نشرت فى روسيا عام 1903 قالت إن اليهود يخططون للسيطرة على العالم.