تحظى التطورات الهائلة التى حققتها مصر فى مجال الطاقة فى الآونة الأخيرة باهتمام كبير من وسائل الإعلام العالمية التى تنبأ أغلبها بأن تصبح مصر مركزا إقليميا قويا للطاقة، لاسيما بعد الاكتشافات الأخيرة الهامة التى كان أبرزها حقل ظهر للغاز الطبيعى.
وتحدثت صحيفة "قبرص ميل" القبرصية عن طموح مصر فى أن تصبح مركزا للطاقة فى الشرق الأوسط، وقال إن هذا السعى كان محور كلمة ألقاها وزير البترول والموارد المعدنية طارق الملا فى لندن الشهر الماضى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة المصرية تبنى استراتيجيتها على ثلاث ركائز، المستوى المحلى من خلال تحرير سوق الغاز وتعيين منظم مستقل، والمستوى الفنى والتجارى من خلال نظام للطاقة مؤسس جيدا مع منصات بحرية ومنشآت قوية ونظام انتقال ممتد وبنية تحتية، ومصنعين لتسييل الغاز واحتمالات قوية لمزيد من الاكتشافات الهيدروكربونية، التمشى مع سياسة الطاقة الأوروبية، حيث إن طموح مصر الرئيسى هو إمداد أوروبا بالطاقة.
ولفتت الصحيفة إلى أن إمدادات الغاز الإسرائيلية والقبرصية إلى جانب حقل ظهر العملاق وحقول أخرى فى مصر، واحتمال وجود احتياطى للغاز فى لبنان، يمكن أن ينشىء محورا للغاز على أعتاب أوروبا.
وأشارت "قبرص ميل" إلى أن الإعلان مؤخرا عن صفقة غاز بقيمة 15 مليار دولار بين شركة دولفينس المصرية الخاصة وشركة الطاقة الإسرائيلية خطة مهمة.
ولفتت الصحيفة إلى أن مصر تجرى مناقشات أيضا مع قبرص لإنشاء خط إمداد غاز بحرى لجلب الغاز من حقل أفروديت إلى مصر من أجل تسييله وتصديره.
وكان وزير البترول طارق الملا قد أكد أن مصر مستعدة لتطبيق أى إصلاحات مطلوبة من أجل تحقيق رؤية مصر فى مجال الطاقة. وتقول الصحيفة إنه فى حال حدوث هذا، فإنه سيساهم فى استقرار المنطقة، لكن سيكون من الصعب بالتأكيد على قبرص تحقيق تطلعاتها الخاصة بتحويل فازيليسوس إلى مركز للطاقة فى الشرق الأوسط.
وتشير التوقعات إلى أن مصر ستكون مركزا قويا للطاقة بالمنطقة فقد حققت وزارة البترول والثروة المعدنية 800 اكتشاف جديد للبترول والغاز فى غضون 15 عاما، بدءا من العام المالى 2001-2002، وحتى العالم المالى 2015-2016.
ويعد اكتشاف حقل ظهر أحد أبرز الاكتشافات الغازية فى مصر وفى منطقة حوض شرق البحر المتوسط خلال الفترة الأخيرة، حيث اكتشفت شركة إينى الإيطالية حقل ظُهر عام 2015 ويحوى الحقل احتياطات تقدر بواقع 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز، وبدأ الإنتاج من حقل ظُهر البحرى فى ديسمبر بمعدل 350 مليون قدم مكعبة يوميا، على أن يزيد الإنتاج تدريجيا إلى حوالى 1.7 مليار قدم مكعب يوميا قبل نهاية 2018، وإلى 2.7 مليار قدم مكعب منتصف 2019.
وفى الشهر الماضى، ذكرت شبكة بلومبرج أن الاستطلاعات الجيولوجية الأمريكية تتوقع أن يبلغ احتياطى الغاز فى المنطقة الواقعة بين مصر وقبرص ولبنان، فى البحر المتوسط، أكثر من 340 تريليون قدم مكعب، وهو ما يزيد عن الاحتياطات لدى الولايات المتحدة.
ونقلت الشبكة الأمريكية فى تقرير على موقعها الإلكترونى، اليوم الأربعاء، عن ريكاردو فابيانى، محلل شئون الشرق الأوسط لدى مجموعة إيوراسيا، قوله "إنها حقا اللحظة التى يمكن أخيرا فيها تحقيق تحويل مصر لمركز إقليمى للغاز".
وكانت صحيفة "ذا فاينانشيال تايمز" قد قالت فى تقرير لها فى يناير الماضى إن بدء تدفق الغاز من حقل "ظهر" خطوة مهمة فى مسيرة مصر لاستقلال الطاقة، ويثبت أن شرق البحر الأبيض المتوسط ذهب أخيرا نحو الاكتفاء ذاتيا فى مجال الطاقة كقوة فى إنتاج الغاز.
ونقلت الصحيفة عن كلاوديو ديسكالزي، الرئيس التنفيذي لشركة إيني، المجموعة الإيطالية التى تقود المشروع الذى تبلغ قيمته 12 مليار دولار، إن الحقل سيحول المشهد المصرى للطاقة بشكل كامل، ما يسمح له بأن يصبح مكتفيا ذاتيا، وأن يتحول من مستورد للغاز إلى مصدر مستقبلى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة