** منسق الشؤون الإنسانية السابق فى اليمن كان متعاطفاً مع الحوثيين ويرفع تقارير مخالفة للحقيقة
** «أوكسفام وسيف شيلدرن» مثال لأسوأ المنظمات الإغاثية وتعرض اليمن للاضطرابات يؤدى لعدم استقرار دول الجوار
كشف مسؤول بالمملكة العربية السعودية، العديد من الإشكاليات المتعلقة بالملف اليمنى، ودور قطر والإخوان فى هذا المشهد، ودور قوى التحالف العربى لدعم الشرعية فى حماية كيان الدولة اليمنية، مستعرضًا مستقبل الحل السياسى مع الحوثيين.
المسؤول الذى رفض نشر اسمه، وتحدث إلينا، فى إطار جولة تشمل المملكة العربية السعودية والأراضى اليمنية، والتى يشارك فيها «اليوم السابع» كأول صحيفة مصرية تنقل حقيقة الأوضاع داخل اليمن بعد قرابة 7 سنوات من الأزمة، أكد أن من يعتقد أن «ميليشيات الحوثى» تريد اللجوء إلى حل سياسى فهو مخطئ، هم من البداية ينفذون مخططا إيرانيا، وموافقتهم على مخرجات الحوار الوطنى فى 2012 كانت مجرد جزء من مخطط عسكرى للاستيلاء على صنعاء.
وأضاف المسؤول السعودى، إن اليمن عانى فى 2011 مما عانى منه عدد من الدول العربية، ومن المؤكد أن عدم اسقرار اليمن ينعكس على دول الجوار سلبا، وعلى المنطقة كلها، لذلك تحركت الممكلة مع دول الخليج فى إطار ما سمى «المبادرة الخليجية» لتتولى زمام الأمور حكومة مؤقتة فى اليمن برئاسة عبد ربه منصور، وهذه الحكومة تعمل على إعادة كتابة الدستور، بحيث يؤخذ فى الاعتبار جميع فئات المجتمع بما فيها الأقليات ومنها «الحوثية» رغم أنها تمثل أقل من نصف بالمائة من مجموع الشعب اليمنى، والهدف الآخر إجراء انتخابات للرئيس والحكومة وتبدأ حكومة ودستورا جديدين، المفترض تنتهى هذه الإجراءات فى 2014 ويشرف عليها الاتحاد الأوروبى ومجلس التعاون والأمم المتحدة وتولت دول مجلس التعاون تمويل اللجنة التى تعمل على كتابة الدستور بإشراف الاتحاد الأوروبى، كما تم الاتفاق بين جميع طوائف الشعب اليمنى على مخرجات الحوار الوطنى، بما فيهم الحوثيون.
ومن أسباب الانقلاب الذى حدث بعد ذلك أن على عبدالله صالح، لم يكن بإمكانه ترشيح نفسه فى الانتخابات لأنه تحت طائلة العقوبات الدولية، وأيضا نجله، كما أن الحوثيين إذا دخلوا سباق الانتخابات من الصعوبة أن ينجحوا لأنهم قلة عددية، وبالتالى حاولوا تنفيذ السيناريو اللبنانى، انقلاب على الدولة ثم تنشئ حكومة صورية تدير البلاد، لكن السلطة العسكرية تكون بأيدى الحوثى، مما يفتح الباب لدخول إيران فى اليمن لإدارة الأمور، وكل هذا قبل الانتهاء من كتابة الدستور، وبمساعدة على عبدالله صالح، الذى كانت له قبضة قوية على الدولة العميقة باليمن، وعمل على إفشال جهود حكومة عبد ربه، وأشعلوا أزمة نقص المواد البترولية لإثارة الشعب فى 2014، والهدف من الانقلاب تسليم الدولة لإيران عبر الميليشيات الحوثية تحت ولاية الفقيه الإيرانى، وتصبح محط قدم الإيرانيين فى منطقة البحر الأحمر، والسيطرة على «باب المندب» وهو ما يمثل خطرا كبيرا على دول الجوار منها المملكة والسودان ومصر، والجميع يعلم أن 30 % من التجارة البحرية تمر من باب المندب و10 % من تجارة العالم ككل، بالإضافة أن تتولى الدولة ميليشيا مسلحة مثلما هو الحال فى لبنان، عناصر حزب الله تحكم من وراء الستار.
وعن أهداف إيران بالمنطقة قال المسؤول السعودى، ما تفعله إيرن فى اليمن هو مرحلة انتقالية فهدفها الأكبر تثبيت دولة ولاية الفقيه فى المنطقة العربية والإسلامية، فالعقيدة الإيرانية ترتكز على العمل على تهيئة الظروف حتى يخرج «المهدى» من سردابه المحبوس به منذ 1400 ليحكم العالم، ولن يخرج إلا بعد أن يحكم الولى الفقيه العالم، وهذا يبدأ من حكم مكة والمدينة، وهذا ما يؤمن به «الشيعة الاثنا عشرية» فهم يدينون لحاكم إيران بالولاء وليس لحكام بلادهم لذلك أحرقت إيران سفارة المملكة العربية السعودية لديها عندما تم الحكم بالإعدام على الإرهابى نمر النمر فى 2015 لأنهم يعتبرونه مواطنًا إيرانيًا وليس سعوديًا بما أنه شيعى، وهذا يتنافى مع سيادة الدول..
وأضاف المسؤول السعودى، إن الخطر الإيرانى على السعودية، من جهة اليمن لكونها تربطها حدود مشتركة بطول 1470 كيلو مترا، وأغلب عمليات تهريب السلاح والمخدرات والأفراد إلى داخل المملكة تتم عبر هذه الحدود، وذلك منذ عام 2000، فعلى سبيل المثال كانوا يهربون الأفارقة إلى الصومال ثم اليمن ومنها للسعودية وبلغ معدل التهريب ١٣ ألف أفريقى شهريا عبر هذه الحدود.
وعن الدور القطرى فى اليمن قال المسؤول السعودى، قامت قطر بدور خطير ففى عام 2008 حاولت قطر الإصلاح بين “الحوثيين وحكومة على عبدالله صالح“ عن طريق عرضها شراء الأسلحة من الحوثيين، ولكن هذا لم يتم، بل أعطتهم أموالا لشراء أسلحة جديدة، ولم يتم سحب الأسلحة القديمة، رغم أنه تشكلت لجنة لجمع السلاح، كما أنها تتبنى عناصر من إخوان اليمن، فهى عملت من خلال شبكة الإخوان، التى تعمل على الاستيلاء على السلطة بعدد من البلدان منها ليبيا وتونس ومصر، وقطر تلاقت مصالحها مع الإخوان، ولن تستطيع العودة للخلف فمن يحكم الدوحة الآن تنظيم الإخوان فمن يدير الإعلام هو عزمى بشارة، وهناك قاعدة تركية عسكرية، فقطر حاولت الاستفادة من شبكة الإخوان، ولكنها لم تستطع وأصبحت فاقدة للسيادة أصبحت الدوحة مجرد موطئ قدم للإخوان، وتركيا داعمة للإخوان .
وأضاف المسؤول السعودى، أن قطر “ دويلة “ كانت تحلم أن تكون عنصرا فاعلا فى السياسة بالمنطقة، وهناك تصريحات لحمد بن خليفة عام 2000 عن أهداف قطر، لتفكيك المملكة إلى ثلاث مناطق لزعزعة أمنها وقال بعد عشر سنوات لن تكون السعودية موجودة، وقطر تعمل أيضا من خلال بعض المنظمات الإنسانية باليمن، ووضعت دول المقاطعة العربية هذه المنظمات، فى قائمتين للكيانات الداعمة للإرهاب تم الإعلان عنهما منذ أشهر وبعضها تم سحب التصاريح منه، مؤكدا أن قطر لا تعمل على زعزعة أمن اليمن فقط، بل تدعم كل ما يهدد أمن المملكة ودول المقاطعة.
وعن الدعم الذى توجهه السعودية لليمنين، قال المسؤول السعودى، إن المملكة وجهت دعم بإجمالى 8 مليارات دولار منذ بداية الأزمة حتى الآن، كما تدعم المقيمين والزائرين وتقدم لهم كل التسهيلات للإقامة هنا، كما تدعم اليمنيين المهاجرين لبلدان مختلفة، والشعب اليمنى الذى مازال فى أرضه عبر مركز الملك سلمان، ولدينا برنامج «إدامة الحياة» فى المناطق المحررة، الذى يشمل التعليم والتغذية والعلاج، وأيضًا مساعدة اليمنيين بالمناطق المتضررة، التى ما زالت تحت حكم الحوثى، وفى هذا نتعاقد مع منظمات الإغاثة الدولية، فالمملكة لا تنفذ عملية توزيع الإغاثة على الأرض، بل عبر تمويل برامج تلك المنظمات ونتابع التنفيذ.
وعما يتردد بشأن سرقة الحوثيين لجزء من الإغاثات، التى تسلم لها عبر المنظمات الدولية، فى المناطق غير المحررة، قال المسؤول السعودى، نعم هذا صحيح، هناك جزء يتم سرقته من الحوثيين، لكن العمل مع المنظمات الإغاثية يحتاج صبر وحكمة، وعلى الأمم المتحدة أن تجعل لها مراقبين محايدين على الأرض للإشراف على عمليات التسليم والتوزيع..
وبالنسبة لمنافذ إرسال المساعدات لليمنيين، قال المسؤول السعودى، لدينا 22 منفذا بريا وبحريا وجويا، ولكن نحن نعانى مشكلة كبيرة مع ميناء الحديدة، التى تستقبل إغاثات ومساعدات من دول العالم، وطالبنا بأن يوضع تحت إشراف الأمم المتحدة، ولكنها ردت بأن الوضع لا يستدعى ذلك والسبب الرئيسى فى هذا الخلل أن منسق الشؤون الإنسانية السابق مدير «مؤسسة أوتشا»، الذى كان يحابى الحوثيين ويرفع تقارير بها مغالطات عن حقيقة الأوضاع الصحية والإنسانية، ولكن الآن تم وضع آلية جديدة لتوزيع الإغاثات، فأصبحنا نعمل عبر الحدود السعودية، بالمناطق القريبة منها مثل صعدة، التى يوجد بها مستشفى أنشئ من قبل المملكة، ويتم تشغيله بتكلفة من مركز الملك سلمان حوالى 9 ملايين دولار، ولكن للأسف يعالج فيه الحوثيين، وهذه مسؤولية منظمة الصحة العالمية، أن تراقب آليات العمل فى المستشفيات وهناك تواصل دائم بين مركز الملك سلمان وممثلى المنظمات الدولية للإغاثة لحل هذه الإشكاليات.
وأشار المسؤول السعودى، إلى أن اليمن عانت من فساد بعض المنظمات الإغاثية مثل «أوكسفام وسيف شيلدرن»، الذين هدفوا لمغالطة الواقع وهم فى الحقيقة ليست لهم مشروعات إغاثية باليمن لجلب المساعدات وهدفهم ضمان الحصول على تبرعات، وبعض المنظمات تضخم الواقع الصحى وتظهره متدهورًا للحصول على أموال، وتتلاعب بأرقام إصابات الأوبئة والأمراض وهذه التقارير، تعتمد عليها بعض وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الغربية، كمصدر للمعلومات، وهنا الخطورة حيث تنقل للناس معلومات خاطئة، وبعض هذه المنظمات يكون لديها أهداف جيدة لكن ينقصها المراقبة، ووضع آليات جيدة للتنفيذ فهى تعتمد آليات خاطئة فى جمع المعلومات من مصادر تحت أيدى الحوثى، وأحيانا تخضع لما يقوله الحوثيون، فضلا عن أن الإعلام غير المسؤول يضاعف أزمات اليمن، وبعض هذه الوسائل ينفذ أجندات الأشخاص المشرفون عليها مثل فرانس 24 عربى وغيرهما من القنوات الناطقة بالعربية.
وعن حصاد عاصفة الحزم، بعد مرور ثلاث سنوات على بدايتها، قال المسؤول السعودى، إن أهم المكاسب الحفاظ على هيكل الدولة اليمنية، حتى لا يتكرر المشهد الليبى، ولدينا 12 دولة ضمن قوات التحالف العربى، تعمل بشكل متناغم، وهذا يحدث لأول مرة وغير مسبوق فى العالم العربى، وهو ما تحاول الآلة الإعلامية القطرية «تفكيكه»، لكن دون جدوى، وعملت عاصفة الحزم، على حماية الشعب اليمنى من التشرد، حتى لا يتحولوا إلى لاجئين، كما أن عاصفة الحزم عملت على عزل ميليشيا الحوثى، وهم أداة فى المنظومة الإيرانية، بالإضافة إلى هدف إعادة الشرعية والاستقرار لليمن ومحاربة الإرهاب وانطلاق عجلة التنمية.
وعن رؤية المملكة 2030 قال المسؤول السعودى، إن هناك مسارات رئيسية لرؤية المملكة، أولا مسار مجتمعى يتضمن عدة أهداف أهمها زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن من 8 ملايين إلى 30 مليون، ورفع عدد الآثار المسجلة فى اليونسكو الوطنية والإسلامية، وأن يكون لدينا ثلاث مدن فى المملكة من أفضل 30 مدينة فى العالم، ارتفاع إنفاق الأسر على الترفيه، داخل المملكة من 2.9 إلى 6% رغم أن قطاع الترفيه لم يكن موجودا بالمملكة من قبل وهناك، ولدينا مسار اقتصادى يتضمن محاور أساسية قائمة على أن يتم استغلال الموقع الجغرافى للمملكة، على أحسن صورة مثل مشروع “نيوم”، كما أننا لدينا استثمار فاعل وفرص مثمرة للاستثمار، وأى مشروع اقتصادى يجب أن يتضمن توطين للتقنية أو استهلاك محلى، وهناك أهداف على المسار الوطنى، وتمكين الأسرة، وأن تكون المرأة قوة فاعلة تمثل نصف المجتمع، فالمملكة تعيش مرحلة تحول على جميع المستويات وهذه الرؤية بدأت فى 2015 وتنتهى 2030 وهذه فترة قصيرة، وأهم الإنجازات حتى الآن تنظيف بيئة العمل من الفساد، وتعزيز قوة الاقتصاد السعودى، كجاذب للاستثمار، وأن يكون لدينا ميزانية إيجابية بعد تعديل أسعار البترول، وإعادة هيكلة منظومة الدعم، وعلى المسار الوطنى تم السماح لأول مرة بالاحتفال بالعيد الوطنى كأحد المظاهر لتعزيز الهوية الوطنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة