خالد صلاح يكتب: شيخوخة فلسطينية

الأحد، 11 مارس 2018 12:00 م
خالد صلاح يكتب: شيخوخة فلسطينية الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
هل تعرف يا أخى لماذا يتعطل العمل السياسى الفلسطينى على النحو الذى لا نتقدم فيه خطوة واحدة فى المفاوضات مع المحتل، أو نبتكر فيه حلولا جديدة خارج الصندوق، أو حتى حلولا داخل الصندوق نفسه؟ 
 
هل تعرف ما الذى يجعل الانتفاضات الفلسطينية قوية وصاخبة وعفية على الأرض، فيما السياسة الفلسطينية تعجز عن استغلال هذه الانتفاضات فى تحريك القضية خطوة واحدة للأمام؟ 
 
سأضع أمامك صورة واحدة وأترك الحكم لك وحدك، سأضع أمامك مشهدا واحدا من داخل هياكل منظمة التحرير الفلسطينية ولجنتها التنفيذية، ثم أترك لك تقييم ما انتهى إليه حال هياكل القيادة فى فلسطين المحتلة، والدوائر التنفيذية المسؤولة عن قضية العرب الأولى منذ منتصف القرن الماضى. 
 
هل تعرف لماذا كانت تتأخر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عن العمل؟ هل تعرف أن أمراض الشيخوخة هى الـتى أجهزت تماما على هذه اللجنة إلى الحد الذى عطلت عقل المنظمة عن العمل والتفكير، بل وحتى عن الاجتماع بشكل منتظم لتنسيق المواقف، وإطلاق الأفكار ومتابعتها أولا بأول؟
 
سأقدم لك بعض الأمثلة السريعة: 
القيادى سليم الزعنون: 
مواليد عام 1934 وعمره الآن حوالى 84 سنة «متعه الله بالصحة والعافية». 
القيادى الراحل غسان الشكعة: 
غيبه الموت، ولم يتم إحلال قيادى مكانه فى اللجنة التنفيذية «رحمه الله وأسكنه فسيح جناته». 
القيادى ياسر عبدربه: 
أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، من مواليد عام 1944 وعمره الآن حوالى 74 سنة «متعه الله بالعمر والصحة».  
القيادى زهدى النشاشيبى: 
مصاب بأمراض الشيخوخة تعوقه عن الحركة والعمل «شفاه الله وعافاه». 
القيادى عبدالرحيم ملوح: 
مصاب بمرض عصبى من عينة أمراض الشيخوخة أيضا ومعاق عن الحركة والعمل «شفاه الله وعافاه».
القيادى صائب عريقات: 
أقعده المرض عن المشاركة بفاعلية بعد عملية زرع رئة خطيرة «أتم الله شفاءه بإذن الله». 
القيادى أحمد قريع: 
مواليد عام 1937 عمره الآن ما يقرب من 81 سنة  «منحه الله الصحة والعافية» 
القيادى زكريا الأغا:
مواليد 1942 وعمره الآن 76 سنة «متعه الله بالصحة والعافية». 
 
هذه قيادات نبيلة وكريمة ومرموقة، ولا يمكن أن ننسى تاريخهم النضالى وعطاءهم للقضية الفلسطينية أبدا، وكل الحب لهم الأحياء منهم والأموات، ولكننى أنظر هنا من زاوية أخرى على المشهد الفلسطينى الذى ينبغى أن ينتهى إلى حل عادل بقدرة فائقة. 
 
أنت تعرف يا أخى أن أمهات فلسطين أقسمن على أن تبقى قضيتهن شابة وعفية إلى الأبد، لا يكسرها مغتصب، ولا تشيب انتفاضاتها الفتية أبدا، ولا ينقطع هذا النسل الذى يرث جينات المقاومة ضد المحتل، دفاعا عن الأرض والحق والعدل. 
 
لكن الأمهات فى الأرض المحتلة لا يجلسن على طاولات التفاوض، والشباب فى الأرض المحتلة لا يتخذون القرارات فى المجلس الوطنى الفلسطينى، ولا يشاركون فى أعمال الحكم، ولا يتولون السلطة فى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، القيادة فى مكان آخر، وفى زمن آخر، وبأعمار أخرى، قد تسأل أنت: ما الذى يجعل الانتفاضات الفلسطينية أقل تأثيرا من الناحية السياسية عن انتفاضات الماضى؟ كان العالم يهتز من قبل لحجارة هؤلاء الصغار، لكن العالم لا يحرك ساكنا اليوم، ويكتفى بمقاعد المشاهدة، أو على الأقل يبرئ ساحته ببيانات شكلية للإدانة، أقول لك يا أخى: المأساة أن رجال الماضى هم الذين يديرون انتفاضات الحاضر والمستقبل.
 
 أمتنا من وراء قصد
 
 
 
 
 
مقال
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة