أصدرت حركة الجهاد الإسلامى فى فلسطين رؤية سياسية جديدة تؤكد على عدد من الثوابت الوطنية لدى الحركة، مؤكدة أنها شكلت حالة ثورية جهادية إسلامية غير مسبوقة فى المشهد الفلسطينى ما بين الوطنى والإسلامى وما بين الفكر والممارسة وما بين الواجب، موضحة أن حركة الجهاد حافظت على حالة التفرد والتمايز فى المواقف وفى الرؤية وفى الممارسة موقفها من أوسلو ومن المشاركة فى الانتخابات وتحرير كامل أرض فلسطين كلها.
وكشفت حركة الجهاد الإسلامى فى إصدار وثيقتها السياسية التى صدرت مطلع هذا الشهر مارس 2018 رؤيتها وسياستها والتى شملت أربع أبواب الأول: التعريف بالحركة وهويتها، والثانى: فلسطين وفيه فلسطين الأرض، فلسطين الشعب، فلسطين فى تاريخ العرب والإسلام، والقدس، اللاجئون وحق العودة، المشروع الصهيونى،وفلسطين القضية، والجهاد والمقاومة، ونهج التسوية، وفيه أيضا الوضع الداخلى الفلسطينى ويندرج فيه: طبيعة المرحلة، ومنظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الفلسطينية، والعلاقات الوطنية، وقضايا ومهام وطنية كالموقف من المجتمع الأهلى وتوفير متطلبات الصمود وتعزيز الدور النضالى للمرأة، والموقف من فلسطينى العام 1948 وفلسطينيى الخارج.
أما الباب الثالث فقد خصص للحديث عن الأمة العربية والإسلامية واشتمل على 15 مادة كلها تفسر موقف الحركة ورؤيتها للعمق العربى والإسلامى. وفى الباب الرابع تناولت الوثيقة السياسية لحركة الجهاد الإسلامى الوضع الدولى وعلاقته بالقضية الفلسطينية والموقف منه.
وتعرف حركة الجهاد الإسلامى نفسها بأنها حركة مقاومة فلسطينية، الإسلام مرجعها، وتحرير فلسطين من الكيان الصهيونى هدفها، والجهاد سبيلها.
وأوضحت حركة الجهاد أنها حركة مستقلة، نشأت بإدارة فلسطينية واعية، قياما بالواجب الشرعى، وشعورا بالمسؤولية الوطنية والعربية والإسلامية والأخلاقية، واستجابة لمتطلبات المواجهة الشاملة مع المشروع الصهيونى على أرض فلسطينى.
واشارت حركة الجهاد إلى أن فلسطين بحدودها التاريخية، المعروفة منذ زمن الاحتلال البريطانى، من نهر الأردن شرقا إلى البحر المتوسط غربا، ومن رأس الناقورة شمالا إلى خليج العقبة جنوبا، وحدة إقليمية واحدة لا تتجزأ، وهى أرض الشعب الفلسطينى ووطنه، ولا يجوز لأحد التنازل عن أى جزء منها، بأى حال من الأحوال.
واكدت حركة الجهاد الإسلامى أن الشعب الفلسطينى، بكل أجياله، وبكل مكوناته العقدية، وتياراته الفكرية، وقواه السياسية والنضالية، وفئاته الاجتماعية، فى كل أماكن وجوده فى فلسطين وخارجها، هو شعب واحد، وقضيته واحدة، وهو جزء أصيل وحيوى من الأمة العربية والإسلامية، موضحة أن المسيحيون الفلسطينيون هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطينى والأمة العربية والإسلامية، وهم شركاء فى الوطن، وقدموا من أجله تضحيات جسام بجانب إخوانهم المسلمين وبرز منهم القيادات السياسية والكفاحية، والرموز والنخب الثقافية والاقتصادية، فكان لهم أُر بالغ وواضح فى مسيرة النضال الفلسطينى.
وأشارت الحركة إلى أن أية مشاريع أو برامج سياسية، تقوم على تجزئة الشعب الفلسطينى أو استبعاد أى جزء منه، أو المساس بمقومات شخصيته وهويته الوطنية، تعد فاقدة للشرعية، ولا تمثل الشعب الفلسطينى، ولا تعبر عن إرادته.
وأشارت إلى أن تعامل سلطات الاحتلال الصهيونى، من قبل أى طرف عربى، أو إسلامى، أو دولى، بأى شكل يمكن الاحتجاج به على أنه اعتراف ضمنى، أو قبول بالأمر الواقع، الذى فرضه اليهود‘ بإعلانهم القدس "عاصمة" أبدية وموحدة للكيان الإسرائيلى، باطل ومرفوض، مؤكدة أن حق عودة الشعب الفلسطينى إلى أرضه ودياره وممتلكاته، هو حق طبيعى، فردى وجماعى، مشروع، ومتوارث من جيل إلى جيل، ولا يسقط بالتقادم مع الزمن، ولا يجوز التناول عنه، أو تجزئته، أو المساومة عليه، ولا يحق لأى جهة المساس به أو التصرف فيه.
وأوضحت الحركة أن أية قرارات صادرة عن أية دولة أو هيئة وطنية أو إقليمية أو دولية، تمس بحق العودة، أو تطرح التعويض بديلا عنه، هى قرارات باطلة ومرفوضة. وهذا يسرى على كل المشاريع والمحاولات الرامية إلى تصفية قضية اللاجئين، وعلى رأسها مشاريع الوطن البديل، لتوطين الفلسطينيين فى أماكن وجودهم أو غيرها خارج فلسطين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة